أوباما يتوجه إلى مؤتمر حزبه حاملا وعودا جديدة

رومني يتقدم.. والجمهوريون يعملون لإعادة رسم المشهد السياسي قبل الانتخابات

TT

سيؤكد الرئيس باراك أوباما للأميركيين هذا الأسبوع أنه يستحق ولاية جديدة من 4 سنوات في البيت الأبيض رغم الأوضاع الاقتصاد المتردية في البلاد والآمال الخائبة التي قطعت في عام 2008.

ومع ترشحه على المحك، سيستفيد أوباما من المؤتمر الوطني الديمقراطي لمواجهة انتقادات المعسكر الجمهوري التي تقول: إن ولايته الرئاسية كانت فاشلة رغم الاحتفال بفوز تاريخي في الاقتراع الرئاسي عام 2008.

وسيؤكد أول رئيس أميركي من أصل أفريقي أن أصوات الناخبين التي حصل عليها قبل أربع سنوات لم تذهب سدى رغم تأكيد خصمه ميت رومني ذلك.

وقال أوباما موجها حديثه إلى جمهور من الشباب في ولاية فيرجينيا الأسبوع الماضي إن «الذين يرفضون التغيير يراهنون دائما على السخرية والتهكم». وأضاف: «يراهنون دائما على انعدام الأمل. لقد خسروا هذا الرهان خلال تاريخ الولايات المتحدة».

لكن أوباما قال: إنه يعتقد أنه لم يتواصل جيدا مع الناخبين ليشرح لهم بدقة رهانات وإنجازات ولاية رئاسية ألقت الأزمة الاقتصادية بظلالها عليها. ويتساءل الجمهوريون «ما هي الإنجازات التي تم تحقيقها؟».

وسيمثل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في كارولينا الشمالية الخميس فرصة ثمينة لإعادة رسم المشهد السياسي قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تبدو فيها المنافسة حامية.

والمهمة الأولى ستكون الرد على الانتقادات الشديدة اللهجة التي أطلقها رومني ومرشحه لمنصب نائب الرئيس بول راين الأسبوع الماضي في فلوريدا ضد أوباما. وأيضا، حصول رومني بعد مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا (فلوريدا جنوب شرق) على 47% من الأصوات بحسب ما أفاد معهد راسموسن السبت مقابل 44% لأوباما. وهذه المرة الأولى التي يكون فيها الفارق بهذا الحجم لصالح رومني. لكن هذه النتائج تبقى ضمن هامش الخطأ وقد تعكس القفزة الكلاسيكية التي تسجل في صفوف الرأي العام بعد كل مؤتمر وطني الذي يستفيد فيه المرشح من تغطية إعلامية كبيرة ويمكنه خلاله إلقاء خطابات دون أن يقاطعه أحد.

وقال مايكل كريمر الأستاذ المتخصص في الشؤون الرئاسية في سانت ماريز كوليدج بولاية إنديانا «على الرئيس أن يقوم بعمل كثير في شارلوت بعد المؤتمر الجمهوري».

وأضاف: «عليه أن يعكس رسالة رومني وراين إلى الناخبين بأنه لم يحقق أي إنجاز وأنه حان الوقت ليرحل لأنه خيب آمال الأميركيين».

وكان الهجوم الأعنف الذي شنه رومني ضد أوباما بشأن تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد وهو أمر لم يتحقق رغم الوعود التي قطعها.

وقال رومني «هناك خلل في العمل الذي أنجزه كرئيس عندما تشعرون أن أفضل يوم في ولايته هو اليوم الذي صوتم لأجله».

وفي انتقادات لاذعة إلى أوباما قال راين «على المتخرجين في الجامعات ألا يقيموا في منزل أهلهم ينظرون في غرفتهم إلى صورة عملاقة لأوباما بدأت تبهت».

وقالت ليلى برامر الأستاذة في قضايا الإعلام في غوستافوس ادولفوس كوليدج في ولاية مينيسوتا إن الهجوم الجمهوري شديد وعلى أوباما أن يفعل أكثر من الدفاع عن إدارته والتحدث عن الاقتصاد.

وسيحاول أوباما الخميس إعادة إحياء لحظة المجد التي شهدها في 2008. في استاد رياضي ضخم قادر على استيعاب 70 ألف شخص.

وسيدافع أوباما عن وعوده بالتغيير مشددا على الإصلاح التاريخي للنظام الصحي الأميركي وتعهده بإلغاء القانون الذي يمنع مثليي الجنس من الخدمة في الجيش. وسيحاول أوباما جمع أصوات الطبقات الوسطى من خلال الدعوة إلى فرض ضرائب أكبر على الأثرياء والحفاظ على التغطية الصحية للمسنين.

وقال ديفيد اكسلرود مساعد أوباما «الرسالة التي نريد توجيهها هي أن هذا الرئيس ملتزم من خلال خبرته وإيمانه بإعادة بناء اقتصاد يضمن لكل شخص يعمل بكد أن يكافأ وهذه ضمانة للطبقة الوسطى». وسيحظى أوباما بدعم زوجته ميشال الثابت وكذلك الرئيس السابق بيل كلينتون. لكن الأوضاع الاقتصادية السيئة ستكون عنصرا لن يصب في مصلحة أوباما إذ أن استطلاعا أخيرا لـ«سي بي إس» أظهر أن 62% من الناخبين يرون أن بلادهم تذهب في الاتجاه الخاطئ.