مصر: قوى مدنية تضع آمالها على حزب البرادعي لمواجهة «الإسلاميين»

أحزاب ليبرالية ويسارية تدرس التحالف معه قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة

TT

في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول صحة الدكتور محمد البرادعي، وكيل مؤسسي حزب الدستور في مصر، والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يستعد حزب الدستور الذي تقدم بأوراق اعتماده كحزب إلى لجنة شؤون الأحزاب الأربعاء الماضي، ويضم الكثير من الرموز الوطنية المدنية والمفكرين والشخصيات العامة وشباب الثورة، في مقدمتهم الأديب علاء الأسواني، والناشط أحمد حرارة، والإعلامية جميلة إسماعيل، والدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، والناشط الحقوقي جورج إسحاق، وعدد من شباب الثورة، لعقد تحالف قوي في مواجهة سطوة «التيار الإسلامي» في الشارع، بعد أن حاز على أغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية السابقة.

وبينما يرى مراقبون أن القوى المدنية تضع آمالا كبيرة على حزب البرادعي لمواجهة الإسلاميين خاصة جماعة الإخوان، وأن أحزابا وتيارات تدرس التحالف معه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، كشف حمدين صباحي، المرشح السابق للرئاسة المصرية، عن أنه سيجتمع خلال أيام قليلة مع قيادات حزب البرادعي لبحث توحيد القوى المدنية الثورية في إطار واحد وقوائم موحدة للانتخابات المقبلة، وطالب سياسيون قيادات حزب البرادعي بتشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإسلاميين في الانتخابات المقبلة، مؤكدين أن فرصة الحزب في الانتخابات القادمة ستتوقف على إمكانية التنسيق بينه وبين القوى القريبة منه، مثل «الائتلاف الجديد» و«التيار الشعبي» و«تحالف الأمة المصرية».

من جهة أخرى، وفي إطار التحرك السريع ضد ما يسمى «هيمنة الإخوان المسلمين» على المشهد السياسي، قرر عمرو موسى المرشح السابق في انتخابات الرئاسة، الإعلان غدا (الأحد) عن وثيقة تحالف الأمة المصرية الذي شكله مع حزب الوفد و50 شخصية عامة ووزراء سابقين في مقدمتهم الدكتور كمال الجنزوري، وفايزة أبو النجا، وحسب الله الكفراوي يأتي هذا فيما يؤسس البرلماني السابق وحيد عبد المجيد مع بعض القوى «الائتلاف الجديد»، الذي يضم تيارات وسطية إسلامية وليبرالية ويسارية، كما يؤسس حمدين صباحي: «التيار الشعبي» كتيار رافض لـ«الإخوان».

وكان عدد من وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي زعمت أمس (الجمعة) تعرض الدكتور البرادعي لغيبوبة تامة أثناء إجرائه عملية جراحة في الركبة بألمانيا. لكن صفحة البرادعي على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك» نفت ذلك، وقالت: «كل ما يقال شائعات لا أساس لها من الصحة».

ومن المقرر أن يعود البرادعي إلى القاهرة منتصف سبتمبر (أيلول) الجاري لحضور المؤتمر التأسيسي لإشهار حزب الدستور بعد تقديم أوراقه بشكل رسمي، وفيما كشف مصدر مقرب من البرادعي عن أنه سافر منذ أكثر من شهر ونصف إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية في ركبته بعد تعرضه لآلام في الفترة الأخيرة، قال الدكتور عماد أبو غازي، رئيس لجنة تسيير الأعمال بحزب الدستور إن «البرادعي يقضي حاليا إجازته السنوية في جولة في عدد من العواصم الأوروبية وهو بصحة جيدة».

وقال الدكتور البرادعي في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، معلقا على بدء إجراءات تأسيس الحزب: «حزب الدستور، عيش حرية كرامة إنسانية، جمع الشمل، الفكر المستنير، تمكين الشباب، إنكار الذات، العمل الجماعي، المصداقية، معا سنغير».

من جانبه، قال أحمد دراج، عضو مؤسس بحزب الدستور، إن الحزب سينزل للشارع لتنفيذ أهداف ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، مؤكدا أن الدستور لن يكون حزبا للنخبة وسوف يعتمد على كوادره الشبابية للنهوض به، مشددا على أنه لن يدخل في أي تحالفات انتخابية مع أي حزب غير متوائم مع أهداف الثورة وخاصة حزب الإخوان.

وأضاف دراج لـ«الشرق الأوسط» أن «الدستور سيسعى للمنافسة في الانتخابات البرلمانية المقبلة عبر تحالف مدني موسع».

وبينما يتوقع محللون سياسيون أن يحكم حزب الدستور مصر بعد أربع سنوات، خاصة أنه يضم تيارات كثيرة ورموزا ليبرالية تمكنه أن يكون خصما قويا أمام تيار الإسلام السياسي. توترت العلاقة بين حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان وحزب البرادعي مبكرا، وشن قياديو «الحرية والعدالة» هجوما حادا على حزب الدستور ووصفوه بـ«الفاشل»، وهو ما علق عليه دراج قائلا: «هجوم (الإخوان) على الحزب يؤكد أنه منافس قوي لحزبهم في الانتخابات المقبلة».

في السياق ذاته، كشف ياسر حسان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، عن عقد مؤتمر غدا (الأحد) بمكتب عمرو موسى لإعلان وثيقة التحالف الذي شكله مع الحزب، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «الدعوة مفتوحة للمشاركة في التحالف كتكتل للقوى المدنية في مواجهة (الإخوان)».

من جانبه، قال حمدين صباحي خلال لقائه مساء أول من أمس (الخميس) مع مؤسسي التيار الشعبي المصري: «إننا نبني التيار الشعبي المصري لأن مصر بحاجة إلى كيان وتنظيم كبير يعبر عن أغلبية المصريين الساعين إلى العدل الاجتماعي والاستقلال الوطني مع الديمقراطية»، مضيفا: «بدأنا في بناء التيار الشعبي لنقدم بديلا لأغلبية المصريين عن خياري (الإخوان) أو العسكر وبقايا النظام السابق».

واستطرد صباحي قائلا: «لا نبني التيار بمنطق العداء أو الكراهية أو الخصومة مع أحد، وإنما لنشارك في بناء مصر الثورة من موقع المعارضة الوطنية».