قصف سوري يطال قرى في شمال لبنان وإصابة مدنيين وعسكريين

حزب الله يتهم «14 آذار» باستخدام لبنان منصة للمشروع الأميركي الإسرائيلي ضد سوريا

TT

تجدد القصف السوري للمناطق اللبنانية القريبة من الحدود السورية، وأفاد مصدر ميداني أن «المدفعية السورية أطلقت ما يزيد على 30 قذيفة، طالت قرى وبلدات منجز، خربة الرمان، عمار البيكات، الدبابية، النورا، في منطقة عكار شمال لبنان». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا «القصف أدى إلى إصابة عدد من المدنيين والعسكريين من القوى الأمنية اللبنانية المشتركة، وتضرر عدد من المنازل». مشيرا إلى أن «القصف الذي بدأ في ساعة متأخرة من الليل استمر حتى ساعات الفجر (أمس) مما أدى إلى حركة نزوح من بعض هذه البلدات إلى قرى أكثر أمنا».

إلى ذلك، وصف مصدر أمني القصف السوري للمناطق اللبنانية بأنه «عمل استفزازي». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «القصف السوري بات يطال في الآونة الأخيرة مناطق عمار البيكات والنورا ومنجز، لأنها باتت مكشوفة جغرافيا لمراكز الجيش السوري». مشيرا إلى أن «الاتصالات الأمنية التي تجري لم تفض للأسف إلى معالجات، لأن الجانب السوري دائما يعد بعدم تكرار ذلك، لكن ما يلبث أن يجدد هذه الاعتداءات».

وكان المندوب السوري في مجلس الأمن بشار الجعفري، جدد اتهامه للبنان بـ«تهريب السلاح عبر جهات سياسية لبنانية». وسأل في كلمته التي ألقاها في اجتماع مجلس الأمن ليل أول من أمس: «ما معنى أن تصادر الحكومة اللبنانية سفينة أسلحة قادمة من ليبيا اسمها (لطف الله 2) ولكنها في الحقيقة غضب الله مليئة بالأسلحة ومعدة للإرسال إلى سوريا؟». ورأى أن «إرسال هذه الأسلحة مسألة لا تليق بالعلاقات الأخوية والأواصر القائمة بين البلدين ولعلم المجلس فقد تلا تلك السفينة سبع سفن أخرى محملة بالأسلحة أيضا ومعدة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا». وعرض المندوب السوري على أعضاء مجلس الأمن وثيقة قال «إنها تتضمن أسماء 170 إرهابيا من جنسيات عربية وأجنبية قتلوا في حلب، وهم أردنيون وفلسطينيون ومصريون وليبيون ولبنانيون».

بدوره رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنه «لولا الأكثرية لغرق لبنان في الفوضى، بسبب أداء جماعة 14 آذار الذين يحاولون استخدام لبنان منصة للمشروع الأميركي الإسرائيلي ضد سوريا وشعبها، وما التوترات التي شهدتها منطقة الشمال إلا بسبب تهريبهم للسلاح إلى سوريا وإيواء المسلحين السوريين، ومحاولة زج لبنان في الفتنة، ومع كل ذلك عجزوا عن جر لبنان بسبب ثبات الأكثرية لرفض استخدام لبنان ساحة للمشاريع الأجنبية، وعندما فقدوا قدرة التأثير في المعادلة السورية، بدأوا بطرح مشاريع مشبوهة كاستقدام قوات دولية إلى الشمال، لحاجتهم إليها كي تكون داعما للمنطقة العازلة، واستخدام لبنان منصة، وتطويق لبنان في خياراته السياسية». وقال قاسم: «إن حزب الله يرفض تدخل لبنان في الشؤون السورية، ويرفض رفضا قاطعا استقدام قوات دولية إلى الحدود الشمالية، وهي مشروع صهيوني بامتياز لتخريب لبنان كما سوريا». وردّ عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش على كلام الجعفري، فقال: «من يرسل رئيسه (بشار الأسد) إرهابيا مثل (النائب والوزير السابق) ميشال سماحة لزرع المتفجرات في لبنان، لا يحق له أن يتهم اللبنانيين بتهريب السلاح إلى سوريا». وأكد علوش لـ«الشرق الأوسط»، أنه «كان الأولى بمندوب لبنان في مجلس الأمن أن يبادر إلى تقديم شكوى ضد النظام السوري على هذا الاعتداء الذي ضبط بالجرم المشهود، وعلى الاعتداءات السورية على السيادة اللبنانية».