إيران: موقف مرسي من الأزمة السورية يرجع إلى خلفيته «الإخوانية»

طهران تسعى لاسترضاء الرئيس المصري

TT

سعى مسؤولون إيرانيون أمس إلى التخفيف من حدة الانتقادات الإيرانية للرئيس المصري محمد مرسي بعد خطابه أمام قمة دول عدم الانحياز التي عقدت الأسبوع الماضي في طهران ووصفه نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«الظالم». واعتبر مسؤولون إيرانيون أمس أن حضور مرسي لطهران كان ذا أهمية وأن القاهرة وطهران متفقتان على معظم القضايا باستثناء الأزمة السورية. وبرر البرلماني البارز علاء الدين بروجردي موقف الرئيس المصري من دمشق بأنه يعود إلى خلفيته «الإخوانية».

ووجه سيلا جارفا من الانتقادات داخل إيران إلى مرسي الذي عولت عليه طهران لإضفاء ثقل دبلوماسي لقمة دول عدم الانحياز في وقت كانت تأمل فيه استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع مصر. ووصلت الانتقادات إلى حد وصف الرئيس المصري بأنه «يفتقد للنضج السياسي الضروري ليرأس قمة حركة عدم الانحياز»، وأنه اقترف «خطأ دبلوماسيا بالاستفادة من منصبه كرئيس للقمة ليعرب عن أفكار مصر، في حين تجاهل مبادئ حركة عدم الانحياز»، في إشارة إلى موقفه من نظام الرئيس السوري بشار الأسد. لكن أمس بدا أن المسؤولين الإيرانيين غير مستعدين للتضحية مرة أخرى بالعلاقات مع الجمهورية العربية بعد الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك ووصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم.

وقال بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، إن 80 في المائة مما طرحه مرسي يتلاءم مع رؤى إيران. وأضاف - مبررا موقف مرسي - أن «كل شخص يحلل القضايا ويفسرها من وجهة نظره». وتابع قائلا لوكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية إن «محللا أميركيا قال إنه من بين النقاط الخمس التي طرحها مرسي في قمة عدم الانحياز، فإن 4 منها تتطابق وتتلاءم مع إيران، وقد اختلفت وجهات نظر مرسي في نقطة واحدة فقط مع إيران والتي ترتبط بالقضية السورية».

وبالتزامن مع ذلك، أشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان بارست بزيارة مرسي لطهران، وقال إن «مشاركة الرئيس المصري حظيت بأهمية من عدة جهات، فمصر ذات ثقافة غنية وعضو فاعل في عدم الانحياز ومن المؤسسين، كما أن مصر كانت تتولى رئاسة الحركة، وإذا كان مقررا تسليم الرئاسة إلى إيران، فإن حضور مرسي كان ذا أهمية».

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسن أمر عبد اللهان عن مشاركة الرئس المصري في القمة أن «ف الوقت الذي تتعرض فيه مصر لضغوط كبرة ولا تزال بقاا نظام مبارك موجودة ف الساحة الساسة المصرة فإن الرئس مرسي ودون الاهتمام بالضغوط الغربة قد جاء إلى إيران وهذا دلل على رغبته الشددة بالثورة الإيرانية وأهدافها». وكرر ما ذكره المسؤولان آنفا الذكر من أن «العدد من آراء الرئس مرسي تتطابق مع المواقف الإيرانية وأنه ف بعض الحالات مثل سورا له آراء مختلفة».