مبادرة خادم الحرمين والأوضاع العربية على طاولة «منتدى باريس» الثالث

تحت عنوان «العالم العربي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية»

TT

يناقش وزراء وخبراء سياسيون من العالم العربي وأوروبا ضمن فعاليات منتدى حوار باريس الثالث الذي ينطلق في الثامن عشر من سبتمبر (أيلول) 2012، أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعية إلى إقامة اتحاد الخليج العربي، ونتائج هذه المبادرة على المنطقة مستقبلا.

وكان قادة مجلس التعاون الخليجي تبنوا خلال الدورة الثانية والثلاثين التي عقدت في الرياض، مبادرة خادم الحرمين الشريفين في تجاوز مرحلة التعاون لمرحلة الاتحاد لتشكل دول المجلس كيانا واحدا، يحقق المزيد من الترابط والوحدة، وتوثيق دور مواطني دول المجلس.

ومن أبرز ما سيتطرق إليه المجتمعون في منتدى حوار باريس الثالث، والذي يعقد تحت عنوان «العالم العربي في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية» مصير العلاقات العربية - العربية، وعلاقتها مع دول الجوار والإقليم مثل «إيران وتركيا» إضافة إلى مصير السلام في الشرق الأوسط مع إسرائيل.

كما يستعرض نحو 29 متحدثا في مقدمتهم، نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، وعبد اللطيف الزياني الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، جملة من القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية والمتمثلة في إمكانية عودة العمليات الإرهابية في ظل تراخي القبضة الأمنية لبعض الأنظمة العربية، وما تعانيه بعض الدول من مخاطر بالأمن الداخلي، نتيجة الانفلات الأمني الملحوظ في الدول التي تأثرت بالربيع العربي.

وفي الجانب السياسي، سيطرح آلية إدارة الأنظمة الحاكمة الجديدة لشؤون الدولة في المنطقة العربية، ورؤيتها لتداول السلطة مستقبلا، مع التعرف على أنماط الحكم التي سيتم اختيارها، وتوجهها نحو محيطها والعالم الخارجي، فيما يعرج الجانب الاقتصادي إلى وجهة الدول العربية الاقتصادية، والتي ستكون إما نحو التكامل أو التباعد، إضافة إلى واقع الإعلام العربي في صناعة الحدث أو مواكبته في ظل الربيع العربي. وقال الدكتور صالح الطيار رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي إنه مع حلول القرن الحادي والعشرين وما طرأ فيه من متغيرات دولية، أصبح العالم العربي في مواجهة تحديات في جزء منها هي امتداد للماضي وفي جزء آخر هي تحديات مستجدة تفرض نفسها على الواقع وتترك تداعيات مستقبلية متعددة. وأشار الطيار إلى أن العالم يمر منذ فترة بأزمات مالية بدأت تباشيرها في الولايات المتحدة الأميركية وصولا إلى دول الاتحاد الأوروبي، وأن الواقع الإقليمي المحيط في العالم العربي يشهد صراعات ونزاعات ومحاولات من دول كثيرة لتقديم نفسها كقوى فاعلة وأساسية في تقرير مصير المنطقة بدءا من إيران، مرورا بتركيا، وصولا إلى إسرائيل.

وأضاف رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي أنه ظهر على المستوى العربي الداخلي ما اصطلح على تسميته بـ«الربيع العربي» الذي أحدث متغيرات بنيوية في تونس، مصر، ليبيا ، اليمن، سوريا، والذي من المحتمل أن يمتد إلى دول أخرى فضلا عن بروز أدوار لقوى سياسية باتت تحتل مكانة مرموقة على مستوى صناعة القرار بعد أن كانت مستبعدة من لعب أي دور رئيسي أو من المشاركة في تقرير مصير أي بلد مثل المنظمات الإسلامية التي توصف الآن بأنها تمثل الإسلام المعتدل.

وعن الإعلام قال صالح الطيار، إن للإعلام دورا مميزا ليس فقط في عرض المستجدات وتحليل أبعادها وأهدافها بل أيضا في صناعة الحدث والتأثير الكبير على الرأي العام وتسييسه وتكوين أنماطه الفكرية، مشيرا إلى الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وكل ما له علاقة بحرية الرأي والتعبير والتعددية الحزبية ومصير الأقليات والأمراض المتفشية من فساد ورشاوى وسوء استخدام السلطة وغير ذلك مما يعتبر اليوم الدينامو المحرك لهموم الشارع.

كما يطرح المشاركون مستقبل العالم العربي في ظل التحالف الأميركي الأوروبي، ومدى تأثر المنطقة العربية بعودة روسيا ودخول الصين، سياسيا في مواجهة أميركا في المنطقة العربية، وكيف ستتعامل المنطقة العربية مع التكتلات الكبرى في العالم، كذلك هل تواجه المنطقة العربية عمليات تقسيم جديدة من الداخل أو كامتداد لتقسيم النفوذ الدولي.