الرئيس المصري يدعو لحقن دماء السوريين ويعتزم المشاركة في «الوزاري العربي»

وزراء الخارجية العرب يجتمعون الأربعاء والخميس لبحث الوضع في سوريا

TT

في وقت شدد فيه الرئيس المصري محمد مرسي، أمس، على أن الرأي العام العربي «لا يقبل بدعم النظام السوري»، فإنه من المقرر أن يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية يومي الأربعاء والخميس المقبلين بالقاهرة، وذلك بحضور مرسي، لإلقاء كلمة أمام الاجتماع الذي يناقش تطورات الأوضاع على الساحة العربية خاصة الوضع في سوريا. ومن جانبه، زار وفد من المعارضة السورية مكتب إرشاد جماعة الإخوان بالقاهرة، التي ينتمي إليها مرسي، لتوجيه الشكر للجماعة على موقف الرئيس الإيجابي من الثورة السورية، بعد موقفه في مؤتمر عدم الانحياز الذي عقد الأسبوع الماضي في طهران ووصف خلاله مرسي النظام السوري بـ«الظالم».

ونقل المتحدث باسم الرئاسة المصرية الدكتور ياسر علي، أمس، عن الرئيس مرسي قوله «كلنا مسؤولون عن الدم السوري»، وتأكيده على ضرورة عدم ادخار جهد لتحقيق الاستقرار في سوريا ومنع التدخل العسكري، وكذا تأكيده على أن الرأي العام العربي «غير متقبل لدعم النظام السوري في هذا التوقيت». وأضاف أن الجانبين المصري والإيراني اتفقا على دعم المبادرة العربية بشأن سوريا و«ربما ضم أطراف أخرى إليها مستقبلا»، مشيرا إلى أن الرئيس مرسي أجرى في طهران تسعة اجتماعات مع عدد من كبار القادة، بالإضافة إلى الرئيس الإيراني وأمير قطر ورئيس السودان ووزير خارجية الكويت والأمينين العامين للأمم المتحدة والجامعة العربية.

وتابع الدكتور علي متحدثا عن زيارة مرسي الأخيرة إلى إيران لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز، قائلا عن غضب النظام السوري من كلمة الرئيس المصري في مؤتمر طهران «إن الموقف المصري عبر عنه الرئيس مرسي في ظل مكتسبات الثورة المصرية انتصارا لحق الشعوب في اختيار حكامها، كما عبر الرئيس عن تألمه إزاء معاناة الشعب السوري ومساندة مصر له بغض النظر عن آراء الأطراف الأخرى». وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية، وفقا لوكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية الرسمية، أن «الرئيس مرسي أكد أن مصر الثورة لا يمكنها أن ترث في علاقاتها الخارجية ميراث الجمهورية الأولى.. فنحن منفتحون على كل القوى العالمية والإقليمية، ونمد أيدينا للجميع لتحقيق مصلحة الشعب المصري، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي لمصر».

وقال إن الرئيس مرسي استهل كلمته (في طهران) بالتأكيد على أن الشعوب العربية ساندت كلها الثورة الإيرانية (عام 1979) والحق والإرادة الشعبية الهادفة إلى إزالة النظام الإيراني (القديم)، الذي اعتدى على مواطنيه، والآن لا بد أن تنتصر (إيران) لإرادة الشعب السوري الذي يتعرض للضرب من نظام يصارع من أجل فرض بقائه.

ورحب نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، باعتزام الرئيس مرسي حضور الاجتماع الوزاري العربي، معتبرا هذه المبادرة بمثابة خطوة مهمة في إطار دعم وتعزيز دور جامعة الدول العربية ومسيرة العمل العربي المشترك، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الأمة العربية، ومؤشر على الأهمية الكبيرة التي يوليها الرئيس مرسي لمشاغل الأمة العربية وهمومها، وحرصه على نصرة قضاياها.

وكان الرئيس المصري قد دعا لعقد حوار عربي تركي إيراني مشترك حول الأزمة السورية، وبحث آفاق انتقال سلمي للسلطة داخل سوريا، ولاقت الدعوة ترحيبا دوليا ومن قبل تركيا وإيران. وقال خبراء سياسيون إن أهمية المبادرة التي أطلقها الرئيس مرسي تنبع من كونه أول رئيس مصري مدني منتخب، فضلا عن كونها تأتي بعدما نجح الرئيس الجديد في تثبيت وتكريس سلطاته داخليا من خلال تغيير قيادات الجيش السابقة، مما يضفي على مبادرته الإقليمية مزيدا من الثقل خارجيا، ويمثل مؤشرا على استعادة مصر دورها التاريخي الريادي.