واشنطن تدخل على خط الأزمات الطائفية في مصر

TT

دخلت واشنطن على خط الأزمات الطائفية في مصر، حيث عقد أعضاء بالسفارة الأميركية في القاهرة لقاءات مع نشطاء مسيحيين لبحث ما يسمى «أزمة اختفاء فتيات مسيحيات» لتضمينه في تقرير الحريات الدينية الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية بشكل سنوي.

وكان الكونغرس الأميركي قد عقد جلسة استماع في شهر يوليو (تموز) الماضي، تحدث فيها عدد من أقباط المهجر والمنظمات المسيحية طالبوا خلالها بإجراء تحقيق دولي واسع عن وضع المسيحيين في مصر. وقالت «رابطة الاختطاف والاختفاء القسري» التي أسسها ناشطون مسيحيون إن إيك زاكريان وبيتر شي مسؤولي قسم الحريات بالسفارة الأميركية بالقاهرة اجتمعا بالناشط أبرام لويس رئيس الرابطة لعرض ملفات الفتيات المختفيات، كما سيلتقيان به مجددا خلال الأيام المقبلة.

وعادة ما تندلع الفتن الطائفية لسببين؛ الأول بناء الكنائس، والثاني اختفاء الفتيات المسيحيات، ويُتهم مسلمون بأنهم السبب وراء اختفائهن. وتقول إحصائية قدمتها «رابطة الاختطاف والاختفاء القسري» إن 60% من حالات اختفاء الفتيات المسيحيات تعود إلى مشكلات أسرية يتعرضن لها، وإن 40% من الحالات هي اختطاف من أجل إجبارهن على الدخول في الإسلام، على حد زعم الإحصائية.

وكان رشاد حسين مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما الخاص إلى منظمة التعاون الإسلامي، قد زار مصر الشهر الماضي حيث اجتمع مع أعضاء الحكومة والقيادات السياسية والدينية والمجتمع المدني، لمناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بالحريات الدينية والسياسية.

واجتمع مبعوث الرئيس الأميركي والوفد المرافق له مع الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك في الكنيسة الأرثوذكسية، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

من جهة أخرى، أكدت مصادر كنسية بالمجلس الملي للكنيسة الأرثوذكسية تحدثت معها «الشرق الأوسط» أمس أن الدعاوى القضائية المقامة لوقف انتخابات البابا الـ118 للكنيسة لن تؤثر على سير الانتخابات.

وكانت محكمة القضاء الإداري قد قررت تأجيل دعوى وقف انتخابات البابا لجلسة 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لإعلان الكنيسة بالقضية. وقال المهندس ماجد ميخائيل مقيم الدعوى إن اختيار البابا سيقتصر على فئة معينة من أعضاء الكنيسة، وهم رجال الكهنوت، وأعضاء نقابة الصحافيين المسيحيين الأرثوذكس المشتغلين بالصحف اليومية فقط، دون باقي أفراد الشعب، بجانب إعطاء الحق للأساقفة في اختيار الأسماء التي يرونها مناسبة من وجهه نظرهم لقيدها في كشوف الناخبين، وإن هذه الشروط تهدر حق ملايين المسيحيين في اختيار بطريرك كنيستهم، وحصرهم داخل طائفة واحدة مما يعد قيدا على حرية الناخبين.

وأضافت المصادر أن إجمالي عدد الناخبين الذين لهم حق التصويت في انتخابات البابا الجديد يبلغ 2600 ناخب، يشملون الأساقفة ووكلاء المطرانيات ورهبان وراهبات الأديرة والأراخنة من داخل مصر وخارجها. وأشارت المصادر إلى أنها تنتظر انتهاء فترة الطعون على المرشحين لإعلان الأسماء النهائية للمرشحين لاعتلاء الكرسي البابوي، وهم حتى الآن 17 مرشحا بينهم 10 من رهبان الأديرة و7 أساقفة؛ أبرزهم الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والأنبا يؤانس سكرتير البابا شنودة، والأنبا أرميا سكرتير الباب شنودة، والأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، والأنبا بطرس سكرتير البابا شنودة.

وأضافت المصادر أن الكنيسة لن تعلن الطعون المقدمة ضد المرشحين أو أسباب قبولها لتجنب إحراج الأساقفة والرهبان المرشحين أمام المواطنين المسيحيين، مشيرة إلى أن إعلان اسم البابا الجديد قد يتم في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتوفي البابا شنودة الثالث يوم 17 مارس (آذار) الماضي عن عمر يناهز 88 عاما، وقد اعتلى الكرسي البابوي عام 1971 ليصبح البابا رقم 117 في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، وعقب وفاته تم تعيين الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة قائمقام البطريرك لحين انتخاب بابا جديد، حسب ما تنص لائحة الكنيسة.