تونس: محاولة لدهس متظاهرين في صفاقس.. والنهضة تستبعد وجود نية لاستهداف المستشار السياسي للجبالي

خلفت إصابة 5 أشخاص بجروح خفيفة.. والأمن يتمكن من اعتقال منفذها

TT

كادت مسيرة نظمتها رابطة مجالس حماية الثورة في مدينة صفاقس التونسية (350 كيلومترا جنوب العاصمة) مساء أول من أمس أن تتحول إلى كارثة، حيث اخترقت سيارة المتظاهرين خلال وقفتهم أمام مقر إذاعة صفاقس للاستماع إلى كلمة كان لطفي زيتون، المستشار السياسي لرئيس الحكومة حمادي الجبالي بصدد إلقائها.

وخلفت الحادثة إصابة خمسة أشخاص بجروح خفيفة، حسب ما أفاد به رئيس الرابطة، حمادي معمر، لوكالة الأنباء التونسية، الذي أكد أن المصالح الأمنية تمكنت من إيقاف سائق السيارة بعد أن لاذ بالفرار، فيما تمكن منظمو المسيرة من القبض على مرافقه.

وكان السائق أصر، حسب تصريح مرافقه لوكالة الأنباء التونسية، على مداهمة المتظاهرين بسرعة فائقة على الرغم من أن دورية أمنية استوقفته ومنعته من المرور من الطريق المؤدي إلى مقر الإذاعة، بسبب وجود مسيرة.

وفي سياق ذلك، نفت قيادات حركة النهضة بالمدينة وجود نية لاغتيال زيتون، الذي حضر مسيرة نظمتها الرابطة للمطالبة بعدم عودة التجمعيين (نسبة إلى التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل حزب الرئيس التونسي السابق)، إلى الحياة السياسية، ومساندة الحكومة في حملة مقاومة الفساد.

وقال محمد السقا، أحد قيادات الحركة في صفاقس لـ«الشرق الأوسط» إن مداهمة سيارة لمجموع المشاركين في المسيرة حادثة معزولة، ونفى وجود قنبلة «مولوتوف» داخل السيارة التي استهدفت المتظاهرين. وأشار إلى أن كل التحقيقات الأولية تستبعد محاولة اغتيال المستشار السياسي لرئيس الحكومة.

وعرفت المسيرة توزيع بيان يذكر بضرورة تطهير الإدارة والمؤسسات الإعلامية من رموز الفساد والديكتاتورية المنهارة، ويشير إلى «قيام رموز العهد البائد بإعادة ترتيب صفوفهم في أحزاب وجمعيات مكشوفة في خيانتها للشعب ولتضحيات أجيال مناضليه». وسمى البيان «نداء تونس» الذي يقوده الباجي قائد السبسي، رئيس الحكومة السابق،و«حزب المبادرة» الذي يقوده كمال مرجان، وزير الخارجية في عهد الرئيس زين العابدين بن علي، و«الحزب الجمهوري»، الذي هو عبارة عن تحالف سياسي يتزعمه الحزب الديمقراطي التقدمي بالإضافة إلى مجموعة من الأحزاب اليسارية التي قال إنها «انتهازية».

وكانت تأويلات وإشاعات كثيرة رافقت الحادثة، وذهبت إلى حد اتهام أطراف مناوئة لحكومة الجبالي ومستشاره السياسي الذي يقود حملة على الفساد، ويهدد منذ فترة بنشر قائمة سوداء عن الإعلاميين الذين تورطوا مع النظام السابق.

وكانت قيادات من المعارضة قد ربطت بين محاولة سيطرة حركة النهضة على الإعلام واستعماله لصالحها عبر تعيينات مثيرة للجدل أشرف عليها زيتون، وبين تدخل عبد الوهاب عبد الله المستشار السياسي السابق للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في قطاع الإعلام.

وكان زيتون نفسه قد صرح في صفاقس أنه تلقى منذ فترة مجموعة من التهديدات بالقتل، وعلق على المسالة بالقول إنها «نوع من التهديد بصدد التجسيد».

واعتبر زيتون أن الحادثة قد تكون نتيجة للشحن الإعلامي الذي شهدته الساحة السياسية ضد قيادته لحملة مقاومة الفساد في قطاع الإعلام.

وكانت رابطة مجالس الثورة بمحافظة صفاقس قد منعت منذ أيام تجمعا نسائيا نظمه حزب «نداء تونس»، ورفعت خلاله شعارات منددة بعودة قيادات التجمع الدستوري المنحل إلى الساحة السياسية.

من ناحية أخرى،هددت جبهة 17 ديسمبر (كانون الأول) للقوى التقدمية بسيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية بما سمته «ثورة ثانية» ضد أي ديكتاتورية أخرى قد تحاول إحكام قبضتها من جديد على المنطقة)، وبقية مناطق البلاد.

وقال علي الكحولي، المنسق العام للجبهة لـ«الشرق الأوسط» إن مهمة الجبهة الأساسية هي الدفاع عن الحريات العامة والفردية، وعلى منوال تنموي جهوي يقطع مع المنوال السائد. وأضاف أن الاعتمادات الحالية المخصصة للتنمية والتشغيل لا يمكنها أن تغطي طموحات شباب محافظة سيدي بوزيد، وليس لها وزن استراتيجي يذكر بإمكانه أن يغير وضع المنطقة المتردي منذ عقود. واعتبر الكحولي أن الثورة الحالية لم تحقق بعد أهدافها ولا بد من استكمال بقية حلقاتها.