انتخب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، وهو ائتلاف يضم أحزابا سياسية يسارية، شكري بلعيد، أمينا عاما له، وذلك في ختام أعمال مؤتمره في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية.
وأعلن المؤتمرون عن تركيبة المكتب التنفيذي الجديد للحزب الذي يضم تسعة أعضاء بقيادة أمينه العام بلعيد، كما أعلنوا عن تركيبة المكتب السياسي الذي يتكون من 12 عضوا، وتم الإبقاء على أربعة مقاعد بالمكتب السياسي شاغرة على أمل التحاق أحزاب وشخصيات مستقلة أخرى بالتحالف السياسي الجديد.
وفي غضون ذلك، أصدر المؤتمر ورقة حول الشأن الديني، هي الأولى من نوعها التي يقع الإعلان عنها من قبل حزب سياسي.
وقال بلعيد لـ«الشرق الأوسط» إن الورقة المذكورة ليست موجهة ضد طرف سياسي بعينه ولكنها تسعى إلى التنبيه بضرورة عدم احتكار الدين، والسعي إلى توظيفه في الحياة السياسية وممارسة العنف باسمه قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأضاف أن الغاية الأساسية من وراء التأكيد على ضرورة ضم الورقة الدينية إلى مجموع 21 ورقة تمخض عنها المؤتمر إلى جانب خمس وثائق تأسيسية كبرى، هو بالأساس توضيح هذه المسألة، وتقديم قراءة حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد لها.
وقال بلعيد إن وجهة نظر الحزب الجديد يمكن تلخيصها في أن «الإسلام مكون جوهري للشخصية الوطنية التونسية،وجامع لكل التونسيين»، وبذلك لا يمكن لأي طرف أن يتحدث باسم الدين وأن يحتكره لصالحه.
يذكر أن المؤتمر انطلقت أعماله يوم الجمعة 31 أغسطس (آب) الماضي، وتواصل يوم الأحد الماضي بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية تحت شعار «تحقيقا لأهداف الثورة وانتصارا للشعب الكادح»، وتمكن من توحيد كل من حزب الوطنيين الديمقراطيين، وحزب العمل الوطني الديمقراطي، وحزب «الوطنيين الديمقراطيين المستقلين»، وكلها أحزاب يسارية.
وكان المؤتمر قد وجه دعوات لحضور أشغاله لكل الأحزاب السياسية التونسية واستثنت من ذلك أحزاب الائتلاف الثلاثي الحاكم، نظرا لاعتبارها أحزابا ملتفة على الثورة، وأيضا حزب «نداء تونس» الذي يقوده الباجي قائد السبسي، رئيس الحكومة التونسية السابق لكونه حزبا يمينيا ليبراليا بعيدا عن التوجه اليساري للتحالف السياسي الناشئ.
من ناحية أخرى، أعلنت السلطات التونسية أمس عن تعيين عبد العزيز التواتي، مديرا عاما للقناة التلفزيونية الأولى، وشرف الدين بن سالم، مديرا عاما للقناة التلفزيونية الثانية (حكوميتان). وقال إلياس الجراية المكلف الإعلام بمؤسسة التلفزيون التونسية لـ«الشرق الأوسط» إن تنصيبهما تم أمس في لقاء جمع العاملين في القناة وعددا من كوادر وأعوان مؤسسة التلفزيون، ولم تسجل التعيينات الجديدة أي اعتراضات ممكنة.
يذكر أن مشكلات كثيرة لاقتها الحكومة التونسية الحالية بعد تعيينها مسؤولين على رأس مؤسسات صحافية عمومية ومؤسسة التلفزيون بعضهم من خارج تلك المؤسسات وقد اختارت هذه المرة مديرين من أبناء التلفزيون.