مجزرة جديدة في حماه.. و«الحر» يعلن سيطرته «شبه الكاملة» على محافظة دير الزور

جرافات بدأت هدم بستان شبيكة في المزة.. وقذيفة كل دقيقتين على القصير في حمص

لقطة من فيديو بثته شبكة شام الإخبارية لدبابة أثناء اختراقها أحد أحياء حماة أمس (إ.ب.أ)
TT

دخلت محافظة دير الزور أمس في مرحلة جديدة بعدما أعلن مصدر قيادي في الجيش السوري الحر «فقدان الجيش النظامي سيطرته على محافظة دير الزور بشكل شبه كامل»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» خبر «انضمامها إلى محافظتي إدلب وحلب اللتين نسيطر عليهما».

وجاء هذا التطور بموازاة كشف لجان التنسيق المحلية عن مجزرة جديدة في منطقة الفان الشمالي في محافظة حماه، أسفرت عن سقوط 35 قتيلا «معظمهم من عائلة واحدة»، وذلك خلال يوم دام سجل فيه سقوط أكثر من 116 قتيلا في حصيلة أولية، وشهد «دخول جرافات مدعومة بعناصر الأمن إلى حي الفاروق في المزة، بدأت عمليات الهدم في بستان شبيكة».

وأعلن مصدر قيادي في الجيش السوري الحر محافظة دير الزور «محافظة شبه ساقطة عسكريا بيد الجيش الحر»، مشيرا إلى «أن الوضع تحسن كثيرا بالنسبة للثوار فيها، حيث بتنا منذ صباح اليوم (أمس) نمتلك فيها زمام المبادرة وحرية في الحركة، وسط ازدياد في عددنا بشكل كبير، وحصولنا على عتاد كاف لمواجهة القوات النظامية، غنمناها من المراكز العسكرية النظامية التي سيطرنا عليها».

وجاء ذلك بعدما تمكن الجيش الحر من بسط سيطرته على كتيبة المدفعية بمدينة البوكمال في دير الزور واستيلائه على أسلحة متطورة فيها. وأفاد ناشطون عن أن «الاشتباكات تواصلت في المدينة وسط قصف عنيف من مدافع قوات النظام، كما امتدت الاشتباكات إلى حي الجورة في دير الزور». وذكر ناشطون أن منطقة البوكمال «تعرضت لقصف جوي عنيف من المروحيات».

وقال المصدر العسكري إن يوم أمس «شهد معارك ضارية مع الشرطة العسكرية في المدينة تخللتها اقتحامات للمقرات الأمنية». أما الهيئة العامة للثورة السورية، فأفادت بأن «عدة أحياء في دير الزور تعرضت للقصف فجر أمس مما أوقع إصابات، في حين أفاد ناشطون بحدوث انشقاق في مطار الحمدان بالبوكمال».

في هذا الوقت، كانت محافظة حماه تشهد وقوع مجزرة جديدة، ذهب ضحيتها 35 شخصا، معظمهم من عائلة واحدة. وأفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع مجزرة في منطقة الفان الشمالي في حماه، مشيرة إلى «ارتفاع حصيلة شهداء المجزرة الذين قضوا على يد قوات النظام إعداما ميدانيا إلى خمسة وثلاثين شهيدا، بينما العدد مرجح للزيادة، في ظل تطويق قوات النظام القرية وسط إطلاق نار كثيف». وذكرت اللجان أن معظم القتلى «ينتمون إلى عائلة واحدة وقضوا برصاص جيش النظام المباشر».

ووضع المصدر القيادي في الجيش الحر هذه المجزرة «في إطار عمليات النظام الإلغائية»، قائلا: «الهدف من تلك المجازر هو القتل فقط»، نافيا أن يكون القتلى «مسلحين ومقاتلين كما ادعى النظام»، مشددا على «أننا قادرون على حماية أنفسنا من القتل والقصف».

من جهتها، ذكرت شبكة شام أن راجمات الصواريخ طالت بنيرانها معظم قرى سهل الغاب وجبل شحشبو في ريف حماه.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «وحدة من قواتنا المسلحة الباسلة اليوم (أمس) اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين وقوات حفظ النظام في منطقة الفان الشمالي في ريف حماه الشرقي، وقضت على جميع أفرادها وصادرت الأسلحة التي كانت بحوزتهم». ونقل مراسل سانا عن مصدر بالمحافظة قوله إنه «عرف من الإرهابيين القتلى عبد الكريم الدغيم من منطقة جرجناز من ريف إدلب وهمام عبد الهادي محمد وحسان علي الخليف وعبد القادر علي الخليف».

وفي دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية بـ«دخول جرافات مدعومة بعناصر الأمن إلى حي الفاروق خلف الرازي في منطقة المزة»، مشيرة إلى «بدء عمليات الهدم في بستان شبيكة».

من ناحيتها، أفادت شبكة شام بتجدد الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي عند فرع الأمن (211) في حي تشرين بدمشق، لافتة إلى أن «الاشتباكات تواصلت خلال الليل في حيي برزة والقابون». وأفاد ناشطون بمواصلة «جيش النظام قصفه على أحياء جوبر والحجر الأسود ومخيم اليرموك بدمشق».

وشهد ريف دمشق، كما ذكر ناشطون: «اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والجيش الحر، ووردت أنباء أولية عن سقوط قتلى وجرحى من القوات السورية، كما عثر على 3 جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في كفربطنا».

بدورها، أعلنت لجان التنسيق المحلية العثور على خمسة قتلى في كفربطنا في ريف دمشق «تم إعدامهم ميدانيا، وتم التعرف على أربعة منهم». إلى ذلك، تعرضت منطقة ببيلا في الريف لقصف، كما أفاد ناشطون أن القصف استهدف أيضا بلدات معضمية الشام والسيدة زينب وحجيرة البلد ويلدا ومسرابا قرب العاصمة، كما اقتحم الجيش مدينة كفربطنا وشن حملة دهم للمنازل واعتقالات».

إلى ذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية بقصف عنيف بالدبابات وراجمات الصواريخ استهدف منطقة القصير في حمص، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى. كما أفادت بقصف المخبز الثالث والأخير في مدينة القصير الذي يسيطر عليه الجيش السوري الحر، مؤكدة أن القصف جاء بعد تدمير المخبز الثاني واحتلال الأول من قبل عناصر الجيش السوري.

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن قصفا عنيفا تعرضت له مناطق تلكلخ، والقصير وقلعة الحصن في ريف حمص بالقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ. وجاء ذلك، بحسب المصادر: «بعد تعرض قلعة الحصن التي يحتمي فيها معارضون مسلحون لضربة جوية يوم السبت الماضي في تمام الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، باستخدام مقاتلة حربية». وأشارت المصادر إلى أن تلك الضربة «هي الرابعة التي تتعرض لها القلعة خلال أسبوع».

وقالت المصادر إن «قصفا عنيفا تعرضت له منطقة القصير أمس، بمعدل قذيفة كل دقيقتين»، مشيرة إلى أن القصف «يطال ممتلكات وأراضي زراعية، كون هذه المنطقة تكتظ بالمناطق الزراعية، ما يجعل المقاتلين المعارضين بمنأى عن القصف».

وأفاد ناشطون عن قصف تعرض له حي هود في حمص، وقالوا: إن القصف المدفعي على أحياء حمص القديمة وتلبيسة، ما زال متواصلا، كما تمركزت دبابات جيش النظام في حي الميدان لقصف حيي باب هود وباب تركمان.

في المقابل، تحدثت وكالة «سانا» عن أن «وحدة من قواتنا المسلحة تصدت الليلة الماضية (أول من أمس) لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على المواطنين وقوات حفظ النظام في حي باب هود بمدينة حمص وكبدتها خسائر كبيرة».

ونقل مراسل «سانا» عن مصدر بالمحافظة قوله إن «الاشتباك أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين المرتزقة الذين انهارت معنوياتهم جراء الخسائر الكبيرة المتوالية التي يتكبدونها».

وفي حلب، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أن أحياء الإذاعة والصاخور والشعار ومساكن هنانو وقرى البريج وأم خرزة التابعة لريف حلب تعرضت كلها لقصف عنيف من قبل القوات السورية، مما أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل.

وأفاد ناشطون أن «المعارك تواصلت عند المطار الدولي ومطار النيرب العسكري، وكذلك في أحياء الإذاعة وصلاح الدين وسيف الدولة». كما «تجدد القصف المدفعي ومن الطيران الحربي على أحياء السكري وبستان القصر والحمدانية والشيخ مقصود والميدان والقاطرجي ومساكن هنانو والإذاعة، أما ريف حلب فشهد قصفا بالمدافع على بلدات الباب ودير حافر وقبتان الجبل».

من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة بأن القصف على حي بستان القصر في حلب فجر اليوم أوقع ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى بعد استهداف منازل المدنيين.

من ناحية أخرى، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن إصابة امرأة وثلاثة أطفال جراء إصابة منزلهم بقذيفة بسبب القصف المدفعي العنيف على حيي مساكن هنانو والصاخور. وأعلنت اللجان «سقوط عشرات الجرحى جراء انهيار مبنى بعد تعرضه للقصف بالطيران الحربي في منطقة الباب في ريف حلب». كما أفادت بقصف جوي على بلدة حيان.

في هذا الوقت، أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى إصابة عشرات الأشخاص في قصف جوي استهدف قرية سرجة بمحافظة إدلب. ونشر نشطاء معارضون صورا للغارة الجوية التي استهدفت القرية وقالوا: إن الكثير من الأشخاص ما زالوا تحت أنقاض المنازل. وذكر ناشطون أن مدن وبلدات سراقب وسرمين وسلقين ودركوش وسرجة وخان السبل في إدلب تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات السورية، مما أدى إلى سقوط شهيد في خان السبل وعدد من الجرحى وتدمير عدد من المنازل.

وبثت شبكة شام صورا للقصف الجوي على قرى في ريف إدلب، ومنها أبو الظهور والغدفة ومعصران وسرمين، وقالوا: إن القصف المدفعي تجدد على مدينة تفتناز.

وفي درعا، ذكرت شبكة «شام» أن القصف «تواصل على مدن وبلدات تل شهاب وخربة غزالة واليادودة وداعل وبصرى الشام والنعيمة وإنخل». من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن «قصفا عنيفا تعرضت له قرى اللجاة ووصل عدد المنازل المدمرة إلى ثلاثين منزلا». كما أفادت عن «وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة الشيخ مسكين في درعا، وتشغيل المدرعات المتواجدة في المساكن العسكرية، بالتزامن مع استنفار أمني لكافة الحواجز المتواجدة في المدينة مع تحرك باتجاه الطريق الدولي دمشق».