معلومات جديدة حول «أسلحة ترهونة» المصادرة من طرف قوات الأمن الليبية

صراعات «الإسلاميين» وراء الهجوم على «كتيبة الوفاء» المتعاطفة مع خليفة حفتر

TT

كشفت مصادر ليبية وثيقة الاطلاع، النقاب عن تفاصيل جديدة حول استيلاء قوات الأمن الليبية على مائة دبابة وصواريخ قبل قرابة أسبوعين من معسكر «سوق الأحد» قرب مدينة ترهونة جنوب شرقي العاصمة طرابلس.

وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن البيان الذي صدر عن وزارة الداخلية الليبية بشأن تلك الأسلحة لم يكن دقيقا، مشيرة إلى أن الأمر يرتبط بصراعات قوى سياسية داخل ليبيا.

وأوضحت المصادر أن الدبابات التي وجدت في المعسكر كانت تخضع لصيانة وإصلاحات. وأشارت المصادر إلى أن عدد الدبابات وهو مائة دبابة، يؤكد ذلك. وقالت المصادر، إن تلك الدبابات جلبت من أنحاء متفرقة في ليبيا لإصلاحها وصيانتها، وكانت تشرف على المعسكر كتيبة عسكرية من كتائب الثورة تعرف باسم «كتيبة الأوفياء»، وهي من منطقة ترهونة، ويقودها العقيد أبو عجيلة الحبشي، لكن هذه الكتيبة ليست متعاطفة مع «الإسلاميين» الذين يهيمنون على بعض المفاصل الحساسة داخل ليبيا، ويعمدون إلى توسيع نفوذهم، ويتعاطف معهم محمد يوسف المقريف، رئيس المجلس الوطني (البرلمان)، الذي كان قد فاز برئاسة المجلس بأغلبية ضئيلة، حيث حصل على 113 صوتا مقابل 85 صوتا لصالح منافسه زيدان محمد بن زيدان، كما يتعاطف معهم كذلك مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني السابق.

وأفادت المصادر أيضا بأن العقيد الحبشي المعتقل حاليا له علاقات وثيقة مع اللواء خليفة حفتر، الذي كان يفترض أن يتولى قيادة الجيش الليبي بعد انتصار الثورة، لكن ذلك لم يتحقق له، حيث اختير اللواء يوسف المنقوش، مما اضطر حفتر للعودة مجددا إلى منفاه الاختياري في الولايات المتحدة.

وكان حفتر قد انشق أصلا عن نظام العقيد معمر القذافي أثناء حرب تشاد في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان يقود القوات الليبية هناك، لكنه انشق عن النظام، وأعلن تمرده عليه. وعقب اندلاع الثورة الليبية انضم حفتر إلى الثوار وظل يقود عدة كتائب قاتلت ضد قوات القذافي. يشار إلى أن حفتر من قبيلة الفرجان، وهي تنتمي إلى منطقة ترهونة التي يتحدر منها كذلك العقيد الحبشي.

وظل العقيد الحبشي سجينا لسنوات في سجون القذافي، نظرا لمشاركته في انقلاب وقع عام 1993 وأحبط، وهو الانقلاب الذي يعرف باسم «انقلاب ورفلة» نسبة إلى قبائل ورفلة التي قربها بعد ذلك العقيد القذافي، وأصبحت تشكل الخلية الصلبة لحراساته الأمنية، وأجهزة المخابرات.

يذكر أن الرواية الرسمية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية الليبية حول أسلحة ترهونة، تقول إنه إضافة إلى الدبابات استولت قوات الأمن الليبية كذلك على 30 صاروخا عند مهاجمة معسكر ترهونة. وربطت وزارة الداخلية بين المجموعة التي كانت بحوزتها الدبابات والصواريخ أي «كتيبة الوفاء» وتفجير سيارتين في وقت متزامن في طرابلس في الشهر الماضي، حيث أدى الانفجار إلى مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين. وانفجرت السيارة الأولى بالقرب من المباني القديمة للكلية العسكرية للفتيات، في حين انفجرت الثانية قرب مقر وزارة الداخلية.

وجاء الإعلان عن مصادرة الدبابات والصواريخ خلال مؤتمر صحافي، وتحدث في ذلك المؤتمر عبد المنعم الحر، الناطق باسم اللجنة الأمنية العليا في وزارة الداخلية الليبية. وقال وقتها إن شخصا قد قتل في حين جرح آخرون لم يحدد عددهم خلال عملية اقتحام معسكر ترهونة.

وقال الحر كذلك، إن 13 شخصا من بينهم قائد المجموعة ألقي القبض عليهم، مشيرا إلى أن ثلاثة من أعضاء المجموعة فروا إلى جهة غير معلومة.

وتتضارب المعلومات الرسمية حول هوية المجموعة التي كانت بحوزتها الدبابات والصواريخ، إذ قدمت المصادر الرسمية روايات متناقضة. وقال الحر «نعتقد أنها كانت مجموعة تدافع عن ليبيا وثورتها، لكنها تحولت إلى النقيض».