عمرو موسى يحذر من انتقال المواجهات المسلحة في سوريا إلى الأردن

مراقبون دقوا ناقوس الخطر من محاولات الأسد تصدير أزمته إلى لبنان

TT

في ندوة إلكترونية شارك فيها من القاهرة عبر الإنترنت أمس (الأحد)، حذر عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والمرشح الرئاسي السابق بمصر، من انتقال المواجهات المسلحة في سوريا إلى الأردن، قائلا: «أخشى على استقرار الأردن والمنطقة بشكل عام» بسبب مجريات الأحداث السورية، في نفس الوقت الذي دق فيه مراقبون عرب ممن شاركوا في الندوة نفسها، ناقوس الخطر من محاولات نظام بشار الأسد تصدير أزمته إلى لبنان وخلق مزيد من الاحتقان هناك.

وجاءت تحذيرات موسى في الندوة الإلكترونية التي شارك فيها من العاصمة المصرية عبر الإنترنت، ونظمها مركز الدراسات العربي الأوروبي ومقره باريس، وتلقت «الشرق الأوسط» نتائج أعمالها التي دارت حول سؤال يقول: «هل تنتقل المواجهات المسلحة في سوريا إلى لبنان من بوابة طرابلس (اللبنانية)».

ولفت موسى إلى أنه من الطبيعي أن تداعيات المواجهات المسلحة في سوريا تصيب الدول المجاورة لسوريا سواء كان على الصعيد الإنساني أو العسكري. وأضاف: «ما أحذر منه هنا وصول المواجهات المسلحة إلى الأردن.. وهنا أخشى على استقرار الأردن والمنطقة بشكل عام، لأن تداعيات العنف في سوريا أيضا يواكبه اضطراب في الموقف العربي وأيضا اضطراب في المنطقة».

وتابع موسى، حول انتقال المواجهات المسلحة في سوريا إلى لبنان قائلا: «أعتقد أن اللبنانيين أصبحوا خبراء في التعامل مع هذه الأحداث، ولديهم طرقهم وخبرتهم في التعامل معها».

وفي السياق نفسه، رأى الخبير الاقتصادي والسياسي الأردني الدكتور نصير الحمود، في الندوة الإلكترونية نفسها أنه من غير المستبعد أن تلقي المواجهات المسلحة في سوريا بظلالها على لبنان نتيجة وجود شريحة من المناصرين لنظام بشار الأسد، بموازاة الشريحة ذاتها، التي تؤيد وتنصر الشعب السوري المتطلع للحرية والكرامة.

وأضاف الحمود أن سوريا في مأزق كبير، وكذلك الحكومة والرئاسة اللبنانية التي لن تجد نفسها قادرة على اتخاذ موقف النأي بالنفس عن الأحداث الجارية لدى جارتها الكبيرة، لذا فإن عليها اتخاذ موقف يواكب الإجماع العربي، إذ إن سقوط النظام السوري المنعزل عربيا ودوليا يعني وجود آثار سلبية حيال الموقف الذي تبنته بيروت، والذي لن يخدم صالحها مستقبلا على صعيد علاقتها مع جارتها أو مع محيطها العربي.

وقال الحمود إن لم يدرك اللبنانيون للمخطط الذي يرمي من خلاله النظام في دمشق لتصدير أزمته وخلق احتقان، يليه اقتتال على أسس طائفية، فإنهم سيواجهون نفقا مظلما سيصعب الخروج منه على المدى الطويل، مشيرا إلى أن المواجهات الحالية في طرابلس ذات طابع خطير لكنها لم تمنح إشارات تفيد بإمكانية توسعها، ولو قدر وحصل ذلك، فإن البلاد قد تكون ساحة اقتتال واسعة.

من جانبه قال المفكر العربي، عبد الأمير الركابي، إن لطرابلس ظروفها الخاصة أن أثرها (سوف) يظل إعلاميا؛ إلا أنه لن ينتقل لبقية مناطق لبنان. وأضاف أن مشكلة طرابلس تكمن في أنها غير مضبوطة من قبل القوى الرئيسية في لبنان، وأن تيار «المستقبل» لا يملك فيها الكلمة الفصل مثل بيروت أو صيدا على سبيل المثال، كذلك حزب الله وأمل لا يملكان القدرة على التأثير الحاسم هناك.. لهذا تظل هذه المدينة (طرابلس) عرضة لتجاذبات محلية وفعل قوى صغيرة مفتتة يصعب ضبطها.