أوباما ورومني يتنافسان على العسكريين وضحايا الإعصار

في أول مواجهة بعد مؤتمر الحزب الجمهوري

ميت رومني، المرشح الجمهوري لرئاسة أميركا ضد الرئيس باراك أوباما، يصافح العسكريين وضحايا الإعصار إيزاك في نيو أورليانز أمس (إ.ب.أ)
TT

بعد يوم من نهاية مؤتمر الحزب الجمهوري الذي أعلن رسميا ترشيح ميت رومني لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس باراك أوباما، تنافس الاثنان على كسب العسكريين وضحايا الإعصار «إيزاك».

وبعد ثلاثة أسابيع من إعلان رومني اختيار نائبه بول رايان بينما كانا يقفان أمام حاملة الطائرات «ويسكونسن» الراسية في ميناء نورفولك (ولاية فرجينيا)، وحيث انتقدا أوباما وقالا إنه يريد تخفيض الميزانية العسكرية، وظلا يقللان من قوة أميركا العسكرية حول العالم، يوم الجمعة، ذهب أوباما إلى قاعدة فورت بليس (ولاية تكساس)، بمناسبة الذكرى الثانية لإعلان انتهاء العمليات القتالية الأميركية في العراق.

وتحدث أوباما عن سحب الجنود الأميركيين من أفغانستان، حيث يفترض استكمال نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية مع نهاية 2014. وقال أوباما، أمام نحو خمسة آلاف من الجنود وأفراد عائلاتهم «إنهاء هذه الحروب بشكل مسؤول يجعلنا أكثر أمنا، ويجعل وطننا أكثر قوة. إنهاء هذه الحروب يسمح لنا بالانصراف إلى شيء آخر، إلى ترميم الوضع الأميركي». وفي إشارة إلى تصريحات رومني ورايان، قال أوباما «إن سمعتم من يحاول القول إن الولايات المتحدة في تراجع، أو إن نفوذنا تقلص، فلا تصدقوه. الحقيقة هي أن تحالفاتنا (العسكرية في الخارج) لم تكن يوما أمتن مما هي عليه اليوم».

وكان رومني اتهم أوباما في خطاب تنصيبه أمام مؤتمر الحزب بأنه «تخلى» عن بولندا و«تخلى عن إسرائيل». وكانت وزيرة الخارجية السابقة في عهد الرئيس بوش الابن، كوندوليزا رايس، قالت أمام المؤتمر إن أوباما يتحمل مسؤولية ضعف أميركا العسكري، وإن ضعف أميركا يهدد بأن «يجعل العالم أكثر خطورة».

لكن، في خطابه أمام العسكريين في ولاية تكساس، نفى أوباما، في نبرة شديدة الوطنية وشديدة النزعة العسكرية، أن يكون تبنى موقفا «ملائكيا» في السياسة العسكرية والسياسية الخارجية. وقال «في عالم مليء بالمخاطر البالغة، لن أتردد أبدا في استخدام القوة دفاعا عن الولايات المتحدة، أو عن مصالحنا».

ويحرص أوباما، الذي كان عارض غزو العراق عندما كان عضوا في الكونغرس، على التذكير في جميع خطاباته الانتخابية بأنه نفذ أحد وعوده الرئيسية خلال الحملة الانتخابية عام 2008 بوضعه حدا للتدخل العسكري الأميركي في العراق.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن المنافسة بين أوباما ورومني على القوات المسلحة تميل لصالح الثاني، وذلك لأن العسكريين، في الخدمة، أو الاحتياطي، أو قدامى المقاتلين، أكثر ميلا نحو المواقف المحافظة، ويمثلون مجموع 25 مليون ناخب.

واستغل أوباما وقادة الحزب الديمقراطي غياب أي إشارة إلى أفغانستان في خطابه في مؤتمر الحزب الجمهوري. وقال إعلان فيديو نشرته رئاسة الحزب الديمقراطي في الإنترنت «في وقت يقاتل فيه 74 ألف أميركي، رجالا ونساء، من أجل بلادهم في أفغانستان، لم يرد في خطاب رومني ذكر كيف أو متى يعودون إلى ديارهم سالمين».

وقالت المصادر الإخبارية إن الديمقراطيين يرون أنهم يخوضون الانتخابات الرئاسية من موقع قوة في ما يتعلق بملف الأمن القومي، خاصة بعد قتل أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، في عملية شنتها وحدة خاصة أميركية وأعطى الرئيس شخصيا الضوء الأخضر لها.

وبالإضافة إلى محاولات كسب العسكريين، يتنافس أوباما ورومني على كسب ضحايا الإعصار «إيزاك» الذي أغرق أجزاء من ولايتي لويزيانا ومسيسبي، وأجزاء من مدينة نيو أورليانز.

وما إن انتهى المؤتمر الجمهوري حتى استأنف رومني حملته الانتخابية بزيارة ولاية فرجينيا، التي ستكون المنافسة فيها شديدة بين الاثنين، ثم ذهب إلى ولاية لويزيانا، سعيا لتلميع صورته كرجل الموقف. وكان الرئيس السابق بوش الابن واجه حملات لاذعة عام 2005 بعدما تأخر في التجاوب مع الموقف عندما اجتاح الإعصار «كاترينا» نيو أورليانز، والمناطق المجاورة، وقتل قرابة ألفي شخص.

وأمس، سارع زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، هاري ريد، وانتقد زيارة رومني. وقال «إنه ليس رئيسا.. ولو كان رئيسا، ما كانت خططه للميزانية ستسمح بمواجهة الأضرار التي خلفها الإعصار». وأشار ريد إلى خطة رايان بإجراء تخفيضات هائلة في المساعدات المخصصة للكوارث الطبيعية.

وأيدت ريد السيناتورة الديمقراطية عن لويزيانا، ماري لاندريو. وفي استهزاء، عبرت عن أملها في أن تغير زيارة رومني لضحايا الإعصار رأيه (رومني) في دور الحكومة في مواجهة الإعصار.

لكن، كان رومني زار ولاية لويزيانا بدعوة من حاكمها الجمهوري، بوبي جيندال، في تكتيك واضح لاستباق زيارة أوباما.

وكان البيت الأبيض أعلن أن أوباما سيزور نيو أورليانز غدا الاثنين، وأن هذه الزيارة كانت مقررة قبل إعلان رومني عن زيارته المفاجئة.

وبالإضافة إلى المنافسات الداخلية، يتنافس أوباما ورومني في السياسة الخارجية. وبالنسبة لآسيا، كان رومني اتهم أوباما بأنه «لا يريد مواجهة الذين يواجهوننا»، إشارة إلى زيادة قوة الصين. في الوقت نفسه، أرسل أوباما وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، إلى شرق وجنوب غربي الصين لزيارة دول هناك، وللإعراب عن تأييد الولايات المتحدة لهذه الدول أمام أي تهديدات من الصين.

في الوقت نفسه، دعت الصين الساسة الأميركيين إلى «التوقف عن توجيه اتهامات لا أساس لها». وقال متحدث باسم الحكومة «ينبغي على جميع السياسيين الأميركيين، بغض النظر عن أحزابهم السياسية، النظر إلى التطور الصيني بطريقة موضوعية وعقلانية. عليهم فهم العلاقات الصينية الأميركية بشكل صحيح. عليهم التوقف عن توجيه اتهامات لا أساس لها ضد الصين. عليهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين».