وقف تدريب المجندين الأفغان

بسبب تزايد الهجمات الداخلية ضد الناتو

TT

أعلنت قوة حلف شمال الأطلسي أن قيادة القوات الخاصة الأميركية في أفغانستان علقت مؤقتا تدريب ألف عنصر من الشرطة الأفغانية في انتظار التحقق من هويات زملائهم العاملين في صفوف الشرطة وذلك بهدف تجنب أي تسلل من حركة طالبان. ومن جانبها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن وقف تدريب المجندين الجدد في صفوف القوات الأفغانية، والذين تقدر أعدادهم بنحو 7% من قوام قوات الأمن الأفغانية، لن يؤثر على مسار تدريب الأغلبية العظمى من القوات الأفغانية، وفقا لما ذكره مسؤولون أميركيون، وتعليقا على هذه الخطوة، نقلت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، عن ستيف نيتا، الميجور بسلاح الجو الكندي والمتحدث باسم مهمة تدريب الناتو بأفغانستان، قوله: «إن تدريب قوات الجيش الوطني الأفغاني (إيه إن إيه) وقوات الشرطة الوطنية الأفغانية (إيه إن بي) لا يزال مستمرا على قدم وساق». وقال متحدث باسم قوة حلف شمال الأطلسي (إيساف) لوكالة الصحافة الفرنسية إنه سيتم تعليق تدريب المجندين الجدد فقط في الشرطة المحلية الأفغانية الذين تتولى الولايات المتحدة تدريبهم عبر قواتها الخاصة. ومعايير تجنيد عناصر الشرطة الجدد غير واضحة كثيرا ما يضاعف مخاطر تسلل متمردين أو مجرمين إلى صفوفها. من جهته قال الكولونيل توماس كولينز الناطق الآخر لـ«إيساف» في بيان إن «العمليات الحالية التي تجري بشكل مشترك تواصلت وستستمر، حتى إننا علقنا مؤقتا تدريب حوالي ألف مجند جديد في قوات الشرطة». وأضاف البيان أن هذا التعليق سيستمر إلى أن تتحقق إيساف من ماضي الشرطيين المنتمين إلى صفوف الشرطة.

وقال الناطق باسم إيساف إنه في المقابل «لن يتم أي تعليق مؤقت لمهمة» تدريب الشرطة الوطنية والجيش الأفغاني. ويأتي توضيح إيساف بعدما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس مقالا جاء فيه أن قائد القوات الأميركية الخاصة في أفغانستان علق تدريب كل المجندين الأفغان الجدد إلى أن يعاد التحقيق في احتمال ارتباط الجنود الأفغان بالمتمردين. وقالت الصحيفة إن القرار بإعادة التحقيق بشأن هؤلاء يشمل أكثر من 27 ألفا من عناصر الجيش الأفغاني.

وجاء هذا القرار بعد مقتل أكثر من 45 عسكريا من قوات التحالف بينهم أميركيون بأيدي زملاء أفغان لهم هذه السنة. وكتبت الصحيفة نقلا عن مسؤول كبير في العمليات الخاصة لم تكشف هويته «لدينا إجراءات جيدة جدا لإعادة التحقيق». وأضاف «ما تعلمناه هو أننا يجب ألا نعتبر أي شيء مضمونا وعلينا وضع آلية لمتابعة المجندين منذ البداية». وقالت إن عددا من القواعد العسكرية لم تطبق من قبل الأفغان أو الأميركيين بسبب مخاوف من أن تبطئ هذه الإجراءات نمو قوات الجيش والشرطة الأفغانية. وينتشر نحو 130 ألفا من جنود الحلف معظمهم من الأميركيين يقاتلون متمردي طالبان في أفغانستان التي من المقرر أن يغادرها هؤلاء الجنود في 2014. وفي هذا الإطار تقضي الاستراتيجية الغربية بنقل مسؤولية ضمان أمن البلاد إلى القوات الأفغانية قبل نهاية 2014 الموعد المحدد لانتهاء مهمة حلف شمال الأطلسي في هذا البلد. لكن الهجمات المتكررة للمتمردين في حركة طالبان وتلك التي يشنها جنود أفغان على جنود الحلف وتراجع عدد الشرطيين والجنود الأفغان الذين يتم تجنيدهم تعقد هذه العملية الانتقالية.

وبالنسبة لما يعرف إعلاميا بهجمات «الأخضر على الأزرق» أو هجمات الجنود الأفغان على مدربيهم من قوات «إيساف» والناتو، كان الجنرال الأميركي مارتين ديمبسي صرح لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام أن «حركة طالبان تطالب منذ سنوات قوات الأمن الأفغانية بالهجوم على القوات الأجنبية، مشيرا إلى أن تصاعد الهجوم الآن يعود إلى أننا قمنا بزيادة عملية التجنيد بسرعة كبيرة، مما أدى إلى معاناتنا من بعض نقاط الضعف في عملية الفحص والتدقيق، علاوة على أن حركة طالبان قد كثفت من جهودها للوصول للشباب عبر وسائل الإعلام». وأصبحت الهجمات التي ينفذها جنود أفغان ضد زملائهم في الجيش أو قوات التحالف، تهدد الوجود الأميركي.