الأردن يوجه نداء إغاثة لمساعدته في تكاليف استضافة اللاجئين السوريين

مسؤولة أميركية: 100 مليون دولار مساعدات مباشرة لعمان

TT

وجهت الحكومة الأردنية، أمس نداء إغاثة عاجلا لمساعدتها في تحمل التكاليف الناجمة عن استضافة اللاجئين السوريين، متوقعة ارتفاع تكلفة استقبال اللاجئين إلى 700 مليون دولار في حال ارتفع عددهم إلى 250 ألف لاجئ.

وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني، جعفر حسان، خلال مؤتمر صحافي، إن إطلاق هذا النداء، يأتي بعد أن تجاوزت طاقة الأردن لاستيعاب اللاجئين السوريين، حدها الأقصى، وبعد أن وصلت تكلفة استضافة 140 ألف من هؤلاء اللاجئين خلال العام الحالي 160 مليون دولار، موضحا أن هذه التكلفة مرشحة للارتفاع في العام المقبل إلى أكثر من 200 مليون دولار.

وأكد أنه يصعب على الأردن تحمل هذه التكاليف وحده، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها ومحدودية موارده، وتضاعف أعداد اللاجئين السوريين، التي تضاعفت في ظرف 6 أشهر عما كانت عليه عام 2011، لتصل إلى نحو 177 ألفا، مما يشكل ضغطا كبيرا على البنية التحتية للأردن، من طاقة وصحة ومياه وتعليم وغيرها.

وأضاف أن إطلاق هذا النداء المشترك بين الأردن وهيئات أممية، مثل «اليونيسيف» والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة، يأتي في ضوء التدفق المستمر للاجئين السوريين وبأعداد كبيرة، وكذا غياب الدعم المباشر من المجتمع الدولي.

وتابع حسان، أن وتيرة تدفق اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية، انتقلت من 600 شخص يوميا في الأسابيع القليلة الماضية، إلى 1500 شخص في اليوم خلال الأسبوع الماضي، متوقعا أن تصل تكلفة استضافة اللاجئين السوريين إلى 700 مليون دولار في حال وصل عددهم إلى 250 ألف لاجئ.

وذكر بأن افتتاح مخيم «الزعتري» بمحافظة المفرق (شمال شرق)، أواخر يوليو (تموز) الماضي، جاء لاستقبال الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين، موضحا أن تكلفة إقامته بلغت 150 مليون دولار، في حين تصل تكلفة تشغيله إلى 16 مليون دولار شهريا.

وتابع: «سيتم توسيع المخيم لتصل طاقته الاستيعابية إلى 80 ألف لاجئ، علما بأن عدد المقيمين فيه حاليا تجاوز 25 ألفا، مشيرا إلى أن عدد السوريين المسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون للاجئين بالأردن يفوق 60 ألفا، أي ما يعادل ثلث هؤلاء اللاجئين الموجودين بالأردن، من بينهم 17 ألف طفل، 5 آلاف و500 منهم يوجدون في المخيم».

كما توقع أن يصل المخيم في غضون بضعة أسابيع إلى طاقته الاستيعابية القصوى، مما يحتم افتتاح مخيم أو مخيمات جديدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتوقعة من اللاجئين السوريين بالأردن.

وفي تطور لاحق أمس، أعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأردني بالوكالة، إليزابيث جونز، أن بلادها قدمت 100 مليون دولار مساعدات مباشرة للأردن ليتمكن من استيعاب التدفق المتزايد للاجئين السوريين ممن استطاعوا الفرار عبر الحدود بين البلدين جراء دوامة العنف الدائرة في سوريا.

وقالت جونز للصحافيين في عمان، أمس، إن ذلك التدفق شكل عبئا وضغطا كبيرين على الموارد المحدودة للأردن. وأضافت «إن هذا الدعم سيسهم أيضا في مساعدة الحكومة الأردنية على تحسين الاحتياجات الصحية والتعليمية للمواطنين، فضلا عن مساعدتها في التعامل مع الارتفاع المطرد في أسعار الطاقة وفاتورة الدعم المقدم لعدد من السلع الأساسية».

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة قدمت حتى الآن نحو 82 مليون دولار كمساعدات إنسانية من خلال منظمات المجتمع الدولي والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تعد أميركا من أكبر المساهمين في ميزانيتها، لافتة إلى أن هذا المبلغ سيذهب إلى اللاجئين السوريين كمساعدات غذائية وصحية وملابس، إضافة إلى تقديم بعض الاحتياجات الأساسية.