نصر الله: الحرب على سوريا ليست للإصلاحات بل لإسقاط النظام

علوش يؤكد لـ «الشرق الأوسط» أن تجنب الفتنة يكون بإخراج لبنان من التبعية لـ«ولاية الفقيه»

TT

اعتبر الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أن «لبنان أمام مرحلة تحصل فيها تحولات كبرى على مستوى العالم والمنطقة»، مؤكدا في مقابلة تلفزيونية ليلة أول من أمس أن «المقاومة تملك بنك أهداف داخل إسرائيل بكل إحداثياتها، وهناك أهداف عسكرية وغير عسكرية ذات طابع اقتصادي أو صناعي أو كهربائي أو كيميائي أو نووي، وأي هدف على امتداد فلسطين المحتلة يمكن أن تطاله صواريخ المقاومة».

ولفت إلى أن «المقاومة لا تملك سلاحا كيميائيا، ولا تحتاج إليه، فهناك أهداف لو قصفت يمكن أن تحقق نفس النتيجة». معتبرا أنه في «مواجهة التهديدات والعدوان الإسرائيلي على لبنان كل خيارات المقاومة مفتوحة، وقد لا تكتفي بالدفاع فقط، وقد يأتي يوم ندخل فيه إلى الجليل». وإذ استبعد قيام إسرائيل بضرب إيران، أوضح أن «هناك قرارا إيرانيا برد كبير جدا، ولن تكون حدوده داخل الكيان الإسرائيلي، بل سيشمل القواعد الأميركية في المنطقة».

وتطرق نصر الله إلى الأزمة السورية، فاستبعد «تدخلا عسكريا في سوريا، لأن تداعياته مفتوحة ولا يمكن لأحد تحديد إلى أين يمكن أن تذهب الأمور». ورأى أن «الحرب على سوريا ليست لإجراء إصلاحات، بل لإسقاط النظام، ليس الرئيس الأسد كشخص، بل الموقع والخيار والمسار، هذا ما يراد إسقاطه وصولا إلى تحويل نظام الرئيس الأسد إلى نظام تفريط عربي». وقال في هذا السياق أن إحدى الدول العربية الكبرى «الراعية للحرب على سوريا»، كما بعض الجهات الأميركية، أرسلت إلى الرئيس الأسد إشارة في شأن انتهاء الأزمة، إذا غير موقفه من إسرائيل، وقطع علاقته بإيران و«حزب الله» و«حماس». واشار إلى أن «هناك عقلا تكفيريا يستهدف السنة والشيعة من قبل أجهزة مخابرات، ومن الخطأ الجسيم إعطاء ما يجري في سوريا بعدا طائفيا، وإنما هو صراع خيار سياسي». وحول الوضع السني الشيعي في لبنان قال نصر الله: «بذلنا جهدا كبيرا في اتجاه تجنب الفتنة، وعلينا أن نتجنب الخطاب المذهبي، ليبقى الاختلاف في السياسة».

وردا على رسائل نصر الله التي بعث بها في عدة اتجاهات، رأى عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش، أن ما قاله نصر الله هو «إصرار على تكرار الكلام الذي ردده على مدى سنوات». وقال علوش لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت إيران على هذه الدرجة من القوة وقادرة على أن تنتصر على إسرائيل والولايات المتحدة معا، لماذا لا تبادر هي إلى ضرب إسرائيل وإزالتها من الوجود إذا كانت تعتبر ذلك واجبا أخلاقيا وإنسانيا، وطالما أن النصر لها محتوم». وسأل: «إذا كان السيد نصر الله قادرا على احتلال الجليل لأن وجهته القدس، لماذا لا يبادر هو ويسترد الجليل بدلا من أن ينتظر إسرائيل لتهاجمه أو تهاجم لبنان؟». وأكد أن «المسألة لا تزال كما كانت دائما، وهي أن إيران تستخدم (حزب الله) ولبنان ورقة لإبعاد القتال عن أرضها واستباحة الدم اللبناني والشعب اللبناني كأداة لمشاريعها». وحول موقف نصر الله من الوضع السوري، قال علوش أن «تأييد نصر الله وحزب الله للنظام السوري سببه أن مشروع ولاية الفقيه يعتبر سوريا وبشار الأسد، جزءا لا يتجزأ من مشروعه، وأن أي نظام جديد في سوريا يمثل رغبات الشعب السوري لن يكون تابعا لهذا المشروع».