معارك خاطفة في دمشق.. والعثور على جثث مجهولة أغلبها قضى بإعدامات ميدانية

سقوط أكثر من 100 قتيل.. وإسقاط مروحية في إدلب.. والنظام يستمر في قصف حلب وحمص

صورتان من حلب الأولى لعنصرين من الجيش السوري الحر خلال عمليات قتالية والثانيةلآخر يلبس عروسه خاتم الزواج في حفل زفافهما في حي سيف الدولة أمس (أ.ب) و(أ.ف.ب)
TT

تجاوز عدد ضحايا العمليات العسكرية ولا سيما الجوية منها، التي تطال كل المناطق السورية، أمس 100 قتيل، حصيلة أولية بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، بينهم 35 قتيلا في دمشق وريفها، 4 منهم اكتشفوا في داريا و6 في جوبر و14 قتيلا في دير الزور و12 في حلب و10 في إدلب، إضافة إلى عشرات الجرحى الذين سقطوا جراء قصف الجيش النظامي مناطق مختلفة في دمشق وريفها وحلب وحمص وإدلب ودرعا.

كذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن المعارضين المسلحين هاجموا حواجز عدة للجيش في إدلب، مشيرا إلى أن «مقاتلين من الجيش الحر دمروا حاجزا للقوات النظامية السورية في بلدة حارم» في إدلب. وأوضح أن «المعلومات الأولية تشير إلى سقوط ما لا يقل عن 9 من القوات النظامية».

وأكد مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أنه تمت استعادة الحركة العسكرية بشكل فاعل ولا سيما في القدم والحجر الأسود والعسالي، فيما أطلقت عمليات جديدة في سهل الغاب في حماه، لا سيما في ظل تضاعف قوة الجيش الحر في ظل انضمام أفواج جديدة يوميا إلى صفوفه ونجاح عناصره في الاستيلاء على غنائم كبيرة من الأسلحة. وفي حين لفت القيادي إلى أن معركة حلب مستمرة ولن تتوقف، وهي الآن ترتكز على استهداف القواعد الجوية، أشار إلى أنه تم أمس إطلاق هجوم جديد ونوعي على منطقة «حارم» في إدلب على الحدود التركية، وهي البلدة الأخيرة التي لا تزال قوات النظام وشبيحته موجودين فيها.

وفي العاصمة دمشق قال ناشطون: إن «اشتباكات ومعارك خاطفة دارت بين الجيشين النظامي والحر في أحياء القابون وتشرين وبرزة»، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان العثور على 18 جثة مجهولة الهوية في دمشق وفي بلدة كفر بطنا في ريف العاصمة، مشيرا إلى أن 12 من أصحاب هذه الجثث «أعدموا ميدانيا». وذكر في بيان آخر أنه «عثر على جثامين 5 مواطنين مجهولي الهوية أعدموا ميدانيا في حي القدم بمدينة دمشق». وقتل معظم أصحاب الجثث بالرصاص وقيدت أياديهم، بينما حملت بعض الجثث آثار تعذيب.

كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن مخيم فلسطين شهد انتشارا عسكريا في شارع الـ30 وقطع للطريق واقتحام مستشفى فلسطين.

في موازاة ذلك، تعرض حي التضامن في جنوب دمشق إلى قصف متقطع من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت فجر أمس مع الجيش الحر كما سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف وانفجارات في أحياء القدم والحجر الأسود، بحسب المرصد. كما قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الحكومة قصفت أيضا حي الحجر الأسود، حيث سمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف وانفجارات في أحيائه وأحياء القدم.

وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن الجيش النظامي جدد قصفه لمدن وبلدات عدة منها الزبداني والكسوة ومسرابا ويلدا وعربين يلدا وحرستا والسيدة زينب والذيابية وسط اشتباكات مع الجيش الحر، مما أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام قامت بحملة مداهمات واعتقالات عشوائية في سقبا وتخريب وإحراق المنازل والمحلات التجارية بعد سرقتها وتمشيط للشوارع والحارات الضيقة بالدبابات.

كذلك، لم يتوقف القصف المتواصل على حمص وريفها ولا سيما مدن القصير والرستن والبويضة الشرقية وآبل كما استهدفت أمس، أحياء باب هود وباب تركمان.

وذكر المرصد السوري أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من الجيش الحر على أطراف أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة التي تتعرض بدورها للقصف.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن قصفا عنيفا بالمدفعيات وقذائف الهاون وإلقاء المروحيات لأكثر من عشرين برميلا متفجرا فوق الأحياء السكنية في منطقة القصير أدت إلى انهيار كامل لأكثر من 15 منزلا.

وفي حلب حيث لم يهدأ القصف على أحياء باب النيرب والعامرية وبستان القصر، دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في محيط المطار الدولي ومطار النيرب العسكري.

وأفاد المرصد عن تعرض أحياء السكري ومساكن هنانو وبستان القصر والميسر للقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، بينما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر في أحياء هنانو وسيف الدولة والإذاعة، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية أنه تم قصف منطقة «مارع» بطائرة الميغ وسقوط عدة صواريخ على المدينة.

من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة يتزعمها الإرهابي عبد الله حسين التقال الملقب بـ(الكابتن) ارتكبت مجزرة بحق عائلة مؤلفة من 5 أفراد في حي المرجة في جنوب حلب».

وأوضحت أن من بين القتلى الخمسة 3 فتيان تقل أعمارهم عن 17 سنة.

أما حماه فاستفاق أهلها على انفجارات هزت في حيي القصور والفيحاء. وذكر المرصد أن الجيش الحر هاجم حاجز المكاتب الواقع بين بلدتي صوران ومورك وأشارت المعلومات الأولية إلى مقتل 4 من القوات النظامية.

في موازاة ذلك، أفاد ناشطون في إدلب أن كتائب أحرار الشمال تمكنت من إسقاط مروحية شرق مدينة بنش وقرب مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب، مشيرين إلى أن الطائرة كانت تقصف بلدات في ريف إدلب عندما تمكن أحرار الشمال من إسقاطها.

وبينما أشار المرصد إلى تعرض كل من معرة شورين ومعرة النعمان وحيش وحلبان للقصف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، ذكرت لجان التنسيق أن تعزيزات عسكرية ضخمة مؤلفة من 10 مدافع ميدانية تجرها سيارات عسكرية و5 سيارات معبئة بقوات الأمن والشبيحة وعربة دفع رباعي مرت في منطقة محبل متجهة إلى أريحا.

أما في درعا، فقد اقتحمت دبابات الجيش النظامي منطقة درعا البلد وسط إطلاق نار كثيف، وكذلك الحال في بلدة النعيمة ومدينتي بصرى الشام وداعل في ريف درعا.

وذكر المرصد أن أحد عناصر الجيش الحر قتل وأصيب عدد آخر بجروح إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية في بلدة طفس، بينما تعرضت منطقة اللجاة للقصف من قبل القوات النظامية، كما قامت القوات النظامية باقتحام بلدة حيط في حين دارت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في قرية زيزون بريف درعا، فيما لفتت لجان التنسيق إلى تعرض الحراك لقصف عنيف بالطائرات المروحية، كما سجل فيها اشتباكات عنيفة، فيما شنت قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات في منطقة نوى.

وفي دير الزور، أعلن المرصد استهداف مدينة البوكمال، بينما تعرضت مدينة دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية في حين دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي بالقرب من دوار غسان عبود في المدينة.