رئيس الجالية اليهودية بالإسكندرية يفند شائعات عن إغلاق معبد بالمدينة

«بن جاوون» طلب إلغاء حضور وفد إسرائيلي للصلاة مراعاة لظروف مصر

معبد «الياهو حنابي» اليهودي بالإسكندرية
TT

نفى رئيس الجالية اليهودية بالإسكندرية، يوسف بن جاوون، ما أثير من شائعات انتشرت في تقارير مصرية وإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة عن إغلاق السلطات المصرية لمعبد «الياهو حنابي» بالمدينة ومنع الصلاة فيه، خاصة بعد إلغاء حضور وفد إسرائيلي للصلاة في المعبد مؤخرا.

وفند جاوون المزاعم التي ترددت عن مضايقات الأمن المصري والسلطات المصرية للمصلين اليهود في الإسكندرية، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «كل هذه افتراءات وادعاءات، لأنني أنا من طلبت إلغاء حضور الوفد الإسرائيلي للصلاة، مراعاة للظروف الحرجة في مصر حاليا».

ويعد معبد «الياهو حنابي (المعروف أيضا بمعبد النبي دانيال)» أشهر وأقدم المعابد اليهودية المصرية بالإسكندرية، وقد انتشرت شائعات مؤخرا بتوقف شعائر الصلاة اليهودية على خلفية إبلاغ السلطات المصرية حاخام المعبد بضرورة إلغاء احتفالات عيد «المنيان» رأس السنة وعيد الغفران، لدواع أمنية.

وأضاف جاوون: «لن تتوقف الصلاة في المعبد، حيث ستقام الصلاة باليهود المصريين الذين ما زالوا على قيد الحياة بالإسكندرية وعددهم نحو عشرين، بينهم ثلاثة رجال، وسبع عشرة سيدة ستأتي منهن نحو 9 سيدات، بسبب ظروفهن الصحية، لأن أصغرهن تبلغ من العمر 78 عاما».

وتابع جاوون قائلا: «الصلاة في القلب، وليس ضروريا أن يكتمل النصاب الشرعي للصلاة بـ10 رجال، فيمكن للمؤمن أن يصلي في أي مكان، وستأتي السيدات اليهوديات بصحبة أبنائهن وأزواجهن المسلمين والمسيحيين، لنحتفل معا ونسري عنهم في جو مصري حميم».

وأكد جاوون، البالغ من العمر 57 عاما وهو أصغر اليهود المصريين، أنه طلب من الإسرائيليين عدم الحضور خوفا من إثارة مشاكل أمنية تهدد مصر، مضيفا: «ما أثار البلبلة هو طلب الحاخام الإسرائيلي إفرام ديان بوجود عدد من المتدينين الإسرائيليين لحضور الصلاة، وهو الطلب الذي لم أوافق عليه، والأمر كله مجرد أقاويل لعدد من المتشددين الإسرائيليين لا علاقة لهم بنا».

واستنكر جاوون، ما صرحت به ليفانا زامير، رئيسة الرابطة الدولية للمصريين اليهود في إسرائيل، بقولها إن هذه هي نهاية الحياة اليهودية في مصر، وإن هذه هي المرة الأولى التي لا تجرى فيها الاحتفالات بعيد رأس السنة في المعبد منذ بنائه في عام 1836، قائلا: «الشعائر مستمرة، وسنقيمها هنا في المعبد المصري التابع لوزارة الآثار، التي أخطرتنا باستعدادها لتجهيز المعبد، وأرى أنهم (في الجانب الإسرائيلي) قد تمادوا في تهويل الموقف باعتباره نهاية اليهود في مصر».

من ناحية أخرى، أكد مصدر مقرب من الطائفة اليهودية بالإسكندرية، رفض ذكر اسمه، أن من تبقى من الجالية اليهودية هم من رفضوا إقامة الصلاة خشية حدوث انفلات الأمني، وأن أغلبهم أصبح لا يتردد على المعبد كثيرا منذ أحداث الثورة.

يذكر أن المعبد الأثري العتيق يقع بشارع النبي دانيال - أقدم شوارع الإسكندرية الكائن بمنطقة محطة الرمل وسط المدينة، ويخضع لهيئة الآثار المصرية وتحيط به حراسة مشددة من قوات الشرطة، ويعمل به عدد من الموظفين المسلمين.

وحتى عام 1930، كان هناك 20 معبدا في الإسكندرية، تنتمي إلى مجموعات ومجتمعات متباينة ما بين يهود مغاربة وأتراك وإيطاليين وإسبان وفرنسيين ويهود مستعربين. وقد تعرض معبد «الياهو حنابي» للقصف من قبل الحملة الفرنسية على مصر، عندما أمر نابليون بقصفه لإقامة حاجز رماية للمدفعية بين حصن كوم الدكة والبحر، وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1850 بتوجيه ومساهمة من أسرة محمد علي.