«أبو الملف النووي الإيراني» يعود إلى الواجهة بأمر من خامنئي

فخري زادة كان قد توارى عن الأنظار خشية فرق الاغتيالات الإسرائيلية

TT

أفادت تقارير غربية بأن علماء نووين إيرانيين من الذين يعتبرون القوة الفاعلة وراء تطوير البرنامج النووي الإيراني، الذي يشتبه الغرب أن له أبعادا عسكرية، عادوا للظهور مرة ثانية لتطوير أول رأس نووي في الجمهورية الإسلامية.

وذكرت التقارير أن العالم النووي الإيراني والضابط في الحرس الثوري محسن فخري زادة (52 عاما) عاد إلى الواجهة مرة أخرى، بعد أن كان قد توارى عن الأنظار عدة سنوات لتحاشي «فرق الاغتيالات الإسرائيلية» التي يعتقد أنها وراء اغتيال 5 علماء نوويين إيرانيين في حوادث متفرقة خلال عامين.

وحسب جماعات إيرانية معارضة فإن فخري زادة أصبح الآن مدير مركز تكنولوجيا الدفاع في طهران، بعد أوامر من المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي في خطوة تسعى إلى تسريع العمل في تصنيع رأس نووية مناسبة يمكن تركيبها على صاروخ.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت في تقرير الأسبوع الماضي، أن إيران ضاعفت قدراتها لتخصيب اليورانيوم في منشأة محصنة تحت الأرض في فوردو الواقعة شمالي مدينة قم.

وكان فخري زادة من بين من شملتهم عقوبات الأمم المتحدة العام الماضي بسبب ما قيل عن علاقته ببرنامج «الصواريخ النووية أو الباليستية». ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس عن مصدر أمني إسرائيلي، أن «منصب فخري زادة الجديد يجعله في صدر قائمة الموساد للعلماء المطلوبين». وأضاف أن «القضاء على فخري زادة سيؤخر البرنامج النووي الإيراني».

وحسب مسؤولين أميركيين فإن فخري زادة يعتبر «أبو البرنامج النووي للنظام الإيراني»، وأنه «يعادل عبد القدير خان، العالم الباكستاني الذي قام بتطوير المشروع الباكستاني للأسلحة النووية تجاه الهند».

كما يشبهه الأميركيون بالفيزيائي الأميركي الشهير روبرت أوبنهايمر الذي تولى الإشراف على صناعة القنبلة النووية في أربعينيات القرن الماضي.

وحسب تقارير استخباراتية غربية فإن فخري زادة عالم بارع في تخصصه الفيزياء النووية وهو محل ثقة قادة النظام الإيراني ويدرس الفيزياء النووية في جامعة الإمام الحسين في طهران. وانضم للحرس الثوري الإيراني منذ بداية تشكيله وخدم فيه كضابط.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد ذكرت مؤخرا أن عودة فخري زادة إلى الأضواء بعد غياب عن الساحة لفترة طويلة، تعزز المخاوف لدى المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بشأن وضع البرنامج النووي الإيراني.

ونقلت عن مسؤولين أميركيين تعقبوا فخري زادة طيلة عقدين، أنه «بحسب مكالمات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني تم التقاطها، فإن فخري زادة اشتكى في عام 2006 من تجميد الحكومة الإيرانية لعمله في مجال الأسلحة النووية، وقد أسهمت هذه الاتصالات في صدور تقرير عن الاستخبارات الأميركية عام 2007 يخلص إلى أن إيران أوقفت محاولاتها لتصنيع قنبلة نووية في عام 2003».

وأوضحت الصحيفة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتقد أن فخري زادة افتتح مؤخرا منشأة بحثية في ضواحي طهران الشمالية، تشرف على دراسات مرتبطة بتطوير أسلحة نووية وتضم مختبرات أبحاث في الكيمياء والتعدين واختبار المتفجرات، في وقت نسبت هذه المعلومات إلى مسؤولين استخباراتيين اطلعوا على أحداث بشأن المنشأة وأشاروا إلى أن المكاتب الخاصة بها تضم بعض العلماء وطاقما من العسكريين كانوا نشطين في بحث إيران السابق حول الأسلحة النووية.

وأشارت التقارير إلى أن الحكومة الإيرانية رفضت الطلبات المتكررة لوكالة الطاقة الدولية السماح بإجراء مقابلة مع فخري زادة. وربطت الصحيفة العودة الواضحة لفخري زادة بواقع توقف الجهود الدبلوماسية الدولية لاحتواء برنامج إيران النووي، في ظل التهديد الإسرائيلي بالضربة العسكرية.

=