انتقادات واسعة لحديث الأسد عن «الحسم» و«تنظيف الدولة»

معارضون: سفينته تغرق.. والثوار هم من ينظفون سوريا

TT

لاقت مواقف الرئيس السوري بشار الأسد في حواره مع قناة «الدنيا» السورية أول من أمس انتقادات واسعة من المعارضة السورية، خاصة في نقاط احتياج نظامه لوقت لحسم ما سماها «المعركة الإقليمية العالمية»، وكذلك أن الانشقاقات عن النظام هي «تنظيف ذاتي للوطن».

واعتبر الأسد في حديثه أن بلاده تخوض «معركة إقليمية وعالمية ولا بد من وقت لحسمها». وقال إن «القضية معركة إرادات، ونحن نتقدم إلى الأمام، والوضع عمليا هو أفضل، لكن لم يتم الحسم بعد، وهذا بحاجة إلى وقت»، لافتا إلى أن «البعض أخطأ حين اعتقد أن السفينة هي سفينة دولة أو نظام، السفينة هي سفينة وطن، فإما أن تنجو سوريا، وإما أن تغرق».

ووصف الأسد، في المقابلة التي ذكر خلالها أنه يتحدث من قصر الرئاسة في دمشق، الانشقاقات التي تحصل عن نظامه بأنها «عملية تنظيف ذاتية للدولة أولا والوطن بشكل عام، وهي عملية إيجابية»، معتبرا أن «الشخص الوطني والجيد لا يهرب ولا يفر خارج الوطن». وشدد على أن «ما يحصل في سوريا لا هو ثورة ولا ربيع؛ بل هو عبارة عن أعمال إرهابية بكل ما تعنيه الكلمة».

وعقب عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان على مواقف الأسد، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السوري لا يزال يواصل قراءته الخاطئة للواقع. وما فهمناه من المقابلة هو قراره باستمرار الحرب ضد شعبه»، مشبها النظام السوري بأنه «كسفينة تغرق في مراحلها الأخيرة؛ حيث فقد النظام خلال سنة ونصف شرعيته الشعبية والسياسية والقانونية، وهو يدرك ذلك جيدا، لكنه يحاول استجماع ما تبقى من مؤيديه من خلال القوة التي يمده بها حلفاؤه في طهران وموسكو».

وفي ما يتعلق بمواقف الأسد من عملية الانشقاقات، رأى رمضان أنها «إقرار بعجز النظام عن منع الانشقاقات الكبرى التي تحصل على المستويين السياسي والعسكري»، واصفا المنشقين بأنهم «الرجال الفعليون الذين ينشقون عن النظام الفاسد والمستبد ويتحررون من تبعية طبعها بهم النظام طوال عقود ويلتحقون بالشعب والثورة والوطن».

من ناحيته، شدد عضو «المجلس الوطني» أديب الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط» على أن «من يقوم بعملية تنظيف ذاتية هم الثوار وليس النظام الذي انتهى دوره في سوريا»، معتبرا أنهم «يقومون بتنظيف سوريا من هذا النظام البائد». واتهم الأسد بالاستمرار في «اتباع سياسة الكذب والتعمية على الحقائق»، تعليقا على إشارة الأخير إلى التغاضي عن بعض الانشقاقات. وقال: «كلنا نعلم كم هي صعبة ودقيقة عملية الانشقاق عن نظام الأسد وما تنطوي عليه من خطورة».

وكان الأسد قد حمّل في المقابلة عينها «الدولة التركية مسؤولية مباشرة في الدماء التي سفكت وتسفك في سوريا». وأشار في الوقت عينه إلى أن «الشعب التركي وقف إلى جانبنا خلال الأزمة»، متسائلا: «هل نعود إلى الوراء بسبب جهل بعض المسؤولين الأتراك؟». وحول إقامة مناطق عازلة في سوريا، قال الأسد: «أعتقد أن الحديث عن مناطق عازلة أولا غير موجود عمليا، ثانيا غير واقعي حتى بالنسبة للدول التي تلعب الدور المعادي أو دور الخصم».

وفي سياق متصل، أكد رمضان أن «النظام السوري هو المسؤول الأول عن عمليات القتل والجرائم في سوريا تحصل على يد قواته، ويشاركه في ذلك من يمده بالسلاح والمعلومات والدعم وفي المقدمة إيران وروسيا»، موضحا أن «الشعب التركي يحتضن الشعب السوري ويقف إلى جانب الثورة السورية ويقدم الدعم الكامل للسوريين».

من ناحيته، شدد الشيشكلي على أنه «لا علاقة لتركيا بسفك الدماء السورية، وهي تحتضن النازحين وتؤويهم وتقدم المساعدة لهم»، متهما الأسد بمحاولة «إثارة الطائفية البغيضة في تركيا من خلال محاولة جر الأكراد في تركيا إلى معركته الخاسرة وتجييش الطائفة العلوية في تركيا، لكنهم أذكى من محاولته هذه، وولاؤهم للحكومة التركية ويدعمون ما تقوم به». ورأى أن في تحميله تركيا مسؤولية الدماء «رسالة إلى الدول المجاورة الأخرى واتهام بتأزيم الوضع أكثر، رغم أننا لم نجد أي مساعدة بعد من تركيا ولبنان والأردن والعراق، ولما كنا هنا لو تدخلوا إلى جانبنا».

وفي إطار المواقف الصادرة عنه، اعتبر الأسد أن «الجيش والقوات المسلحة والأمن يقومون بأعمال بطولية بكل ما تعنيه الكلمة»، معتبرا أنه «على الرغم من الأخطاء الكثيرة الموجودة، فهناك ارتباط وثيق بين سياسات هذه الدولة (سوريا) وعقيدة هذا الشعب».