تصعيد في القامشلي بعد أنباء عن «أوامر» باعتقال أكراد لـ«زجهم في أتون الحرب»

مصدر كردي سوري: مسلحون من حزب الاتحاد الديمقراطي ومواطنون يواجهون قوات من الحرس الجمهوري

TT

كشف قيادي كردي سوري أن مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة السورية شهدت يوم أمس «توترات شديدة جراء قدوم عناصر تابعة لقوات النظام السوري من الحرس الجمهوري، إلى هناك بهدف اعتقال الشباب الكرد في المدينة، وسوقهم إلى جبهات القتال عنوة»، مؤكدا أن «مسلحين تابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي ومواطنين أكراد آخرين يقفون بمواجهة تلك القوات القادمة، ويمنعون وصولها إلى المدينة».

من جهة أخرى، شدد قيادي من حزب الاتحاد الديمقراطي أن «التقارير التي أوردتها المصادر الإعلامية حول تواجد قوات حزب العمال الكردستاني ومحاصرتها المدينة غير صحيحة»، مؤكدا أن «قوات الحزب المنضوية تحت إمرة الهيئة الكردية العليا هي التي تسير الوضع الأمني في المناطق الكردية بالتنسيق مع بقية الأحزاب الكردية السورية، ولا وجود مطلقا لأي قوات تابعة للعمال الكردستاني التي تناضل في ساحتها الرئيسية وهي تركيا؛ ولا علاقة لها بالوضع السوري».

ونقل القيادي في حزب اليسار الكردي المعارض لنظام دمشق شلال كدو لـ«الشرق الأوسط» أن مدينة القامشلي شهدت يوم أمس توترات شديدة جراء وصول قوات تابعة لنظام بشار الأسد، وهي قوات الحرس الجمهوري، بهدف سوق الشباب الكردي إلى جبهات القتال، وعلمنا من مصادرنا الخاصة بأن تلك القوات تلقت أوامر باعتقال الشباب الكردي بين 20 - 40 عاما لزجهم في أتون الحرب التي يشنها النظام السوري ضد المواطنين المدنيين في معظم المدن والمناطق السورية.

وتابع: «ونظرا لأن الشباب الكردي قرر رفض تلبية نداءات النظام الدموي بالسوق إلى الخدمة الإلزامية بالجيش، فقد تم يوم أمس إغلاق جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى مدينة القامشلي من قبل مسلحين تابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وكذلك من الشباب الذي تدفقوا إلى تلك المداخل والطرقات وأشعلوا الدواليب حتى بدت أجواء المدينة ملبدة بغيوم سوداء».

وبسؤاله عن تواجد حزب العمال الكردستاني هناك قال كدو: «لا وجود لأي قوات تابعة لحزب العمال الكردستاني في مناطقنا الكردية، بل إن المسلحين هم تابعون لحزب الاتحاد الديمقراطي المتعاطف مع حزب العمال الكردستاني، وهي قوات تقوم بمهام أمنية في الداخل لحفظ الأمن وتسيير الخدمات والدفاع عن المدن والمناطق الكردية في حال تعرضت لهجمات النظام».

من جهته أكد القيادي شيرزاد اليزيدي، عضو مجلس شعب غرب كردستان وهو الواجهة السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات التابعة لحزبنا تأتمر بأوامر الهيئة العليا الكردية التي تدير حاليا شؤون المناطق الكردية بسوريا، واتهامات السوريين بالسماح لحزب العمال الكردستاني بدخول المناطق الكردية والتحكم بها غير صحيحة، ومصدرها تركيا التي يبدو أنها متضايقة جدا من وحدة الصف الكردي، وخاصة بعد توقيع الأطراف الكردية في سوريا على اتفاقية هولير التي وحدت صفوفهم، وأصبحت وسيلة لتوحيد الجهد الكردي بمواجهة النظام الدموي في سوريا». وأشار اليزيدي إلى أن «تركيا هي التي تروج لهذه الأخبار والتي تحولت إلى اتهامات مبتذلة لكثرة تكرارها، وتهدف من ورائها النيل من الشعب الكردي في سوريا، وهي لم تأل جهدا حتى في مساعيها لإنشاء مناطق آمنة التي أرادت من خلالها أن تحتل أجزاء من أراضي سوريا وبالأخص المناطق الكردية، وهذه الجهود فشلت والحمد لله بسبب مواقف أوروبا الرافضة لتلك المقترحات التركية».

وأضاف أن «القوات التي تسيطر حاليا على أوضاع المناطق الكردية بسوريا حاليا، هي قوات تابعة لحزبنا ولا علاقة للعمال الكردستاني بها، لأن ساحة النضال الكردي للحزب في تركيا وليس في سوريا. وحزب الاتحاد الديمقراطي بادر منذ اللحظات الأولى لاندلاع الثورة السورية إلى حماية الشعب الكردي بمناطقنا في سوريا، عبر تشكيل لجان أمنية مشتركة مع بقية الأحزاب الكردية السورية، وسميت بقوات حماية الشعب التي تتولى حاليا إدارة الجانب الأمني وتسيير الخدمات، إلى جانب وقوفها حائط صد بمواجهة محاولات النظام لنقل حربه الدموية إلى المناطق الكردية».

وكشف القيادي الكردي أن «ما قيل عن انتقال ألف جندي سوري موال للنظام في دمشق إلى مطار القامشلي لا يمكننا التأكد منه، لأن المطار حاليا تحت سيطرة النظام. ورغم كونه مطارا مدنيا يستقبل الكثير من الرحلات الدولية، ولكن من الممكن أن يكون النظام يستخدمه حاليا لنقل القوات والتعزيزات العسكرية إلى المنطقة.. ولكني أؤكد أن قواتنا ومواطنينا على أهبة الاستعداد لمواجهتهم في حال أرادوا الاعتداء على مناطقنا ومدننا، رغم أننا حاولنا منذ البداية أن نحافظ على نهجنا السلمي في الاحتجاجات الشعبية، وعدم رغبتنا بتحويل مناطقنا إلى جبهات حرب مع النظام، خاصة أن معظم المدن والمناطق السورية تحولت اليوم إلى كتلة من اللهب تحرق الأخضر واليابس».