أعلن مصدر في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن سيول وطوكيو اللتين تتنازعان السيادة على أرخبيل في بحر اليابان علقتا أمس برنامجا للتبادل العسكري. وألغى ضباط رفيعو المستوى من سلاحي البحرية والجو اليابانيين زيارات إلى كوريا الجنوبية كان يفترض أن تبدأ اليوم في إطار المبادلات العسكري الثنائية.
وقال ناطق باسم الوزارة لوكالة الصحافة الفرنسية إن كوريا الجنوبية ستفعل الأمر نفسه، مؤكدا أن هذه الإجراءات المؤقتة تعكس «التوتر في العلاقات بين البلدين».
وتؤكد كل من كوريا الجنوبية واليابان التي احتلت من 1910 إلى 1945 الأرخبيل الكوري، سيادتها على مجموعة جزر صغيرة في بحر اليابان تسيطر عليها سيول.
وتطلق سيول اسم دودكو على الجزر التي تسميها اليابان تاكيشيما.
ولم تتقبل اليابان زيارة الرئيس الكوري الجنوبي المحافظ لي ميونغ باك للجزر في العاشر من أغسطس (آب) ولا تصريحاته التي تطالب إمبراطور اليابان اكيهيتو باعتذارات رسمية عن الفظائع التي ارتكبتها القوات اليابانية خلال الاحتلال.
وكان اكيهيتو عبر في 1990 عن «أسفه العميق» لمعاناة الشعب الكوري خلال الاحتلال.
وألغت اليابان اجتماعا بين وزيري مالية البلدين في سبتمبر (أيلول) وهددت نظاما لتبادل العملات أنشئ في 2001 لمساعدة كوريا الجنوبية على تجنب أي مشاكل مثل تلك التي واجهتها خلال الأزمة المالية الآسيوية في التسعينات.
وللمرة الثالثة منذ 1954. رفضت كوريا الجنوبية عرضا من اليابان بإحالة الخلاف على محكمة العدل الدولية.
من جهة أخرى، توجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى إندونيسيا على أمل تشجيع الوحدة بين دول رابطة جنوب شرقي آسيا في إدارة النزاعات التي تتزايد توترا مع الصين.
وكانت زيارة كلينتون الأخيرة إلى المنطقة في يوليو (تموز) شهدت فشل رابطة دول جنوب شرقي آسيا في التوصل إلى توافق خلال محادثاتها في كمبوديا وسط انقسامات بين الدول العشر الأعضاء حول كيفية التعاطي مع تزايد نفوذ الصين.
وستلتقي كلينتون القادة الإندونيسيين بينهم الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو كما ستزور مقر آسيان كجزء من جهودها لتشجيع العلاقات مع هذه الكتلة الناشطة اقتصاديا والتي تعتبر عموما صديقة للولايات المتحدة.
وقالت مسؤولة أميركية على متن الطائرة التي أقلتها رافضة الكشف عن اسمها إن كلينتون تأمل «في الاطلاع على الوضع وأخذ نصيحة الإندونيسيين حول كيف يمكننا أن ندعم الجهود الدبلوماسية وهو ما نحتاجه جدا جميعا».
وأضافت المسؤولة «أهم شيء هو أن ننتهي بعملية دبلوماسية يتم من خلالها معالجة هذه الأمور عبر حوار دبلوماسي قوي بين آسيان متحدة والصين».
وكلينتون التي توقفت طائرتها في بريسبان بأستراليا للتزود بالوقود في طريقها من قمة جنوب المحيط الهادي في جزر كوك، ستتوجه إلى الصين لإجراء محادثات حول العلاقات الصعبة عموما بين أكبر اقتصادين في العالم.
فقد اتهمت الفلبين وفيتنام الصين بشن حملة ترهيب بسبب النزاعات على الجزر في بحر الصين الجنوبي الذي يشكل بوابة عبور لنصف سفن الشحن في العالم.
وكانت كلينتون أعلنت خلال زيارة إلى فيتنام عام 2010 أن حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي تعتبر من المصالح القومية الأميركية رغم أنها أكدت أن واشنطن لن تكون طرفا في النزاعات.
وكانت الولايات المتحدة أصدرت في الآونة الأخيرة تحذيرا قويا للصين بعدما أثارت بكين غضب رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) إثر إقامتها حامية نائية في بحر الصين الجنوبي. واتهمت الصين كلينتون بالسعي «لاحتواء» تصاعد نفوذها.
وقال المسؤول على متن طائرة كلينتون إن الولايات المتحدة ساندت إعلان المبادئ الأخير من وزراء خارجية آسيان الذين تعهدوا بتوحيد مواقفهم واستكمال الصين بشكل سريع مدونة سلوك تتعلق ببحر الصين الجنوبي.
وقد شجعت الولايات المتحدة بقوة العمل على مدونة السلوك معبرة عن اعتقادها بأنها حيوية لمنع تدهور الخلافات. لكن بكين فضلت التفاوض بشكل منفصل مع دول آسيان بدلا من التعامل مع الكتلة ككل.
وستزور كلينتون في وقت لاحق خلال الأسبوع بروناي ما يجعلها أول وزيرة خارجية أميركية تزور كل الدول الأعضاء في آسيان. وكان وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي زار إندونيسيا وبروناي في أغسطس محاولا التهدئة.