النظام السوري يغلق مداخل دمشق لمواجهة مظاهرات جمعة «الوفاء لطرابلس الشام وأحرار لبنان»

لواء أحرار سوريا ينطلق في عملية «بركان الشمال»

مظاهرة سورية معارضة لبشار الاسد تندد بالمجازر الدموية في سرمين بإدلب أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي أفاد المركز الإعلامي السوري بأن لواء أحرار سوريا بدأ عملية أطلق عليها «بركان الشمال» وذلك ردا على خطاب الرئيس الأسد الأخير، حيث يخوض عناصر الجيش الحر اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد على عدة محاور في حلب لا سيما في حي الزهراء، وحاجز اليرمون ومبنى المخابرات الجوية، أغلقت السلطات السورية بالأمس مداخل العاصمة دمشق قبيل بدء مظاهرات مناهضة للنظام دعا إليها ناشطون في جمعة «الوفاء لطرابلس الشام وأحرار لبنان».

وقال ناشطون إنه وبعد ليلة من القصف المتقطع، أقدمت السلطات السورية على إغلاق الطرق المؤدية إلى العاصمة استباقا لمظاهرات دعا إليها ناشطون على أن تبقى مغلقة حتى مساء الغد. وانتشرت الحواجز الأمنية عند مداخل الشوارع والأحياء تدقق في أوراق الداخلين والخارجين وتفتش صناديق السيارات.

وكان بعض سكان طرابلس في شمال لبنان وعدد من النازحين السوريين إليها لاقوا المتظاهرين في سوريا في شوارع طرابلس باعتصامات ومظاهرات جابت المنطقة منددة بالنظام السوري، نظم إحداها «حزب التحرير» فحمل المتظاهرون الرايات السوداء وأعلام الثورة السورية.

ومن حلب، تحدث محمد الحلبي، الناطق باسم تنسيقيات الثورة لـ«الشرق الأوسط» عن معركة جديدة انطلق فيها الجيش السوري الحر في منطقة الشمال ككل أي في حلب وأجزاء واسعة من إدلب تحت عنوان «بركان الشمال» تركزت في الأيام الماضية على استهداف المطارات العسكرية، لافتا إلى عملية عسكرية واسعة يشنها النظام ردا على الخسائر الفادحة التي ألحق بها قائلا: «معظم أحياء مدينة حلب تقصف ومن دون رحمة وقوات الأمن تستهدف بالتحديد المساجد والمخابز وقد وصل عدد الأفران المستهدفة منذ انطلاق الحملة على حلب إلى 14 فرنا».

وأوضح الحلبي أن النظام يعمد إلى قطع الاتصالات بشكل كامل عن المدينة كما خدمة الإنترنت ما يصعب عمل الناشطين بشكل كبير وينعكس شحا بالمعلومات وإرسال مقاطع الفيديو وقال: «بالأمس قصف النظام حي الهلك واستهدف أضخم معمل للزيوت النباتية بالمدينة ما تسبب بحريق هائل بالتزامن مع استمرار قصفه المتواصل لـ17 من أحياء حلب».

وأشار الحلبي إلى أنه ورغم ضراوة المعارك خرجت بالأمس أكثر من 7 مظاهرات في المدينة واستمر الجيش الحر بسيطرته على ما يزيد عن 70% من المدينة ككل.

وفيما تحدثت لجان التنسيق المحلية بالأمس عن سقوط ما يزيد عن 70 قتيلا معظمهم في حمص ودرعا ودمشق وريفها، قال أبو جعفر المغربل الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص إن قتلى حمص سقطوا في كل من قرية أيل حيث قتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة إخوة وأصيب العشرات جراء القصف العنيف من قبل قوات النظام، إضافة لمقتل خمسة آخرين في حي باب هود بحمص القديمة، حيث اندلعت اشتباكات بين مقاتلين من الجيش الحر وقوات النظام، إضافة لمقتل شخص وإصابة العشرات جراء القصف العنيف وتهدم المنازل في مدينة الرستن بحمص.

وفي ريف دمشق قال ناشطون إن مدينة دوما تعرضت منذ الساعات الأولى من صباح اليوم لقصف عنيف بقذائف الهاون. كما اندلعت اشتباكات بين جيش النظام ومقاتلين من كتائب الثوار في حرستا وعربين اللتين تتعرضان للقصف بالدبابات ومحاولة اقتحام.

وفي درعا أفادت شبكة شام الإخبارية باندلاع اشتباكات داخل اللواء 15 قرب مدينة إنخل، كما قصفت مدينة بصرى الحرير، وانتشرت قوات الأمن والقناصة التابعة للنظام بكثافة في الصنمين ونوى، وحاصرت المساجد لمنع المظاهرات، وفق الهيئة العامة للثورة السورية.

وحسب مواقع الثورة السورية على الإنترنت، لحق دمار كبير بالمنازل في مدينة خربة غزالة بمحافظة درعا نتيجة للقصف الذي تتعرض له منذ الصباح الباكر.

وشرقا في دير الزور تعرضت مدينة البوكمال وأحياء في دير الزور لقصف من الطيران الحربي، كذلك حدث في قرية البويضة بحمص قرب القصير المحاذية للحدود اللبنانية. وفي هذا السياق ذكرت تقارير إخبارية لبنانية أن أحد العسكريين اللبنانيين أصيب أمس الجمعة إثر سقوط أكثر من 30 قذيفة من الجانب السوري على قرى وبلدات في منطقة عكار شمال لبنان.

كما تعرضت بلدة تفتناز بريف إدلب لقصف بالتزامن مع خروج الناس من المساجد عقب صلاة الجمعة.

بالمقابل، أعلن «التلفزيون السوري» عن «مقتل الإرهابي هادي جبلاوي أثناء قيامه بزرع عبوة في تجمع سكني في تجمع سكني بمدينة جسر الشغور في إدلب».

أما على صعيد مواقف المنظمات الدولية من الوضع في سوريا، فأكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن تدفق اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة مستمر ويزداد مع وصول 15 ألف شخص إضافي خلال ثلاثة أيام. وأضافت المفوضية في بيان أن «العدد الإجمالي للاجئين السوريين المسجلين أو الذين ينتظرون أن يسجلوا كان 228976 حتى 29 أغسطس (آب) مقابل 215 ألفا في 26 منه».

وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم منظمة يونيسيف باتريك ماكورميك أن «نصف النازحين داخليا في سوريا هم من الأطفال دون سن الـ18»، مشيرا إلى أن «العنف تصاعد في الأسبوع الماضي في سوريا، على الأخص في منطقة دمشق وسجل مقتل نحو 1600 شخص، بينهم أطفال».

وقدر ماكورميك عدد النازحين داخليا بـ«1.2 مليون شخص، بينهم 150 ألفا في دمشق وريفها»، معربا عن «القلق من ضياع العام الدراسي على طلاب المدارس في سوريا»، وقال: «نعلم جميعا أن كثيرا من المدارس تستخدم في الوقت الراهن كأماكن إيواء كما تم تدمير وإلحاق الأضرار بعدد آخر منها، ولا نعلم كم الإمدادات التعليمية المتبقية وما إذا كانت في حالة تسمح باستخدامها».