مصر تواصل سحب دباباتها من سيناء وترسل مدرعات لملاحقة المتشددين

اهتمام رئاسي ونيابي بالحملة الأمنية.. واستمرار الغموض حول منفذي هجوم رفح

TT

وسط اهتمام من الرئاسة ومجلس الشورى النيابي، قالت مصادر أمنية في سيناء أمس إن السلطات المصرية بدأت أمس في إرسال مدرعات حديثة لملاحقة المتشددين، وواصلت سحب دباباتها من شبه الجزيرة المحاذية لكل من قطاع غزة وإسرائيل، بعد نحو شهر من بدء الحملة العسكرية الشرطية، في أعقاب الهجوم الذي شنه مسلحون مطلع الشهر الماضي وأسفر عن مقتل ستة عشر من حرس الحدود المصريين قرب رفح.

يأتي هذا في وقت استمر فيه الغموض حول هوية منفذي الهجوم. وقال الناشط السيناوي مسعد أبو فجر إن الحملة العسكرية في شبه الجزيرة كانت تهدف إلى «محاربة البؤر الإرهابية» لكنها تحولت إلى «مطاردة الخارجين عن القانون» مما وسع من حيز المعركة في دروب مختلفة.

وقالت مصادر أمنية بشمال سيناء إن دفعة جديدة من العربات المدرعة الحديثة وصلت إلى مدينة العريش عاصمة شمال سيناء لدعم العملية العسكرية «نسر» التي تتم حاليا لملاحقة العناصر الإرهابية بسيناء. وأضافت المصادر أن نحو 20 مدرعة حديثة ذات الإطارات «الكاوتش»، بدلا من «المجنزرة»، وصلت بالفعل إلى العريش وذلك لضمان سرعتها والسير على الطرق بسهولة. وتابعت المصادر أن هذه التحركات تأتي ضمن خطة إعادة انتشار قوات الجيش الثاني الميداني التي تشارك في العمليات حاليا بسيناء. وأضافت أن الجيش المصري واصل سحب دباباته من سيناء، وأنه تم سحب نحو 30 دبابة من القطاع الأوسط من شبه الجزيرة في اتجاه مدينة السويس.

ويقول الجيش المصري إن سحب الدبابات لا يعني وقف العمليات العسكرية ضد الجماعات الجهادية، وإنه تم سحبها لعدم حاجة العمليات التي تتم في سيناء الآن إليها، وإنها ستتمركز في مناطق أخرى. وسحبت مصر في وقت سابق من الشهر الماضي دبابات من المنطقة المسماة في اتفاقية كامب ديفيد للسلام الموقعة مع إسرائيل «المنطقة ج». وكانت الدبابات المصرية قد دخلت مع بدء الحملة العسكرية إلى المنطقة، حيث أشارت المصادر إلى أن إسرائيل اعترضت أكثر من مرة على وجود الدبابات المصرية والمعدات العسكرية الثقيلة في مناطق تقول إنها محظورة حسب اتفاقية السلام.

وبينما استمر الغموض حول هوية منفذي الهجوم، رغم مرور شهر على وقوع حادث مقتل حرس الحدود المصريين، انتقد الناشط السيناوي مسعد أبو فجر، مؤسس حركة «ودنا نعيش» سياسية الرئيس محمد مرسي لاحتواء أزمة التوتر الأمني الذي تعيشه شبه جزيرة سيناء خاصة عقب حادث رفح. وقال أبو فجر إن دفع قوات الجيش للمشاركة في القضاء ومحاربة بؤر جماعات العنف الديني دليل على ضعف الدولة، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن دخول الجيش إلى سيناء بهذا الحجم الهائل من العتاد والأسلحة يعني أن الدولة ألقت بآخر ورقة تمتلكها في بداية معركتها داخل سيناء (ضد المتشددين). وأضاف أبو فجر أن أجهزة الأمن فشلت في إلقاء القبض على المتورطين في حادث رفح بعد شهر من المطاردات الأمنية والهجمات والمداهمات لمناطق في شمال ووسط سيناء. وتابع أن أجهزة الأمن عجزت عن تحديد الخلية المسؤولة عن تنفيذ الهجوم.

ومضى أبو فجر قائلا إن الحملة العسكرية «نسر» خرجت عن هدفها الرئيسي وهو محاربة البؤر الإرهابية، إلى مطاردة الخارجين عن القانون، مما وسع من حيز المعركة في دروب مختلفة وشتى. وتابع أن تعميم المعركة تسبب في غياب الحقائق وعدم القدرة على تحديد الجناة. وقالت مصادر الرئاسة المصرية إن الرئيس مرسي يولي اهتماما خاصا بتطورات الأوضاع في سيناء وضرورة تجنب الإضرار بالأبرياء والسكان المدنيين.