الحكيم يدعو لمواجهة مخاطر «ربيع العرب» ويحذر من عودة ضباط الجيش السابق

قال: لن نتماشى مع مشروع سحب الثقة.. ولا نريد الدخول في مغامرة

TT

في لهجة بدت مختلفة هذه المرة عما عرف به من انتهاجه لغة تصالحية شن زعيم المجلس الأعلى في العراق عمار الحكيم هجوما عنيفا على «الربيع العربي»، معتبرا أنه تحول إلى «صيف ساخن». وفي حين حذر من عودة ضباط الجيش العراقي السابق فإنه اعتبر أن عملية سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي والتي عملت عليها طوال الفترة الماضية كل من كتلة التحالف الكردستاني والقائمة العراقية والتيار الصدري «مغامرة». وقال الحكيم خلال تجمع جماهيري لتنظيمات تيار «شهيد المحراب» في محافظة ميسان أمس (الجمعة)، إن «الربيع العربي الذي تشهده عدد من دول المنطقة تحول إلى صيف ساخن قد تصل حرائقه إلى العراق وإن كل الخيارات مفتوحة في ظل هذه الأوضاع التي تمر بها المنطقة»، مضيفا «إننا نؤكد وقوفنا مع حرية الشعوب في نيل حقوقها ولكن سنقف بوجه كل المشاريع الدولية والإقليمية التي تقف ضد مصالح الشعوب». وأضاف «إن حديثنا عن الخطر لا يعني قبولنا بالانهزام وعلينا أن نعد العدة والاستعداد لمواجهة تلك الأخطار من خلال اتخاذ الإجراءات التي تحول دون الوصول إلينا عبر رصدها وتحليلها، كما نحتاج إلى اليقظة والاستعداد وعدم اتخاذ أي خطوات وانفعالات غير محسوبة تعود بنتائج خطيرة وسلبية تنعكس على واقعنا».

وقال الحكيم في أحد محاور كلمته «إننا لن نتماشى مع مشروع سحب الثقة لأننا حريصون على المشروع الوطني ولا نريد الدخول في مغامرات ومخاطرات غير محسوبة التوقيت والنتائج لأن الحكومة منتخبة من قبل الشعب، ولا بد أن نتماشى مع خياراته، وفي المقابل نحن مع تقديم وتوفير الخدمات التي هي من واجب الحكومة، ونحن لسنا مع خلط الأوراق والتصفيات السياسية عبر هذه المشاريع». وتابع «اليوم كلنا معنيون من مختلف المذاهب والقوميات بمواجهة المخاطر الخارجية المحدقة بنا وإذا تخاصمنا فسيجد فينا العدو مطمعا ولن يكون هناك رابح والجميع سيكون خاسرا». وحول العلاقة مع إقليم كردستان قال رئيس المجلس الأعلى «إننا وقفنا دوما مع الشعب الكردي طيلة العقود الماضية في محاربة الديكتاتورية وتخالطت دماؤنا سويا وعشنا الظلم والنضال وقدمنا الغالي والنفيس من أجل الوطن، وسنبقى على هذا النهج، وعلاقتنا هذه تحملنا منها المنغصات وسوء الفهم من البعض نتيجة هذه العلاقة، لكننا نؤكد خلوها من المصالح الاقتصادية أو المنافع المالية وإنما خالصة من أجل الوطن». وقال «إننا نجدد احترامنا وتقديرنا وتعاوننا وتعاضدنا مع كردستان وشعبه وسننظم العلاقة على أساس الدستور، وإذا اختلفنا فسيكون الحل عبر الآليات القانونية والمؤسسات الدستورية وليس عبر كسر الآخر ونشر الغسيل في وسائل الإعلام».

وحول قرار الحكومة بإعادة ضباط الجيش السابق إلى الخدمة في الجيش الحالي أبدى الحكيم استغرابه من إعادة الآلاف من ضباط الجيش السابق ممن ينتمون لحزب البعث إلى الخدمة مقابل تخفيض الرتب العسكرية للمجاهدين ممن قارعوا الديكتاتورية بحجة قلة خبرتهم العسكرية التي من الممكن تطويرها بدورات تأهيلية، داعيا إلى «بناء مؤسسة عسكرية وفق الأسس الصحيحة يحترم فيها حقوق من حاربوا الديكتاتورية في النظام السابق».

وانتقد رئيس المجلس الأعلى مستوى الخدمات المقدمة للشعب العراقي في ظل موازنات مالية كبيرة فلم يكافئ الشعب بالشكل المطلوب أمام التحديات والمحرومية التي عاشها طيلة السنوات الماضية واليوم وبعد مرور عشر سنوات على التجربة السياسية لا نستطيع أن نقول تحققت تطلعات الشعب من خدمات نتيجة التعقيد والتدافع السياسي والروتين الإداري وتفشي الفساد في مساحات واسعة من الدولة وسوء الإدارة في تنفيذ المشاريع. وتابع «ولكن لا يعني هذا أننا غير منصفين لما تحقق من إنجازات وإيجابيات ولكن هل كانت بالحجم والسرعة المطلوبة وتنسجم مع الموازنات الضخمة للدولة، لذلك نجد ونلمس شعورا بالإحباط من قبل الشعب على القوى السياسية، وهذا مؤشر غير صحي وسلبي في ظل التحديات والأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة». من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية محمد الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «القائمة العراقية وبصرف النظر عن أي نتائج قد تترتب على الربيع العربي فإنها مع حرية الشعوب في اختيار شكل الأنظمة التي تريدها دون تدخل من أي جهة كانت». وأضاف الخالدي، أن «هناك بالتأكيد خلافات بشأن ما ترتب من نتائج على الربيع العربي الذي طال الكثير من الدول العربية إلا أنه عندما وصل إلى سوريا بدأت الأمور تأخذ بعدا آخر مختلفا ولأسباب معروفة»، مشيرا إلى أن «ما نود تأكيده هنا أننا مع خيار الشعب السوري في شكل وطبيعة النظام السياسي الذي يختاره بعيدا عن التدخلات الخارجية لأننا يهمنا جدا إبعاد منطقتنا عن هذه التدخلات».