نجل قرنق يقود معارضة ضد سلفا كير

الأمن السوداني يصادر 3 صحف بعد طباعتها دون إبداء أسباب

TT

أعلن مابيور قرنق ابن زعيم ومؤسس الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان، جون قرنق أنه سيقود معارضة ضد حكومة بلاده، في وقت قلل مسؤول رفيع ومقرب من أسرة قرنق من الخطوة، معتبرا أن البلاد فيها حرية تعبير وتعددية سياسية وأن من حق مابيور كمواطن جنوبي أن يدلي برأيه ويعمل من أجل توصيله بالطرق السلمية.

ونقلت صحيفة «مكلاتشي» الأميركية عن مابيور قرنق قوله في حوار نشرته على موقعها الإلكتروني، إنه سيقود معارضة ضد حكومة سلفا كير ميارديت، معتبرا أن من تولوا السلطة بعد وفاة والده في حادثة تحطم مروحية في عام 2005 قد خالفوا رؤيته، وقال: إن القادة الحاليين فعلوا عكس ما كان يعمل له قرنق، والده، وكشف عن محاولة اغتياله من قبل فريق الحراسة الخاصة بالرئيس كير عندما قام بنشر آرائه على موقع «فيس بوك». وقال: إنه ليس قلقا ولكنه يشعر بالخطر، ووصف الاحتفال السنوي بذكرى رحيل والده بأنها مجرد تمثيلية، مشيرا إلى قائمة طويلة من المظالم، قال: إن قادة الجنوب يمارسونها مما جعلهم مثالا للنخب المتسلطة التي تمارس العنف من أجل السلطة.

وقال مابيور قرنق إن دولة الجنوب تحكم من قبل قيادة ضعيفة تهمش النخبة الداخلية وتستولي على السلطة والثروة بأي ثمن. وأضاف أن رئيس الدولة سلفا كير ويناديه بـ«عم سلفا» منذ فترة الحرب الأهلية عندما كان يقاتل إلى جانب والده زعيم التمرد قرنق، لكنه قال: إن سلفا يناضل بين الملائكة والشيطان على كتفيه مثل الرسوم الكرتونية، وقال: إن كير يخشى حاليا على حياته وأنه ضل الطريق، لكن مابيور رفض فكرة الانقلاب العسكري، وفضل إجراء الإصلاحات في الحكومة حتى إجراء الانتخابات المتوقع أن تتم في عام 2015، غير أنه لم يستبعد أن تحدث انتفاضة شعبية وإحداث تغيير من خلال الضغوط على الحكومة، وقال: إنه لم يعلن عن مواقفه من قبل حتى لا وضعه في الجانب الخطأ من التاريخ وإن ذلك قد يعرض أسرته إلى مشاكل، معربا عن أمله في تشجيع مواطني بلاده بمطالبة الحكومة بمراعاة مبدأ المحاسبة، وقال: إنه لا يرى نفسه باحثا عن منصب لكنه ناشط.

من جانبه قال زعيم الأغلبية في برلمان جنوب السودان القيادي في الحركة الشعبية أتيم قرنق «الشرق الأوسط» إن مابيور قرنق من شباب دولة الجنوب وله الحق كأي مواطن أن يعبر عن آرائه بصورة سلمية، وأضاف «ومن حق أي مواطن في جنوب السودان أن يعبر عن رأيه بالطريقة التي يعبر بها ولكن بشكل سلمي».

من جهة ثانية صادر جهاز الأمن السوداني أمس صحف «الصحافة»، «الجريدة»، «آخر لحظة» بعد طباعتها ومنع وصولها للقراء، ما ألحق خسائر فادحة بناشريها. وقال رئيس تحرير صحيفة «آخر لحظة» المستقلة والمملوكة لموالين لحزب المؤتمر الوطني، مصطفى أبو العزايم لـ«الشرق الأوسط» إن صحيفته صودرت بعد الطباعة دون إبداء أسباب، ما ألحق بهم خسائر قدرها بـ(36) ألف جنيه (7) آلاف دولار تقريبا. ورجح أبو العزايم أن تكون المصادرة بسبب مقال للكاتب «عبد الباقي الظافر» نشر في وقت سابق، طالب فيه بمزيد من الحريات الصحافية، وانتقد إيقاف صحيفة «التيار» المستقلة عن الصدور.

من جهته قال رئيس التحرير المكلف لصحيفة «الجريدة» المستقلة إدريس الدومة لـ«الشرق الأوسط»، إن أفرادا من جهاز الأمن استولوا على عدد أمس بعد طباعته بقصد «تأديب» الناشر وإلحاق خسائر مادية به. وأوضح أن الأمن أبلغهم بالامتناع عن نشر أي تحليل أو تعليق على «مؤتمر الحركة الإسلامية»، وأنهم لم يستطيعوا حذف التعليق المقصود لأن الجريدة كانت قد طبعت، وأنه أبلغ عقب المصادرة بعودة «الرقابة القبلية» بعد رفعها قبيل عيد الفطر، وأنه لا يعرف ما إذا كان قرار عودة الرقابة عاما أم يخص «الجريدة» وحدها. وقال مدير تحرير جريدة «الصحافة» حسن البطري لـ«الشرق الأوسط» إن صحيفته هي الأخرى صودرت دون أسباب رغم الرقابة القبلية المفروضة عليها، والتي لم ترفع عنها أسوة ببقية الصحف، ما ألحق بها خسائر قدرها بـ(80) ألف جنيه سوداني، (16) ألف دولار تقريبا.