أوساط نيابية في 14 آذار لـ«الشرق الأوسط»: سيناريو لاغتيال معارضين وكشف لبنان أمنيا

قالوا إن الحريري وجنبلاط تلقوا نصائح دبلوماسية عربية وغربية بتوخي الحذر

TT

رفع مسلسل الحوادث الأمنية المتكررة في بيروت وضواحيها منسوب القلق والمخاوف من احتمال حصول تطورات أمنية على الساحة الداخلية، خصوصا أن هذه الحوادث ترافقت مع تراشق سياسي وحملات إعلامية تجاوزت الخطوط الحمراء المرسومة ما بين أركان الحكم، وأتت كلها على خلفية التحول في الخطاب السياسي الرسمي وتحديدا موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان المتقدم إزاء سوريا، وذلك في ضوء ما نشر من معلومات عن خطة لتفجير الوضع الأمني في منطقة الشمال إثر توقيف النائب والوزير السابق ميشال سماحة.

وكشفت أوساط نيابية في تيار «المستقبل» عن خطورة بالغة تطبع المرحلة الراهنة، وعن تحذيرات تلقتها قيادات معارضة عن احتمال حصول عمليات اغتيال أو تفجيرات أمنية متفرقة وفي مناطق تعاني من التوتر، وذلك من قبل أطراف دبلوماسية عربية وغربية تحدثت عن سيناريوهات يجري الإعداد لها لنقل كرة النار من سوريا إلى لبنان، وذلك بهدف ضرب الستاتيكو (الثبات) الأمني كما السياسي الحاليين.

وأضافت هذه الأوساط أن التحذيرات أبلغت عبر موفدين إلى قيادات المعارضة، كما إلى شخصيات أخرى. ودعتهم إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة وصلت إلى الطلب من البعض بمغادرة لبنان ونصحت الموجودين في الخارج بـ«عدم العودة».

وأشارت إلى أن الرئيس سعد الحريري، لم يتخذ قرارا بالعودة إلى بيروت، وذلك خلافا لما كان تردد عن عودته قريبا في وسائل إعلام لبنانية، ووضعت هذه التسريبات عن هذا الموضوع في سياق «التوتير» النفسي والسياسي. وشددت على أن المرحلة الراهنة أكثر خطورة من الفترة السابقة التي غادر فيها، وذلك في ضوء الاتهامات الموجهة له بدعم المعارضة السورية، إضافة إلى الحملات المحلية والإقليمية التي تستهدفه. وأوضحت أن الشائعات التي تتناوله على المستوى الشخصي والمالي، أو على مستوى تياره وشعبيته، تندرج في سياق الحرب النفسية التي تستهدف قوى 14 آذار لإلهاء جمهورها بتفاصيل الوضع الداخلي وتحويل الأنظار عن المخطط التفجيري الذي كان يعد للساحة اللبنانية.

من جهة أخرى قالت الأوساط إن النائب وليد جنبلاط تلقى نصائح بالسفر إلى الخارج لكنه قرر البقاء، على أن يبقي تحركاته محصورة في نطاق جغرافي ضيق، كما رفع من مستوى إجراءاته الأمنية المتخذة أصلا منذ وقت طويل.

واعتبرت هذه الأوساط أن الحوادث الأمنية شمالا أو في بعض المناطق الأخرى ترتدي طابعا داخليا، لكنها تحمل في طياتها أكثر من مؤشر على محاولات جارية لنقل الاقتتال من سوريا إلى مناطق لبنانية وخصوصا الشمال. ولاحظت أن الإجراءات امتدت إلى معراب وبرزت في شكل احتفال القوات اللبنانية هذا العام، الذي أتى مختلفا عن كل الأعوام السابقة نظرا للتحديات والأخطار الأمنية المحدقة بقيادات المعارضة، وما حذرت منه أطراف دبلوماسية من عودة الاغتيالات إلى الساحة الداخلية.. وهو ما تأكد بعد توقيف سماحة أخيرا.

وخلصت الأوساط إلى أنه في ظل تصاعد المواجهات في سوريا، وبانتظار بلورة الصورة النهائية، من الممكن استهداف شخصيات لإرباك الوضع الداخلي، وجعل لبنان مكشوفا أمنيا.