البنتاغون يهدد بملاحقة مؤلف كتاب يروي وقائع تصفية بن لادن

سينشر قبل أسبوع من الذكرى الـ11 لهجمات سبتمبر

TT

هددت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أول من أمس بملاحقة مؤلف عسكري سابق في القوات الخاصة الأميركية (نيفي سيلز) ألف كتابا سيصدر قريبا حول الهجوم الذي سمح بتصفية زعيم تنظيم القاعدة.وقال كبير قانونيي البنتاغون، جيه جونسون، في رسالة حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها، إن العسكري انتهك وعده بالتزام السرية عبر نشر رواية العملية التي شارك فيها. وأضاف أن الوزارة «تنوي ملاحقته وملاحقة كل الذين يتعاونون معه بكل الوسائل القانونية المتاحة».

ومن المقرر صدور الكتاب المعنون «يوم ليس سهلا» (نو إيزي داي) في الرابع من سبتمبر (أيلول) الحالي. ومؤلف الكتاب الذي يكتب تحت اسم مستعار هو مارك أوين، عضو في مجموعة «تيم 6» للقوات الخاصة في البحرية الأميركية التي قامت بتصفية زعيم القاعدة في الثاني من مايو (أيار) 2011. وتختلف بعض العناصر التي يوردها أوين في الكتاب عن التفاصيل التي سربتها إدارة باراك أوباما منذ العملية التي جرت في منزل في أبوت آباد (باكستان) في مايو من العام الماضي. وأكدت السلطات أولا أن بن لادن قاوم وقتل في غرفته، وبعد ذلك اعترفت بأنه كان أعزل. ويقدم أوين تقريرا مختلفا إلى حد ما، إذ يقول إن أسامة بن لادن لم يقتل في غرفته. فهو يؤكد أن أسامة بن لادن الذي أصيب في الرأس تم القضاء عليه بعدة رصاصات في الصدر، وأن أحد أفراد المجموعة الأميركية الخاصة اضطر للجلوس على صدر جثته في المروحية التي أعادتهم إلى الولايات المتحدة نظرا لضيق المكان.

وفي الرسالة يذكر جيه جونسون المؤلف مارك أوين بواجبه من حيث «عدم الكشف أبدا» عن معلومات سرية، مؤكدا أن هذا الواجب «يستمر حتى بعد انتهاء خدمته الفعلية».

ويتابع أن بعض نسخ الكتاب نشرت الأربعاء قبل أسبوع من الموعد المحدد لصدور الكتاب، وحذر من أن «توزيع مزيد من نسخ الكتاب سيزيد خطورة مخالفته وانتهاكه لاتفاقاتنا».ولا توضح الرسالة ما إذا كان الكتاب يكشف أي أسرار يمكن أن تعرض حياة عسكريين للخطر، لكنها تشير إلى أن العسكري خالف تعهداته بعدم عرضه الكتاب على العسكريين. فخلافا للقواعد المفروضة على العسكريين، لم يعرض الكتاب على وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ولا على الـ«سي آي إيه» قبل نشره للتأكد من عدم احتوائه على معلومات سرية.

ودقق كبار القادة العسكريين ومسؤولي الاستخبارات في كل تفاصيل الكتاب في الأيام الماضية، إلا أنهم لم يشيروا خلال اجتماع الأربعاء إلى أي أسرار كشفها أوين. وتؤكد دار النشر، التي تأمل في أن تحتل مبيعات المطبوع رأس لائحة أفضل المبيعات بعد طبعها 300 ألف نسخة منه، أن الكتاب عرض على «محام سابق للقوات الخاصة» للتأكد من الأمر.

وإذا كانت المقاطع التي سربت إلى الصحف لا تحوي أي معلومات خطيرة، فإن بعض العناصر التي وردت فيها تناقض الرواية الرسمية للعملية. فالرواية الرسمية تفيد بأن بن لادن قتل برصاصة في الرأس بينما كان في غرفته في منزله في أبوت آباد (باكستان). لكن أوين يقول إنه صعد سلم المنزل باتجاه غرفة بن لادن وهو يتبع عنصرا آخر من القوة الخاصة «وقبل أقل من خمس درجات من عتبة الغرفة» سمع «إطلاق نار من سلاح مزود بكاتم للصوت»، وكان زميله هو من أطلق النار. ويتابع «لم أستطع أن أقل من مكاني ما إذا كان الرصاص أصاب الهدف أم لا». الرجل الذي أطل برأسه من فتحة الباب «اختفى في الغرفة المظلمة»، حسب كلام أوين. وعندما أصبحا في الغرفة، يقول أوين «شاهدت دماء وأجزاء من الدماغ على جانب جمجمته»، وكان جسده ما زال يرتعش، فقام أوين وعسكري أميركي آخر «بتصويب سلاح الليزر على صدره وأطلقا النار» إلى أن توقف عن الحركة.