هادي يلتقي لجنة الحوار ويدين محاولة اغتيال مستشاره

أنباء عن تحالف بين صالح والبيض والحراك ينفي

عبد ربه منصور هادي
TT

عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اجتماعا مع اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل برئاسة الدكتور عبد الكريم الإرياني، حسبما أوردت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).

وتحدث هادي إلى أعضاء اللجنة قائلا: «نحن نعرف جميعا أننا نمر بأوضاع استثنائية ومعقدة، وعلينا جميعا استيعاب ذلك، نحن نرى ونسمع ونقرأ عن تناقضات كثيرة وفي مختلف الجوانب». وأدان هادي بشدة ما تعرض له مستشار رئيس الجمهورية الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني عضو اللجنة الأستاذ الدكتور ياسين سعيد نعمان، من محاولة اغتيال آثمة وعمل همجي إجرامي يستهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن تدينه كل الأعراف المحلية والإقليمية والدولية والأديان السماوية.

وشدد هادي على أن هناك «هدفا كبيرا وعنوانا واضحا للوصول إلى فبراير (شباط) 2014 بعد استكمال وترجمة المرحلة الانتقالية والوصول إلى هذا التاريخ الذي سيمثل محطة تاريخية أخرى في طريق الانطلاق لليمن الجديد صوب المستقبل المأمول وقيام الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة المرتكزة على الحكم الرشيد على قاعدة الحرية والعدالة والمساواة، والجميع أمام هذه المسؤولية الوطنية التاريخية من أجل خروج اليمن إلى بر الأمان».

وكان رئيس اللجنة الدكتور عبد الكريم الإرياني قد استعرض جملة من القضايا والمواضيع التي ناقشتها اللجنة والتصورات للعمل في الفترة القريبة من برنامج اللجنة. وأكد أن العمل صوب الإنجاز يمضي بوتيرة عالية من أجل إنجاز كل المهام الماثلة.

إلى ذلك تصاعدت مخاوف المراقبين من دخول اليمن في أتون فوضى عارمة، بعد كشف مصادر في أحزاب المشترك عن مخطط للرئيس السابق علي عبد الله صالح ونائبه السابق علي سالم البيض لنشر الفوضى وتمزيق البلاد، بينما اعتبرت مصادر في الحراك الجنوبي المحسوبة على البيض هذه الاتهامات مجرد فبركات صحافية لخلق المشكلات. وكشفت مصادر إعلامية في أحزاب اللقاء المشترك التي تتقاسم الحكم مع حزب المؤتمر الشعب العام, أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونائبه السابق علي سالم البيض «يخططان لمشروع تآمري مشترك يهدف إلى تمزيق وحدة البلاد».

ونقل الموقع الإلكتروني لحزب الإصلاح «الصحوة نت»، عن مصادر خاصة: «إن هذا المخطط كُشفت خيوطه مؤخرا، عندما بدأ ضابط يمني محسوب على البيض ينسق مع عناصر محسوبة على صالح لإعلان سلطنة (المهرة وسقطرى)». وقالت المصادر إن الضابط اليمني عاد من الإمارات بدفع من البيض وقام مع عناصر على صلة بصالح ونجله بجمع توقيعات في سقطرى لإعلانها سلطنة مع محافظة المهرة.

ويعيش اليمن فترة انتقالية محددة بعامين، بحسب المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي، ويلاحظ أن الأطراف المختلفة تسعى إلى فرض سيطرتها على مجريات الأحداث في اليمن خلال هذه الفترة، وتوسيع تحالفاتها، حتى وصل ببعض الأطراف إلى التحالف مع من كانوا خصومهم بالأمس، حيث يتهم أحزاب المشترك الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزبه بإقامة تحالف ثلاثي يضم أنصار صالح وجماعة الحوثيين المسلحة والحراك الجنوبي المحسوب على علي سالم البيض.

وينفي قيادي في الحراك الجنوبي وجود أي تحالف بين البيض وصالح، وقال القيادي الذي طلب إخفاء هويته، في تصريح صحافي لـ«الشرق الأوسط»: «إننا ننفي نفيا قاطعا هذه الأخبار، ونعتبرها فبركات من حزب الإصلاح بهدف خلق المشكلات وبث الفرقة»، مشيرا إلى أنه «لا توجد في جزيرة سقطرى، شيء مما نشر. وسقطرى هي جزء من محافظة المهرة التي أعلنت قيادات الحراك انضمامها إلى المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب».

وينقسم الحراك الجنوبي إلى عدة فصائل، أهمها فصيل أنصار علي سالم البيض الذي كان يشغل أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، ورئيس هيئة مجلس الشعب الأعلى في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، كما تقلد منصب نائب رئيس الجمهورية اليمنية بعد الوحدة، وهناك فصيل أنصار الرئيس السابق علي ناصر محمد، الذي يمثل أكبر مكونات الحراك الجنوبي.

ويؤكد القيادي الحراكي عن اعتزام علي سالم البيض العودة إلى بلاده عندما «تتوفر الظروف المناسبة»، مشيرا إلى أن «الانفلات الأمني الذي تعيشه عدن هذه الفترة أجل عودة البيض الذي يعتبر من القيادات المناضلة ضد الاستعمار، وله إنجازاته وبصماته قبل الوحدة»، موضحا أن الجنوبيين «بصدد الإعداد لمؤتمر وطني للجنوبيين، من أهم أهدافه توحيد مكونات الحراك السلمي، تحت قيادة واحدة، وتحديد موقف تجاه مؤتمر الحوار الوطني اليمني». وطالب القيادي الحراكي من الرئيس هادي وحكومة الوفاق ولجنة الحوار الوطني، بتقبل الطرح الجنوبي، والاحتكام للاستفتاء للجنوبيين في تقرير مصيرهم.

ويرى مراقبون أن التحالف بين صالح والبيض يمثل خطرا على القضية الجنوبية، وربما يلاقي بعض النجاح المشروط، ويقول الكاتب الصحافي منير الماوري: «إن اجتماع صالح والبيض ليس تحالفا، وإنما خدعة جديدة من صالح للتضحية بالبيض، لأن صالح أكثر من استفاد من سذاجة البيض السياسية».

وأضاف الماوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نعرف أن علي سالم البيض يمثل نكبة لشعب الجنوب، لأنه تسبب في معظم المآسي التي مر بها الجنوب منذ ما قبل الوحدة اليمنية، وعودته لليمن سوف تكون نكبة جديدة لأنه سيحاول إعلان فك الارتباط دون أن يكون لديه مواقع على الأرض تمكنه من تحويل إعلانه إلى واقع، وبالتالي فإن فك الارتباط سوف يفشل مثلما فشل الانفصال، وهذا الفشل سوف يترجم ع إلى هزيمة ساحقة وموت للقضية الجنوبية لعشرات السنين المقبلة».

في حين يستغرب أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الظاهري، مما سماه «تحالف المتناقضات»، وقال الظاهري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «من غرائب الحياة السياسية اليمنية، تعايش المتناقضات وتزامنها؛ فإذا كان صالح والبيض قد شاركا في إعادة توحيد الوطن اليمني الواحد، فها هما الآن يشاركان في محاولة إعادة تقسيمه وتجزئته».

وأضاف: «يثبت ذلك أن هذه القيادات تفتقر للوعي السياسي والتاريخي».

ويبدو أن تحالفهما الذي كشف عنه قد يلاقي بعض النجاح, إذا رفد إقليميا, لكن علينا التذكير بأن غالبية اليمنيين قد قاموا بثورتهم السلمية, التي وحدت أهدافها، التي ترتكز على محاربة الفساد والاستبداد والتجزئة».

ويعتقد الظاهري أن «المخطط لن ينجح على المدى القصير، لأسباب عدة، منها أن تنظيم القاعدة غدا هما مشتركا إقليميا ودوليا، وبالتالي ليس من مصلحة القوى الإقليمية والدولية انعدام الاستقرار السياسي والأمني».

لكن على الرغم من ذلك يقول الظاهري إن «علينا الاعتراف بأن المخزون العاطفي الذي اتكأت عليه الوحدة قد استنزف، بسبب الفساد والاستبداد الذي عانى منه شعبنا اليماني في كل من الشمال والجنوب والشرق والغرب، وإن كانت وطأته وآثاره السياسية والنفسية أعمق على إخوتنا في المحافظات الجنوبية، الذين كانوا أكثر وحدوية منا في المحافظات الشمالية، لدرجة دعت بالبعض للتبرؤ من يمنيته, ولاذ بالجغرافيا (الجنوب)».