روسيا تؤكد بقاء خبرائها العسكريين في طرطوس

قائد سلاح البحرية: سنضطر إلى إجلائهم في حال وقوع أي أحداث طارئة في سوريا

TT

كشفت مصادر الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية عن عدم وجود ما يدعو إلى سحب خبرائها العسكريين من قاعدتها البحرية الموجودة في ميناء طرطوس السوري، الذي قالت إنه يواصل العمل بشكل طبيعي.

ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن هذه المصادر ما قالته عن أن موسكو سبق أن فكرت في احتمالات سحب الخبراء العسكريين والمعدات الموجودة في هذه القاعدة التي تسميها رسميا «مركز التأمين المادي والتقني»، تحسبا لأخطار كان من الممكن أن تتهدده نتيجة تفاقم الأوضاع في سوريا. وأشارت إلى أنه «كان من المفترض، وفي حال تدهور الأوضاع في سوريا، اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل الأفراد والوثائق والمعدات الهامة إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي في البحر الأسود. أما بقية المواد فكان على فريق للقوات الخاصة إتلافها أو حرقها».

وكانت الخطة الموضوعة تقضي أيضا بإرسال سفن حربية لنقل الخبراء الروس، ومنها سفن الإنزال «ألكسندر أوتراكوفسكي» و«القديس جيورجيوس» و«كوندوبوغا»، التي كان من المفترض أن تتوجه إلى نوفوروسيسك لنقل الأفراد والمعدات. وأضافت أنه جرى إرسال طلب بمرور هذه السفن عبر مضيقي البوسفور والدردنيل يومي 11 و12 أغسطس (آب) الماضي، إلا أنه تقرر عدم الحاجة إلى ذلك على ضوء ما خلص إليه خبراء مركز الدراسات التابع للأركان العامة من استنتاجات تقول باستقرار الوضع العسكري السياسي في سوريا، وسيطرة القوات الحكومية على الأوضاع هناك.. ما يعني عدم وجود الأخطار التي تتهدد مركز التأمين المادي والتقني.

وكشفت المصادر الروسية عن القرار الذي صدر بعودة مجموعة سفن أسطول البحر الأسود الروسي المكونة من سفينتي الإنزال «نيكولاي فيلتشينكوف» و«تسيزار كونيكوف» وسفينة الحراسة «سميتليفي» إلى ميناء سيفاستوبول في أواخر يوليو (تموز) الماضي. أما السفن التابعة للأسطول الشمالي فقد عادت إلى قاعدتها البحرية في سيفيرومورسك.وكان الجنرال نيكولاي ماكاروف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سبق أن أشار في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «إنترفاكس» إلى أن الخبراء العسكريين الروس لن يغادروا سوريا. ونقلت الوكالة تساؤلات المسؤول العسكري الروسي: «لماذا تقلقكم سوريا؟ خططنا كلها سارية المفعول. ولم يهرب أحد من هناك. كما أن الخبراء يعملون بموجب الخطة الموضوعة، ومن السابق لأوانه الحديث عن الخروج من هناك».

من جانبه، أعلن الأدميرال فيكتور تشيركوف قائد سلاح البحرية الروسي في تصريحاته إلى إذاعة «صدى موسكو»، أن القوات البحرية الروسية - في حال وقوع أي أحداث طارئة في سوريا - ستضطر إلى إجلاء أفرادها من هناك، فيما أشار إلى أنه لا يصدر الأوامر لأنه ليس وزير الدفاع. لكن موسكو سوف تكون مضطرة إلى سحبهم من هناك في حال تطلب الأمر ذلك.

وفي موسكو استقبل ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية، المسؤول عن ملف البلدان العربية، فاتح جاموس، عضو مجلس قيادة «ائتلاف قوى التغيير السلمي» السوري المعارض، والوفد المرافق له. وفي أعقاب لقائه مع بوغدانوف كشف جاموس عن تبني فريقه للموقف الذي سبق أن أعلنت عنه موسكو الرسمية حول ضرورة بدء الحوار دون طرح أي شروط مسبقة. وقال إنه بحث مع بوغدانوف «سبل الخروج السلمي من الأزمة السورية»، فيما أشار إلى أنه «كان من المهم إيصال وجهة نظر تيار التغيير السلمي بشأن طرق الوصول إلى الحل، والاستماع إلى الموقف الروسي».

مؤكدا أهمية الدور الروسي، وقال إن «روسيا تعبر عن مصالح الشعب السوري أكثر من النظام السوري». وأضاف «أن موسكو، على النقيض من الغرب، تتخذ موقفا صحيحا جدا من وجهتي النظر الأخلاقية والقانونية».