متحدث باسم رئاسة إقليم كردستان: رئاسة العراق لم تطرح على بارزاني.. ولا يفكر فيها

طالباني يعود للعراق منتصف الشهر الحالي.. ومقرب منه يؤكد استمراره في مهامه كرئيس للجمهورية

طالباني وبارزاني في لقاء سابق لهما («الشرق الأوسط»)
TT

أعادت منظمة الاشتراكية الدولية انتخاب الرئيس العراقي جلال طالباني نائبا لرئيسها بحصوله على 75 صوتا في الجلسة الثانية لمؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقدة يوم أمس في مدينة كيب تاون عاصمة جنوب أفريقيا. وهذه هي المرة الثانية التي يفوز فيها طالباني بالمنصب، والذي أكدت رئاسة المؤتمر أن انتخابه نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية جرى من دون أن يكون هناك منافس له في منطقة الشرق الأوسط. وتم أيضا انتخاب جورج باباندريو رئيسا للمنظمة، ولويس أيالا سكرتيرا.

في غضون ذلك، يستعد الرئيس طالباني للعودة إلى بغداد في غضون منتصف الشهر الحالي بعد أن استكمل علاجه الطويل في ألمانيا والذي تركز بصورة أساسية على العلاج الطبيعي الذي ساعد على حدوث انخفاض ملحوظ في وزنه، حسبما أشار أحد المقربين منه وقال «فخامته قد يتخلى عن العصا التي يتوكأ عليها»، مؤكدا أن «الرئيس بصحة جيدة، وسيعود إلى مزاولة مهامه الرسمية كرئيس للبلاد، وستكون أول مهمة له هي الاستعداد لتنظيم مؤتمر الحوار الوطني بين الأطراف العراقية المتصارعة لإنهاء الأزمة السياسية الحالية في العراق».

وكانت مصادر إعلامية قد أشارت إلى أن «الرئيس طالباني قد يتخلى عن منصبه كرئيس للجمهورية»، لكن قياديا في حزبه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المنصب هو استحقاق كردي وفقا للتوازنات والتوافقات السياسية التي تم الاتفاق عليها منذ سقوط النظام السابق، وعليه فإن هذا المنصب سيظل للكرد، وأن طالباني هو أفضل من يمثل الكرد في الرئاسة العراقية، وأنه استعاد صحته وعافيته وسيتولى مسؤولياته كما هو معتاد منه، ولن نتنازل عن هذا المنصب تحت أي ظرف كان».

وكان المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان قد نفى من جانبه في تصريح رسمي أول من أمس الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام العراقية حول مطالبة الزعيم الكردي مسعود بارزاني بمنصب رئيس جمهورية العراق، مؤكدا أنه «لا صحة للأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام حول ذلك رغم كونه استحقاقا انتخابيا للكرد». وأشار المتحدث الرسمي الدكتور أوميد صباح، في تصريح تسلمت «الشرق الأوسط» نصه، إلى أنه «على الرغم من تقديم عدة عروض للرئيس بارزاني بهذا المضمون منذ سقوط النظام السابق عام 2003، فإن بارزاني لم يطالب بهذا المنصب لنفسه أو لحزبه، وإنه لن يقبل بهذا المنصب حتى في المستقبل».

وبسؤال مصدر آخر في ديوان رئاسة الإقليم عما إذا كانت هناك أي عروض بهذا المضمون خلال الاجتماعات واللقاءات التي عقدها بارزاني مع الأطراف والقيادات العراقية، خاصة في خضم الأزمة السياسية الحالية، قال لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتطرق أحد إلى هذا الموضوع مطلقا، وبارزاني بالأساس ليس طالبا لهذا المنصب في السابق وفي المراحل القادمة، فهو يشغل حاليا منصب رئيس الإقليم، وهذا كان رغبة شخصية منه لخدمة أبناء شعبه، وفي الاجتماعات مع الأطراف العراقية لم يعرض عليه أحد هذا المقترح، وهو لم يفكر فيه أصلا».

يذكر أنه حسب بعض الملاحق الخاصة بالاتفاقية الاستراتيجية التي وقعها الحزبان الكرديان (الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني) في يوليو (تموز) 2007، جرى الاتفاق بين الحزبين على تقاسم السلطات في إقليم كردستان وما يخصص لهما من المناصب السيادية والوزارات في الحكومة الاتحادية، وبذلك تبوأ الزعيم الكردي مسعود بارزاني منصب رئاسة الإقليم مقابل دعمه لرئاسة جلال طالباني لجمهورية العراق، إضافة إلى تقاسم بقية المناصب السيادية في كردستان وبغداد بتخصيص رئاسة حكومة الإقليم للحزب الديمقراطي الكردستاني والتي شغلها نيجيرفان بارزاني إثر الاتفاق مقابل تخصيص منصب نائب رئيس الوزراء العراقي للاتحاد الوطني والذي شغله برهم صالح، وأعيد تبادل المنصبين بين الحزبين مع تولي صالح لرئاسة حكومة كردستان وروز نوري شاويس منصب نائب رئيس الوزراء العراقي، وبقي الحال على ما هو عليه حتى الآن في انتظار حلول موعد الانتخـــــابـــــات البرلمانية العراقية القادمة والتي يعتقد أن الحزبين سيخوضـــــانهــــا بقوائم منفردة على عكس الانتخـــــابـــات السابقة.