التيار الصدري يبدأ المرحلة الثالثة من الانتخابات التمهيدية لمجالس المحافظات

أمين عام كتلة الأحرار لـ«الشرق الأوسط»: لسنا خطا دينيا متشددا

TT

أعلن التيار الصدري أنه اعتمد ولأول مرة البصمة الإلكترونية بدل الأحبار خلال الانتخابات التمهيدية التي بدأت مرحلتها الثالثة اليوم الجمعة في ثلاث محافظات وسطى يتنازع فيها السيادة مع كل من ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، وهي كل من النجف وكربلاء وبابل.

وقال رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات التمهيدية للتيار الصدري صلاح العبيدي، خلال مؤتمر صحافي عقده في النجف أمس الخميس، إن «الانتخابات التمهيدية لانتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي في النجف وبابل وكربلاء ستنطلق الجمعة»، مبينا أن «تلك الانتخابات ستبدأ من الساعة السابعة صباحا وتنتهي عند السادسة مساء». وأضاف العبيدي أن «عملية فرز الأصوات ستكون صباح يوم السبت المقبل بحضور ممثلي المرشحين»، مشيرا إلى أن «اللجنة المشرفة على الانتخابات ستعتمد البصمة الإلكترونية بدلا من الأحبار للحيلولة دون تكرار التصويت للناخب الواحد».

ودعا العبيدي، وهو المتحدث باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المرشحين إلى «طرح برنامج انتخابي شفاف والابتعاد عن التسقيط والتشويه والاستهداف للمرشحين الآخرين والكتل السياسية الممثلة في المجالس الحالية بما فيها كتلة الأحرار»، معتبرا أن «الهدف من هذه الانتخابات هو معرفة رأي المواطنين وقناعاتهم». وطالب العبيدي المرشحين بـ«تجنب لصق الدعايات في الأماكن العامة وتشويه المدن»، لافتا إلى أن «ذلك قد يعرض المرشح إلى غرامات مالية من الحكومات المحلية». وأوضح العبيدي أن «المدة التي منحت للدعاية هي ستة أيام لتجنب إشغال المحافظات بهذه العملية التي تربك المواطنين وتشل الحياة العامة»، مؤكدا أن «المرشح يفترض أن يكون معروفا سلفا بسيرته وعمله وليس من خلال الدعاية فقط».

من جهته، أكد أمين عام كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري ضياء الأسدي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «فكرة الانتخابات التمهيدية والتي كنا قد أنهينا المرحلتين الأولى والثانية منها قبل شهر رمضان تهدف إلى إيصال العناصر الكفؤة والنزيهة والتي يختارها الناس عن قناعة تامة، لأننا نعتبر مجالس المحافظات والأقضية والنواحي عاملا مهما على صعيد بلورة مفهوم نظيف للحكم المحلي». وأضاف الأسدي أن «المرحلة الرابعة وتشمل المحافظات الشمالية وهي كركوك والموصل وصلاح الدين وديالى سوف تبدأ يوم الجمعة المقبل، تليها المرحلة الخامسة والأخيرة وتشمل محافظة بغداد». وأوضح أن «المرشحين لهذه الانتخابات لا يشترط فيهم أن يكونوا منتمين إلى التيار الصدري أو أعضاء فيه بل إن كل المواطنين العراقيين من المستقلين بمختلف انتماءاتهم يحق لهم المشاركة فيها ما عدا المنتمين إلى أحزاب وتيارات أخرى»، مشيرا إلى أن «اللجنة المشرفة على الانتخابات حرصت على أن تكون المعايير الموضوعة لهذه الانتخابات مطابقة تماما للمعايير الدولية وللمعايير التي وضعتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فضلا عن أنها كممارسة مفتوحة لكل منظمات المجتمع المدني والصحافة ووسائل الإعلام بهدف مراقبتها». وأكد أنه «تم ولأول مرة في العراق استخدام البصمة الإلكترونية في هذه الانتخابات بهدف التقليل من حالات التزوير، وهو ما يدل على إيماننا بالعمل الديمقراطي»، مؤكدا أن «الخط الصدري هو ليس خطا دينيا متشددا، بل هو مع بناء الدولة المدنية ويسعى إلى ذلك من منطلق وجود العديد من التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال».

وتأتي هذه الانتخابات في وقت لا يزال فيه الجدل مستمرا داخل التحالف الوطني بين التيار الصدري من جهة وائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي من جهة أخرى على صعيد عملية الإصلاح. وفي هذا السياق، أكد الأسدي أن «التيار الصدري يسعى إلى إصلاح يشمل الدولة ومؤسساتها وليس الأشخاص»، معتبرا أن «المساعي الهادفة إلى جعل عملية الإصلاح وكأنها مصالحة بين القادة السياسيين إنما تهدف إلى عدم تحقيق إصلاحات جدية داخل بنية الدولة ومؤسساتها». وأضاف أن «ما يهم المواطن هو الخدمات والآلية التي تحكم عمل الدولة بمواطنيها والحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والعلاقات الخارجية وغيرها من المسائل الأساسية التي من شأنها بناء الدولة وليس إصلاح ذات البين بين هذه الشخصية أو تلك».

وحول ما تردد عن قرب عقد اجتماع جديد بين قادة أربيل – النجف، مسعود بارزاني ومقتدى الصدر وإياد علاوي، قال الأسدي «لم يطرأ شيء جديد يتطلب عقد اجتماع آخر، حيث إن ما تم الاتفاق عليه سواء في أربيل الأولى أو الثانية أو النجف لم يتم تطبيق أي شيء منه على أرض الواقع».