سيدا يطالب من مدريد بـ«تدخل عسكري سريع» لحماية المدنيين

ناشطون: 10 آلاف لاجئ سوري عالقون عند الحدود التركية

وزير خارجية اسبانيا اثناء مؤتمر صحافي مع عبد الباسط سيدا في مدريد أمس (أ.ف.ب)
TT

طالب المجلس الوطني السوري المعارض أمس بتدخل عسكري سريع لحماية المدنيين من قصف قوات النظام السوري، وذلك خلال زيارة رئيس المجلس عبد الباسط سيدا لمدريد. في الوقت الذي يشير فيه ناشطون من المعارضة السورية إلى أن نحو عشرة آلاف لاجئ ظلوا طوال أسبوع عالقين في الجانب السوري من الحدود المتاخمة لإقليم كيليس في جنوب شرقي تركيا.

وقال سيدا إثر لقائه وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو: «نحتاج إلى تدخل إنساني، ونطالب بتدخل عسكري من أجل (حماية) المدنيين السوريين»، وأوضح أن النزاع في سوريا خلف حتى الآن أكثر من ثلاثين ألف قتيل، وأجبر ثلاثة ملايين شخص على ترك منازلهم، إضافة إلى أكثر من 250 ألف لاجئ فروا من البلاد، ونحو مائة ألف معتقل، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «نطالب بتحرك سريع جدا للمجتمع الدولي».

واعتبر سيدا أن الاتحاد الأوروبي يمكنه خصوصا إقناع روسيا بـ«تغيير موقفها» داخل مجلس الأمن الدولي لجهة تأمين ممرات إنسانية للاجئين.

وردا على الانتقادات التي تطال المجلس الوطني، كونه لا يضم مختلف مكونات المعارضة السورية، ذكر سيدا بقرار المجلس توسيع إطاره التمثيلي ليضم ممثلين لمجموعات معارضة جديدة، وذلك في ختام اجتماع لقيادة المجلس في استوكهولم السبت. وقال: «نحن مستعدون لضم كل المكونات، نحن مستعدون لإطلاق حوار وطني ينفتح على كل القوى» الديمقراطية، مشيرا إلى أن «سوريا بلد متعدد الأعراق والديانات، وسيكون هناك مكان للجميع في المستقبل».

وفي سياق ذي صلة، قال ناشطون من المعارضة السورية أمس إن نحو عشرة آلاف لاجئ ظلوا طوال أسبوع عالقين في الجانب السوري من الحدود المتاخمة لإقليم كيليس في جنوب شرقي تركيا، وهو الطريق الوحيد الذي يصل من مدينة حلب في شمال سوريا إلى تركيا.

وقال شاهد عيان من وكالة رويترز إن طائرة سورية قصفت بلدة أعزاز على مسافة ثلاثة كيلومترات من الحدود في ساعة مبكرة صباح أمس، مما دفع بعض السكان الذين لم يلوذوا بالفرار بعد إلى حزم أمتعتهم.. وقال بعض السكان إن نصف قاطني البلدة، الذين يبلغ عددهم نحو 70 ألفا، قد فروا بالفعل.

وقال مسؤول من إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية لـ«رويترز»: «لم نتوقف عن استضافة السوريين؛ غير أننا نفعل ذلك بوتيرة أبطأ لأسباب أمنية.. هناك بعض الأشخاص يدخلون تركيا ثم يعودون ويأتون مجددا». وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «نسعى لتوزيع المساعدات على المتواجدين في الجانب الآخر من الحدود. لقد وصل عددهم يوم السبت إلى ما يتراوح بين سبعة آلاف وثمانية آلاف».

وتستضيف تركيا بالفعل ما يزيد على 80 ألف لاجئ سوري، فيما تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عددهم قد يصل إلى 200 ألف لاجئ. وتخشى أنقرة من تدفق أعداد غفيرة من اللاجئين على غرار نزوح نصف مليون عراقي كردي إلى تركيا في أعقاب حرب الخليج عام 1991. وقال ناشطون من المعارضة السورية إن العراقيل التي يواجهها اللاجئون عند الحدود التركية تثني السكان الذين يتعرضون لإطلاق النار من قوات الأسد في حلب وغيرها عن الفرار، مما يعرضهم لخطر جم. وشكت تركيا مرارا من أنها لا تتلقى مساعدات دولية كافية للاجئين، ودفعت باتجاه إقامة «منطقة آمنة» داخل سوريا خاضعة للحماية الأجنبية في مسعى لمساعدة المدنيين في الجانب الآخر من الحدود.

لكن الخطة لم تلق حماسا يذكر من القوى العالمية في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، ومن المقرر أن تدعم أنقرة هذه الفكرة مجددا في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري، غير أن معارضة روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (فيتو) تعني أن هناك فرصة ضئيلة للحصول على تفويض من مجلس الأمن لاتخاذ هذا الإجراء، والذي سيتطلب إقامة مناطق حظر جوي خاضعة لحراسة طائرات أجنبية لضمان تنفيذه.