«الجهاد في غرب أفريقيا».. صداع جديد لحكومات الساحل

كشفت منذ البداية أن نهجها لا يختلف عن «القاعدة»

TT

لم يكن أحد من الخبراء المهتمين بالوضع الأمني في الساحل الأفريقي، يتوقع أن الجماعة التي اختطفت 3 مواطنين أوروبيين في جنوب الجزائر في خريف 2011، ستسبب مزيدا من المتاعب لبلدان المنطقة التي تواجه أصلا جماعة خطيرة هي «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».

ولا يعرف الشيء الكثير عن حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا التي أعلنت إعدام الدبلوماسي الجزائري طاهر تواتي. فقد كشفت عن نفسها لأول مرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لما تبنت خطف 3 مواطنين أوروبيين بمخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر). وتقول مصادر أمنية جزائرية إنه فصيل انشق عن «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بسبب صراع حول الزعامة. في حين تذكر مصادر أخرى أن خروج «التوحيد» من «القاعدة» سببه خلاف حول تحديد أولويات العمل المسلح.

وهدد التنظيم الجديد نهاية العام الماضي، بتوسيع عملياته إلى خارج منطقة الساحل الأفريقي، حيث ينشط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لتشمل كل غرب أفريقيا. ولا يعرف أي شيء عن قادتها، ما عدا أبو الوليد الصحراوي الذي يقدم نفسه كرئيس لـ«مجلس شورى حركة التوحيد» تارة، و«المتحدث باسم الحركة» تارة أخرى. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن غالبية أفرادها من مالي وموريتانيا، اختلفوا مع قيادة «القاعدة» (أغلب القياديين جزائريون)، حول ضرورة توسيع العمل المسلح أو عدمه، إلى أفريقيا الغربية وحتى إلى نيجيريا في خطوة لافتة لدعم جماعة بوكو حرام. وكشفت «التوحيد» لأول مرة في مايو (أيار) الماضي، عن أن نهجها لا يختلف عن «القاعدة». فقد طالبت بفدية قيمتها 30 مليون يورو للإفراج عن الرهائن الأوروبيين الثلاثة المختطفين بتندوف (إسباني وإسبانية وإيطالية). وطالبت بفدية أخرى قيمتها 15 مليون يورو، وإطلاق سراح سجناء، للإفراج عن 7 دبلوماسيين اختطفتهم من غاوو بشمال مالي.

وقال أبو الوليد الصحراوي حينها لوسائل إعلام غربية، إن المفاوضات مع حكومتي الرهائن الأوروبيين تتناول فقط الرهينة الإيطالية والرهينة الإسبانية، موضحا أن حركته طالبت بفدية قيمتها 30 مليونا، وطلبت من الحكومة الإسبانية التدخل للإفراج عن مواطنين صحراويين اعتقلتهما موريتانيا. وفي مرحلة أولى حملت جبهة البوليساريو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤولية العملية. وتبنت «التوحيد» هجومين انتحاريين هذا العام، استهدفا مقرا للدرك الجزائري بتمنراست وآخر بورقلة بالصحراء. وخلف الاعتداءان قتيلا وعدة جرحى. وتسيطر «التوحيد» منذ مارس (آذار) الماضي، على جزء من شمال مالي مع جماعة أخرى مرتبطة بـ«القاعدة» تسمى جماعة أنصار الدين التي اندمجت مع حركة تحرير أزواد الطرقية الانفصالية في تنظيم واحد، معلنين إقامة «دولة إسلامية» في شمال مالي.