دمشق تدعو معارضيها للظهور على الشاشة السورية

كيلو لـ «الشرق الأوسط» : لن نذهب إلى فخ مماثل بأرجلنا

ميشيل كيلو
TT

دعا وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، شخصيات المعارضة السورية إلى الظهور على شاشة التلفزيون السوري الرسمي، وأكد أن الحظر المفروض في العهد السابق بشأن من يظهر على الشاشة قد ألغي.

ورد الزعبي المحظورات السابقة إلى «عقليات معتادة على قواعد قديمة»، وقال: «استغرق الأمر بعض الوقت لدفعها نحو المزيد من الانفتاح والحرية». وأضاف: «أنا واحد من المؤمنين بالحرية والانفتاح.. ولا يمكن إخفاء أي شيء ولا يوجد أصلا أي مبرر لذلك».

وأشار وزير الإعلام السوري إلى أنه «بعدما تعددت الخيارات بما يتعلق بالقنوات التلفزيونية، أصبح الإعلام السوري الرسمي يسعى ليكون خيارا من بين هذه الخيارات». وأضاف: «أنا لا أسعى إلى منع الناس من مشاهدة قناة (الجزيرة)، ولكن أريد أن يكونوا قادرين على أن يقرروا ماذا يشاهدون بأنفسهم». واعتبر أن الكذب هو «أسوأ شيء في التلفزيون»، مضيفا «نحن لا نريد إعلاما كاذبا، والفرق بيننا وبين وسائل الإعلام الأجنبية.. هو أننا نقول الحقيقة ولو بطريقة قبيحة وغير متطورة، بينما تجيد هي تسويق أكاذيبها».

ردود قوى المعارضة على الدعوة الرسمية السورية لم تتأخر، إذ أعلنت هذه القوى رفضها الواضح والصريح للظهور على التلفزيون السوري الرسمي، معتبرة الدعوة في هذا الإطار، مجرد فخ. وفي هذا السياق، سأل المعارض السوري ميشيل كيلو نظام الأسد الذي جمد أمواله وممتلكاته الأسبوع الماضي استنادا إلى ما قال إنه قانون لمكافحة الإرهاب، مضيفا «من يعطيني الضمانات أنني لن أقتل في وسط ساحة الأمويين وأنا متهم من قبل هذا النظام بالإرهاب؟ وأي معارضة يدعون للظهور على شاشة التلفزيون؟». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا مصداقية لدعوته ولا ثقة بنظام كاذب فمن جرب المجرب يكون عقله مخرب.. فليبل وزير الإعلام التلفزيون الرسمي وبشرب ماءه». ولفت كيلو إلى أن «النظام السوري حاول ولا يزال يحاول أن يحتال على المعارضة لإقناع الناس بأنه جاد بإحداث تغيير في سياسته في حين أن الكل يعلم بأنه نظام كاذب ومجرم، إذ سبق له في عام 1979 أن دعانا للمشاركة في اجتماعات الجبهة الوطنية الديمقراطية، فحين قلنا رأينا تم اعتقالنا جميعا».

وقال كيلو: «لن نذهب مجددا إلى الفخ بأرجلنا خاصة بعدما أصبحت هناك قاعدة أساسية نعتمدها بأن لا حوار مع هذا النظام قبل وقف عمليات القتل.. نحن لا نريد حكومات ولا نريد مناصب وزعامات، ما نريده أن نكون مواطنين طبيعيين في بلد طبيعي».

وفي حين انتقد بشدة تصرفات الإعلاميين التابعين للنظام، وخصوصا بعد مجزرة داريا التي وقعت مؤخرا، اعتبر كيلو أن النظام السوري لطالما استخدم الإعلام الرسمي ورجال الدين كجزء من جهاز القمع لديه الذي يمارس ما يسميه «عملية احتواء المجتمع».

يذكر أن منظمة «مراسلون بلا حدود» كانت قد صنفت الرئيس السوري بشار الأسد ضمن قائمة «صيادي الصحافة» في عام 2011، ووصفت حالة حرية الإعلام في سوريا بـ«الخطيرة». كما صنفت المنظمة الدولية سوريا في المرتبة الأولى عربيا والسابعة عالميا في قمع الصحافيين بتقريرها عام 2010.