في وقت ساد فيه التوتر الأمني في منتجع شرم الشيخ، بعد مقتل بدويين وإصابة شرطي في تبادل لإطلاق النار بين عدد من السكان المحليين ورجال أمن، طالبت قيادات شعبية من محافظة الإسماعيلية المطلة على كل من قناة السويس وسيناء، السلطات بالموافقة على تشكيل «لجان عرفية» لمكافحة العناصر الإرهابية. ويأتي هذا ضمن سلسلة من حلقات عدم الاستقرار في شبه جزيرة سيناء المجاورة لإسرائيل وغزة.
وقالت مصادر أمنية في جنوب سيناء إن مدينة شرم الشيخ تشهد توترا أمنيا بسبب مقتل اثنين من البدو برصاص الشرطة المصرية أثناء محاولتهما الفرار من حاجز أمني أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي. وأضافت المصادر أنه تم رفع درجة الاستعداد الأمني عقب احتجاجات البدو وقيامهم بإضرام النيران بسيارة للشرطة وقطع الطريق عن طريق إشعال إطارات السيارات المطاطية والاعتداء على مجند شرطة وخطف سلاحه الآلي للثأر من مقتل البدويين.
وتابعت المصادر قائلة إن عددا من البدو كانوا يستقلون سيارة داخل شرم الشيخ وأثناء مرورهم على حاجز أمني قرب المستشفى رفضوا الامتثال لتعليمات الشرطة أثناء تفتيش سيارتهما، حيث فوجئ أفراد الشرطة المتمركزين عند الحاجز بإطلاق الرصاص عليهم من البدو مما اضطرهم إلى تبادل إطلاق الرصاص مما أسفر عن مقتل اثنين منهم.
ووفقا للمصادر الأمنية فإن حادث شرم الشيخ لا يتعلق بالعمليات الأمنية الجارية منذ مطلع الشهر الماضي في شمال سيناء، بعد قتل متشددين يعتقد أنهم مصريون وفلسطينيون لستة عشر من عناصر قوات حرس الحدود قرب رفح. وقالت تقارير محلية عن حادث شرم الشيخ أمس، نقلا عن مصادر أمنية، إن الشرطة تمكنت من إيقاف سيارة يستقلها عدد من البدو، وعثرت بحوزتهم على كمية من المخدرات، إلا أنهم رفضوا الامتثال لتعليمات الشرطة، وحاولوا الهرب بالسيارة واختطاف قائد الكمين.
وأضافت أن ضباط الكمين اضطروا لإطلاق النار لمنع البدو المتهمين من الهرب مما أسفر عن مصرع البدويين وإصابة مجند بالشرطة تم نقله لمستشفى شرم الشيخ الدولي، وأنه تم نقل إحدى الجثتين إلى المستشفى نفسها.
وقالت المصادر أمس، إن قوات الأمن بجنوب سيناء نجحت في إعادة فتح الطريق المؤدي لخليج نعمة في منتجع شرم الشيخ، بعد قيام مسلحين بقطع الطريق احتجاجا على مقتل ذويهم.
وعلى صعيد متصل، عقد اللواء محمد عيد مساعد وزير الداخلية لأمن محافظة الإسماعيلية الملاصقة لسيناء من جانب قناة السويس لقاء موسعا مع شيوخ وعواقل للبدو للوقوف على أهم المشكلات التي تعاني منها قبائل البدو ودعم التعاون بين الجانبين لضمان استقرار الأمن بالمحافظة.
وأكد اللواء مدير الأمن خلال اللقاء أن الشرطة تفتح مع شيوخ وعواقل البدو صفحة جديدة. وشدد مدير الأمن على تفعيل دور شيوخ وعواقل البدو في إعادة الأمن للشارع وعن طريق شباب البدو أيضا وأن يتم الإبلاغ عن أي عنصر فاسد أيا كان سواء من القبائل أو غيرها حتى يتم استعادة الأمن مرة أخرى.