«التقدمي الاشتراكي» يعتصم اليوم للمطالبة بطرد السفير السوري

شهيب لـ «الشرق الأوسط» :للسفير علي يد بخطف مناضلين سوريين في لبنان وبخلق فتنة في الشمال

TT

تتواصل الاعتصامات والتحركات المطالبة بطرد السفير السوري من لبنان على خلفية الخروقات السورية للحدود اللبنانية، وما تتحدث عنه قوى المعارضة اللبنانية عن تورط اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري بتفجيرات كانت تحضّر لمناطق في شمال لبنان، وهي معلومات استقتها من التحقيقات المسربة مع الوزير الأسبق ميشال سماحة.

ولهذا الغرض، يعدّ الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، اليوم ما قيل إنّه «اعتصام سلمي رفضا للمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري وللمطالبة بطرد السفير السوري علي عبد الكريم علي من لبنان، في ساحة سمير قصير في وسط بيروت».

الاعتصام الذي لم يتأكد بعد إمكانية مشاركة النائب جنبلاط فيه نظرا لاحتياطات أمنية، هو بحسب النائب عن الحزب التقدمي الاشتراكي أكرم شهيب: «وقفة جديدة - وليس أولى - من قبل الحزب بوجه هذا السفير والنظام الذي يخضع له، باعتبار أن الحزب كان قد اعتصم في وقت سابق وفي المكان عينه، نظرا لرمزيته، تضامنا مع بابا عمرو ومع ثورة الشعب السوري». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كنّا أول من رفع الصوت عاليا بوجه هذا السفير الذي له اليد الأولى بخطف مناضلين سوريين من لبنان، وبالعمل مع نظامه لخلق فتنة انطلاقا من مناطق في الشمال».

ودعا شهيب «كل من يشعر بأن هذا السفير نموذج عن النظام القاتل الذي يخضع له للنزول للمشاركة في الاعتصام»، وأضاف: «تحركنا بمثابة صرخة لوقف التفخيخ الأمني السوري في لبنان، ولطرد السفير الذي لا يختلف كثيرا عن نظام سوريا الذي يمعن بقتل شعبه».

وكانت منظمات شبابية في قوى 14 آذار نفّذت أول من أمس اعتصاما مماثلا أمام وزارة الخارجية اللبنانية، تقدمه نواب وقياديو المعارضة الذين رفعوا اللافتات المنددة بالنظام السوري وسفيره لدى لبنان وحملوا أعلام الثورة السورية. وأكّد عضو كتلة الكتائب النيابية نديم الجميل أن «ما شهدناه أمس بداية لتحركات مستقبلية، سترفع إلى جانب مطلب طرد السفير شعار وجوب طرد الحكومة اللبنانية التي تمثل سوريا في لبنان وتستمد شرعيتها من نظام الأسد». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الحكومة التي نأت بنفسها عن كل شيء إلا عن دعم النظام في سوريا لا يمكن أن تبقى، ونحن أمس وقفنا خلف المنظمات الشبابية التي كانت السّباقة في الموضوع، على أن نستمر اليوم وغدا في دعمها بمطلبها بعد أن أمعنت سوريا ليس فقط في خرق سيادتنا؛ بل خرق أمن المواطن اللبناني كما تكشّف في ملف الوزير سماحة».

بدوره، توجّه النائب عن الحزب «السوري القومي» مروان فارس إلى قوى 14 آذار مذكرا إيّاها بأن السفير السوري موجود في لبنان اليوم بناء على طلباتها المتكررة في هذا الإطار، معتبرا أن المطالبة بالعكس اليوم - أي بطرده - يشكل تعبيرا واضحا عن إحباط هذه القوى التي كانت تعوّل على سقوط النظام في سوريا في الشهر الأول من المؤامرة.

وقال فارس لـ«الشرق الأوسط»: «نحن زرنا السفير السوري لنؤكد تضامننا معه بشكل حضاري وديمقراطي، ونعلم تماما أن ما تقوم به 14 آذار لا يمكن أن يتخطى إطار سعيها لإثبات وجودها على الساحة بعد أن أثبتت فشل سياستها الداخلية كما فشلها بالتعاطي مع الأزمة السورية».

واستغرب النائب عن تكتل «التغيير والإصلاح» سليم سلهب التحرك الذي قامت به قوى «14 آذار» للمطالبة بطرد السفير السوري من لبنان، لافتا إلى أنّه يندرج في إطار الإفلاس السياسي وفي سياق الفعل وردات الفعل بغياب أي استراتيجية سياسية للعمل.

واعتبر سلهب أنّ قوى «14 آذار» كانت قادرة على المطالبة بما نادت به في الشارع بطريقة مؤسساتية «لأن الكلام بالأمس كان كلام شارع.. لا كلاما بالسياسة»، وقال: «أصلا لم نفهم ما حصل لنحلله أو نكون ضده أو معه، ونعتقد أن هناك أمورا أهم بكثير يجب الالتفات إليها في المرحلة الراهنة، عوضا عن التلهي بأمور لن تقدّم أو تؤخر».