حماس تشدد الخناق على الجماعات السلفية في غزة.. وتطلب من الفصائل مراقبة عناصرها

بعد عمليات إطلاق صواريخ على إسرائيل.. وديختر يدعو إلى تغيير سياسة الرد بالتنقيط

فلسطينية تشتبك مع جندي إسرائيلي خلال الصدامات في إحدى المستوطنات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

أوضحت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن حركة حماس شددت الخناق على الجماعات السلفية في غزة، بشكل كبير بعد عملية إطلاق صواريخ على سديروت الأحد الماضي، وأمس، وهو ما وتر الموقف في القطاع بعد إصابة مستوطن بجراح، وشن إسرائيل سلسلة هجمات جوية متتالية على مواقع في غزة، والتهديد بتوجيه ضربة عسكرية.

وبحسب المصادر، فإن أجهزة الأمن التابعة لحماس، وسعت حملة ملاحقة العناصر السلفية، وهي الحملة المستمرة أصلا منذ تنفيذ هجوم على ثكنة لجنود مصريين في سيناء بداية هذا الشهر، ما أدى إلى مقتل 16 منهم.

وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس، وسعت من حملتها، وراحت تلاحق السلفيين بشكل مكثف، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية من التعامل مع السلفيين وطلبت منها السيطرة على عناصرهم وكشف وفصل جميع من يناصر أو يعمل في إطار الجماعات السلفية الجهادية في القطاع.

كما قالت المصادر إن توجيهات صدرت لصحافيين وإعلاميين بعدم تغطية أي أخبار تخص هذه الجماعات.

وتشن حماس حربا ضروسا ضد الجماعات السلفية، وتعتقل في سجونها بعض مسؤوليهم بتنسيق مع مصر للتحقيق في شبهات حول علاقتهم بحادثة الهجوم على الجنود المصريين.

وثمة شبهات غير مؤكدة حول علاقة تنظيمات سلفية في غزة بالهجوم على الجنود المصريين، وما زالت حماس تخضع للتحقيق القيادي السلفي «أبو صهيب رشوان» بطلب مصري، وآخرين.

وعلاقة حماس بالسلفيين متوترة أصلا، وزادت توترا بعد حادثة سيناء، قبل أن تتبنى جماعات سلفية جهادية تنشط في غزة وسيناء الأحد الماضي، عمليات إطلاق صواريخ تجاه جنوب إسرائيل ما تسبب بإصابة مستوطن، ومن ثم تطلق أمس صاروخين تجاه سديروت.

وتبنى العمليتين تنظيم سلفي جهادي يُطلق على نفسه «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس»، وقال إن هذه العمليات «تأتي ردا على الغطرسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين».

وزاد من حدة التوتر أمس، تصريحات لأفي ديختر وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي، لمح فيها إلى احتمال «تنفيذ عملية عسكرية رادعة ضد منظمات الإرهاب في قطاع غزة».

وقال الوزير الإسرائيلي أثناء زيارته سديروت وتفقده للبيت الذي أصابه أحد الصواريخ، «الآن يجب أن تتبع إسرائيل استراتيجية واضحة لوقف الإرهاب في قطاع غزة». وأضاف «من الضروري قيام إسرائيل بعملية رادعة تمنع بشكل كامل إطلاق الصواريخ».

وتابع «على إسرائيل أن تتحرك في الوقت الذي تجده مناسبا للرد بعملية رادعة، وليس الانجرار خلف المنظمات الإرهابية التي تطلق الصواريخ والرد عليهم وفق مبدأ التنقيط.. وهذا يتطلب استراتيجية واضحة تقود لوقف الإرهاب بشكل كامل».

وفي المقابل، قال مجلس شورى المجاهدين إنه سيواصل هجماته «نصرة للدين والذود عن الحق»، واعتبرت حماس الأمر استفزازا كبيرا لها وتحديا لقبضتها الحديدية في القطاع.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»: «عناصر حماس انتشروا بشكل كبير اليوم (أمس)، وشنوا غارات مختلفة على مناطق في القطاع بحثا عن عناصر في شورى المجاهدين».

وتفرض حماس على الفصائل هدنة، وتمنع أي تصعيد من دون موافقتها.

وقالت مصادر سلفية لـ«الشرق الأوسط» إن حرب حماس على السلفيين غير مفهومة ولا مبررة.

وأضافت المصادر «الهجمة مستغربة في ظل تأكيد حماس براءة غزة من الهجوم على الجنود المصريين، وهو ما أكدته فعليا الجماعات المختلفة المنتشرة في القطاع، التي أعلنت صراحة عدم مسؤوليتها عن الهجوم».

وتابعت المصادر «إعلان براءة غزة ومواصلة اعتقال عدد من قيادات وعناصر الجماعات السلفية الجهادية في السجون وتعريضهم لعملية تعذيب قاسية بمشاركة وفد مخابراتي مصري، متناقضان».

واتهمت المصادر حماس باستغلال حادثة مصر لكسر شوكة الجماعات السلفية، وقالت المصادر «حماس تريد كسر شوكة كل من يفكر بكسر الهدنة في قطاع غزة، تريد فرض سيطرتها التي ينزعها الاحتلال يوميا باستهداف المزارعين والصيادين ومنازل المواطنين في المناطق الحدودية، والمسجد الأقصى يستباح تحت نظر حماس وغيرها من الفصائل التي لم تحرك ساكنا.. إنها (حماس) لا يروق لها أن تقف الجماعات السلفية حصنا منيعا في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي وقصف واستهداف الإسرائيليين لمحاولة حفاظها على التهدئة المزعومة».

وتعتبر حماس الجماعات السلفية، جماعات تكفيرية، وتتهمها بضرب النسيج المجتمعي، وتنفيذ أعمال قتل وحرق واستهداف أشخاص ومؤسسات ومحال تجارية، وهو أمر نفاه السلفيون الذي لا يعترفون بحكم حماس وإسلاميته.

وتقول حماس إنها «لن تسمح لمثل هذه البذور الإرهابية أن تنمو في قطاع غزة». كما ترفض الحركة تنفيذ أي عمل منفرد تجاه إسرائيل حفاظا على التهدئة في قطاع غزة ومصالح الناس. وتقول «إن الحرب رهن بتوافق وطني عام».