أوباما ينتقد خطاب تنصيب رومني ويصفه بأنه يعكس سياسة القرن الماضي

الديمقراطيون يركزون في مؤتمرهم اليوم على شعار «إلى الأمام» وسن منافسهم الجمهوري

TT

وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى ولاية أوهايو سعيا لتنشيط دعم قاعدة الاتحادات العمالية بعدما اتهم الأحد خلال جولته الانتخابية في كولورادو منافسه الجمهوري ميت رومني بأنه لم يقدم «أي فكرة جديدة» وبأنه يعكس سياسة القرن الماضي.

ووصل موكب الرئيس إلى توليدو الأحد وكانت حشود في استقباله ترفع لافتات كتب عليها «أوباما 2012» و«أربع سنوات إضافية» و«توليدو صنعت سيارات (جيب).. شكرا السيد الرئيس».

وتوليدو تعتبر معقلا لمصانع «جنرال موتورز» وكرايسلر» التي استفاد عمالها من خطة إنقاذ قطاع السيارات التيأقرها الرئيس عام 2009 وقيمتها مليارات الدولارات.

وإذا فاز أوباما في أوهايو، الولاية الحاسمة حيث تظهر استطلاعات الرأي تقدمه بفارق ضئيل على رومني، فسيكون الأوفر حظا للفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض. ولم يفز أي جمهوري بالانتخابات الرئاسية الأميركية من دون الفوز في أوهايو.

وسيزور أوباما أيضا ولاية أخرى لم تحسم أمرها هي فرجينيا اليوم الثلاثاء قبل أن يغادر جوا إلى شارلوت بولاية كارولينا الشمالية الأربعاء عشية خطابه أمام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.

وفي كلمته أمام مؤيديه في كولورادو الأحد، انتقد أوباما رومني بسبب عدم تقديمه أي أفكار جديدة حول مستقبل البلاد.

وقال الرئيس الأميركي أمام حشد ضم 13 ألف شخص في كولورادو: «إنه أمر يستحق النظر فيه» في إشارة إلى خطاب رومني في اختتام مؤتمر الجمهوريين في تامبا بولاية فلوريدا الخميس الماضي الذي استمر 3 أيام. وتابع أوباما: «رغم كل التحديات التي نواجهها في هذا القرن الجديد، فإن ما قدموه خلال تلك الأيام الثلاثة كان برنامج عمل يليق أكثر بالقرن الماضي». وقال: «إنه إعادة، لقد رأينا ذلك سابقا، قد تكونون شاهدتم ذلك على التلفزيون الأسود والأبيض».

ويقول الديمقراطيون إن رومني الذي استفاد من فرصة المؤتمر لمحاولة الحديث عن قصته الشخصية وإبراز الجانب الإنساني لديه من أجل كسب ود الأميركيين، قد يكون أعطى فرصة لأوباما لأنه لم يقدم سوى مواقف باهتة عن سياسته.

كما يركزون على أن أوباما يعتبر مرشح المستقبل مع شعار «إلى الإمام» ومع التركيز على وضع رومني الأكبر سنا، 65 عاما، مقارنة مع أوباما، 51 عاما، على أنه مرشح الماضي.

وقال أوباما الذي تظهر استطلاعات الرأي تعادله تقريبا مع رومني قبيل الانتخابات المرتقبة في 6 نوفمبر المقبل، إن رومني رفض الكشف عن «الوصفة السرية التي ستساعده على خلق الوظائف»، مضيفا: «لم يقدم أي فكرة جديدة». وتابع الرئيس الديمقراطي: «إنه كرر السياسات السابقة التي كنا نسمعها منذ عقود». وانتقد رومني أيضا لأنه «لم يكن لديه أي شيء ليقوله» في خطابه في فلوريدا حول الحرب الأفغانية لا سيما أن الرئيس المنتهية ولايته وعد بإنهائها «بحس من المسؤولية» بالطريقة نفسها التي قرر بها سحب القوات من العراق. وقال: «سنعيد قواتنا إلى البلاد من أفغانستان. ولقد حددت جدولا زمنيا، وسنسحبهم بحلول 2014. الحاكم رومني ليس لديه جدول زمني، أعتقد أنه مخطئ».

وكان رومني انتقد تحديد موعد لسحب القوات الأميركية من أفغانستان، معتبرا أن القيام بذلك قد يساعد أعداء الولايات المتحدة.. لكنه اعتبر أيضا أن «الموعد الصائب» للانسحاب هو بحلول نهاية 2014، الموعد الذي حدده حلف شمال الأطلسي.

واستغل فريق حملة رومني أيضا هفوة من حاكم ماريلاند مارتن أومايلي المؤيد لأوباما والذي قال في مقابلة مع تلفزيون «سي بي إس» ردا على سؤال حول ما إذا كان الأميركيون أفضل حالا الآن مما كانوا عليه قبل أربع سنوات: «لا، لكن ليس هذا محور هذه الانتخابات»، محملا الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش مسؤولية التراجع الاقتصادي. وسارع رومني إلى استغلال هذا التعليق لكي يهاجم أوباما في الملف الاقتصادي.

وقال حاكم ماساتشوستس السابق في بيان: «هذا الرئيس يمكنه أن يطلب منا التحلي بالصبر.. هذا الرئيس يمكن أن يقول لنا إن الخطأ مصدره شخص آخر.. هذا الرئيس يمكن أن يقول لنا إنه سيصوب الأمور في السنوات الأربع المقبلة».. وأضاف: «لكن هذا الرئيس لا يمكنه أن يقول لنا إن الأميركيين أفضل حالا اليوم مما كانوا عليه قبل أن يتسلم السلطة. لقد كانت أميركا صبورة». وتابع: «لقد ساند الأميركيون هذا الرئيس بحسن نية، لكن اليوم آن الأوان لطي الصفحة».

إلى ذلك، يبدأ الحزب الديمقراطي الأميركي مؤتمره العام اليوم بعد أسبوع على مؤتمر الجمهوريين، بهدف تنصيب أوباما مرشحا والاستعداد للانتخابات الرئاسية. وسيلتقي نحو 6 آلاف مندوب في شارلوت (كارولينا الشمالية) على مدى 3 أيام في هذا التجمع الكبير الهادف إلى تقديم مرشحهم كما فعل الجمهوريون ونصبوا ميت رومني مرشحا خلال مؤتمرهم في فلوريدا.

في مؤتمر الحزب الديمقراطي، سيكون على رأس الذين سيتحدثون: الرئيس أوباما، ونائب الرئيس جو بايدن، والرئيس الأسبق بيل كلينتون. واليوم، في أول يوم، سيتحدث جوليان كاسترو عمدة سان أنطونيو (ولاية تكساس)، ومن قادة الأميركيين اللاتينيين، وذلك في محاولة واضحة لكسب اللاتينيين لصالح أوباما، وهو يتمتع بتأييد أكثر من نصفهم، لكن، في الجانب الآخر، يعمل رومني على زيادة أرصدته وسطهم.

وستتحدث السيدة الأولى ميشيل أوباما لكسب تأييد النساء، لأن تأييد السود لأوباما يكاد يكون مائة في المائة، حسب آخر استفتاء.

وسيتحدث الرئيس الأسبق جيمي كارتر بالفيديو، بسبب وعكة ألزمته الفراش، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، هاري ريد، الذي سيقدم إشادة بالفيديو بالسيناتور الراحل تيد كيندي، الذي كان، في سنة 2008، عاملا مرجحا في ترشيح الحزب لأوباما، وليس لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية حاليا.

وحاكم ولاية رود آيلاند لينكولن تشافي، وهو جمهوري صار مستقلا. وعمدة شيكاغو رام إيمانويل، الذي كان مساعدا كبيرا لأوباما في انتخابات سنة 2008، ثم عمل لسنتين في البيت الأبيض رئيسا للموظفين. ومايا ستورو نغ، أخت أوباما من والدها الإندونيسي ووالدتهما الأميركية. وأخو ميشيل أوباما، كريغ روبنسون.

وغدا الأربعاء، ستتحدث مرشحة الحزب لمجلس الشيوخ من ولاية ماساتشوستس، إليزابيت وارين. ثم يعود الرئيس الأسبق كلينتون لترشيح أوباما لإعادة انتخابه رسميا. وستتحدث زعيمة الأقلية في مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وحكام ولايات: إلينوي، كونيتيكات، كولورادو. والنائب بارني فرانك، من قادة الحزب في مجلس النواب، الذي أعلن تقاعده. ووزير الزراعة توم فيلساك، ووزيرة التعليم أرني دنكان.

وبعد غد الخميس، آخر أيام المؤتمر، ستقدم عروض فنية يشترك فيها: جيمس تايلور، وفو فايترز، وماري بلايج، وفرقة الأرض والريح والنار، وكذلك ستتحدث كارولين كيندي بنت الرئيس الأسبق جون كيندي. وعمدة لوس أنجليس أنتونيو فيلارايجوسا، المنحدر من أصول لاتينية. والسيناتور جون كيري، والممثلة إيفا لونغوريا، وستكون الممثلة رمزا لتأييد هوليوود، عاصمة الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية، التي يعتقد أن أغلبية نجومها ومشاهيرها يؤيدون الحزب الديمقراطي منذ عقود مرت.