مصر: احتفاء كبير بترضي الرئيس مرسي على «أبي بكر وعمر» في طهران

عفيفي: التقرب من إيران ليس معناه أننا مع المد الشيعي

TT

لاقت افتتاحية الرئيس المصري محمد مرسي في خطابه بمؤتمر دول عدم الانحياز بإيران أول من أمس، وثناؤه وترضّيه على الصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما)، استحسانا واحتفاء لدى العديد من الجماعات والحركات الإسلامية في مصر.

وافتتح الرئيس مرسي كلمته بالصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والترضي على أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (رضي الله عنهم)، في مخالفة لعقيدة الشيعة الإيرانيين.

وكان آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، قد افتتح كلمته بـ«الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسول الأعظم الأمين، وعلى آله الطاهرين، وصحبه المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين»، وليس من بين الصحابة «المنتجبين» حسب المذهب الشيعي الذي تعتنقه إيران، أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان (رضي الله عنهم).

وقال الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين ومفتي الجماعة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن ترضي الرئيس على الصحابة له دلالة، ومقصود من حيث الزمان والمكان والمعنى، فلا شك أنه يريد أن يبعث برسالة إلى الإيرانيين مفادها أننا لا ننوي التخلي عن معتقداتنا الإسلامية السنية مهما كانت العلاقات معكم، كما أننا لن نقبل بسب صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم)». وأكد البر أن هذه المقدمة «هي جزء من أذكار يرددها كل المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، ومن بينهم الرئيس محمد مرسي، ضمن أذكار الصباح والمساء، وهي بالتالي محفوظة لديه ومعتاد عليها، وليست وليدة اللحظة».

ومن جانبه، قال اللواء عادل عفيفي، رئيس حزب الأصالة السلفي في مصر، إن الرئيس محمد مرسي «أثلج صدورنا جميعا في كلمته عندما أثنى على الصحابة (رضي الله عنهم) بعدما قام بالصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)». وأوضح عفيفي، في بيان له، أن «صحابة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) مكروهون في إيران، وبكلمة مرسي في افتتاح القمة فإنه أرسل رسالة واضحة بأنه لا مجال للتشيع في مصر»، مضيفا أنه «ليس معنى التقرب من إيران أننا مع المد الشيعي».

واحتشد المئات من المصريين مساء أول من أمس، أغلبهم من المنتمين لحزب النور السلفي وشباب جماعة الإخوان المسلمين، أمام منزل الرئيس مرسي بالتجمع الخامس بالقاهرة، تعبيرا عن تأييدهم الكامل للرئيس وخطابه. ورفع شباب حزب النور لافتة عريضة مكتوبا عليها «عودا حميدا وتأييدا كاملا من حزب النور إلى الدكتور محمد مرسى لموقفه تجاه القضية السورية وإيران».

وتحدثت وسائل إعلام عن تلاعب هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني (الرسمي) في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب الرئيس المصري، وذلك خلال بث ترجمة خطابه بواسطة القناة الأولى باللغة الفارسية ليتطابق مع مفردات خطاب النظام الإيراني، وأنها أدخلت إلى النص اسم البحرين ضمن حديث مرسي عن ثورات الربيع العربي، وحذفت الخلفاء الراشدين من الخطاب الأصلي الذي تضمن الثناء على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (رضي الله عنهم).