مصادر مصرية: حماس تعهدت بملاحقة عناصر متشددة في رفح الفلسطينية

جماعة «أنصار بيت المقدس» تتعهد بالانتقام لمقتل أحد منتسبيها في سيناء

TT

قالت مصادر مصرية مطلعة، أمس، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعهدت بملاحقة العناصر المتشددة في رفح الفلسطينية التي تسعى بين حين وآخر لشن هجمات صاروخية انطلاقا من أراضي سيناء. وبينما ألقت السلطات المصرية القبض على أحد المتشددين المطلوبين، اتهمت جماعة «أنصار بيت المقدس» ثلاثة من بدو سيناء بمساعدة «إسرائيليين» على قتل أحد منتسبيها الجهاديين في شبه الجزيرة التي تشهد فراغا أمنيا، بسبب تقليص القوات المصرية هناك منذ توقيع اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.

وقال مسؤول محلي في سيناء إن اتهامات الجماعة «لا يوجد عليها دليل حتى الآن، وإن التحقيقات في الحادث ما زالت مستمرة». وأفادت مصادر أمنية في سيناء بأن عناصر من الجهاديين من سيناء وغزة استغلوا الأنفاق الواصلة بين جانبي الحدود وضعف القبضة الأمنية من جانب حماس، لتنفيذ عمليات ضد السلطات المصرية في سيناء وضد أهداف داخل إسرائيل انطلاقا من الأراضي المصرية.

وبعد زيارات ولقاءات مع كبار المسؤولين في مصر، أوضحت مصادر دبلوماسية وأخرى من جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها كل من حركة حماس والرئيس محمد مرسي، أن وفدا من حماس تعهد في القاهرة خلال زيارته الأخيرة التي انتهت يوم أمس، بتشديد الإجراءات على الحدود المشتركة مع مصر بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وأن هذه الإجراءات تشمل ملاحقة العناصر المتشددة (غالبيتهم فلسطينيون ويعتقد أن معهم مصريين وعربا) التي يتركز وجودها في رفح الفلسطينية.

ومنذ التفجيرات التي راح ضحيتها 16 من ضباط وجنود حرس الحدود المصريين يوم الخامس من الشهر الماضي، على أيدي من يعتقد أنهم متشددون من سيناء وغزة، بدأت حركة حماس إجراء اتصالات مع مصر لتجنب تأثير الرد العسكري المصري على معبر رفح البري الذي يعتبر المنفذ الوحيد بين غزة والعالم الخارجي.

وسبق لجماعة «أنصار بيت المقدس» أن أعلنت مسؤوليتها في تسجيلات مصورة عن تفجير خط تصدير الغاز الطبيعي المار عبر سيناء من مصر إلى إسرائيل، في أعقاب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وزعم البيان الذي أصدرته الجماعة أمس أن ثلاثة مصريين بسيناء تواطأوا مع أربعة ضباط لـ«الموساد» الإسرائيلي في قتل رجل يكنى بـ«أبو يوسف»، ويدعى إبراهيم عويضة ناصر بريكات، بعبوة ناسفة زرعت له على طريق منزله.

وكان «أبو يوسف» قتل يوم الأحد من الأسبوع الماضي في انفجار استهدف دراجته النارية عندما كان عائدا لمنزله القريب من الحدود المصرية - الإسرائيلية. واتهمت الجماعات الجهادية في سيناء إسرائيل بإطلاق صاروخ على «أبو يوسف»، إلا أن السلطات المصرية نفت ذلك، وقالت إن التحقيق في الحادث ما زال جاريا، لكن بيان جماعة «أنصار بيت المقدس» أمس قال إنه بعد تحقيق الجماعة في الأمر تبين لها أن «ثلاثة جواسيس مصريين» راقبوا الضحية وسهلوا لضباط «صهاينة» تنفيذ العملية.

وتابع البيان قائلا إن أحد الجواسيس الثلاثة (عثر عليه مقتولا يوم أول من أمس) قام بوضع شريحة إلكترونية أسفل خزان الوقود بدراجة «أبو يوسف»، وذلك قبل أسبوع تقريبا من تنفيذ عملية الاغتيال. وأورد البيان تفاصيل كثيرة عن عمليات المراقبة والتحقيق التي قام بها، لكن لم يتسن التأكد من صحتها من أطراف محايدة.

وتعهد البيان بتنفيذ المزيد من العمليات ضد إسرائيل.

على صعيد متصل، قالت مصادر أمنية مصرية إن قوات العملية «نسر» (التي تضم عناصر من الجيش والشرطة) في سيناء، والتي تلاحق المتشددين منذ هجوم رفح مطلع الشهر الماضي، وجهت ضربة للمتشددين بعد أن ألقت أمس القبض على أحد أهم المطلوبين الذي شارك في هجمات مسلحة على الحواجز الأمنية للشرطة والجيش بسيناء.

وأضافت أن المقبوض عليه سبق أن صدر ضده حكم بالإعدام الشهر الماضي في القضية المعروفة باسم تنظيم التوحيد والجهاد لإدانته بالمشاركة في قتل أفراد من الشرطة والجيش. ويدعى الرجل حمادة عبد الله أبو شيتة، وقالت المصادر الأمنية إنه تم القبض عليه في مخبأ داخل أحد المنازل.

وتبين عمليات الملاحقة والتوقيف بحق مطلوبين ومشتبه فيهم أن العملية «نسر» ما زالت مستمرة، على النقيض مما تناولته تقارير محلية عن وقف العملية. وقال الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن العمليات الجارية في سيناء قرار وطني مرتبط بأمن مصر وضروراته، وأن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، سيصدر بيانا في وقت قريب عن نتائج العمليات هناك.