رئيس الصليب الأحمر التقى الأسد وبحث معه سبل توصيل المساعدات

100 ألف نازح في أغسطس.. وسوريا ترحب بعمل المنظمة إذا كان «محايدا»

الرئيس السوري خلال استقباله بيتر مورير رئيس الصليب الاحمر في دمشق أمس (أ.ب)
TT

بدأ رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية، بيتر مورير، زيارته إلى سوريا التي ستستمر يومين ويعمل خلالها على محاولة تسهيل وصول المساعدات إلى المدنيين وإغاثتهم، بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد، على أن تشمل لقاءاته وزراء الخارجية والداخلية والصحة والمصالحة الوطنية.

وفي حين أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رئيسها والرئيس السوري «ناقشا سبل توصيل المزيد من المساعدات، لا سيما الإمدادات الطبية والأغذية»، قالت رباب الرفاعي، المتحدثة باسم الصليب الأحمر في سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاجتماع بين الأسد ومورير كان إيجابيا، وتركزت المحادثات على المواضيع الإنسانية لا سيما حماية المدنيين خلال القتال وضرورة حصولهم على الرعاية الصحية والاحتياجات الأساسية، كما تم التأكيد على موضوع زيارة جميع الأشخاص المحتجزين». واعتبرت الرفاعي أن الوضع المتدهور في سوريا الذي يؤدي إلى تفاقم احتياجات المدنيين يتطلب من عناصر الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري تكثيف جهودهم لإنقاذ أرواح الأشخاص».

وأشارت الرفاعي إلى أن الحوار يتم مع كل من السلطات السورية والجهات المعارضة، كما أن تقديم المساعدات الذي يتم عبر الهلال الأحمر لم يتوقّف، وقد تمت حتى الآن مساعدة أكثر من 180 ألف شخص. ولفتت الرفاعي إلى أن فريق اللجنة يواجه صعوبات خلال قيامه بعمله في ظل استمرار القتال، مشددة على أهمية تحقيق هدف الصليب الأحمر الذي كان قد طرح مع الحكومة السورية في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وهو لقاء المحتجزين في جميع السجون السورية.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنه جرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون القائمة بين اللجنة والحكومة السورية ووضع الآليات المناسبة لتعزيز هذا التعاون. وأكد الرئيس الأسد ترحيب سوريا بالعمليات الإنسانية التي تقوم بها اللجنة على الأرض في سوريا ما دامت تعمل بشكل مستقل ومحايد.

من جهته، عبر مورير عن تقديره للتعاون الذي تبديه الحكومة السورية، مشيدا بجسور الثقة التي تم بناؤها بين الطرفين، بحسب «سانا». وقد حضر اللقاء نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، وحسام الدين آلا مدير إدارة المنظمات في وزارة الخارجية والمغتربين، والدكتور عبد الرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري.

ولفتت «سانا» إلى أن المقداد بحث مع مورير نشاطات اللجنة في سوريا وسبل تعزيز آليات التعاون القائمة مع الحكومة السورية وتذليل العقبات أمام العمليات الإنسانية التي ينفذها الصليب الأحمر الدولي في سوريا، وتم الاتفاق على وضع آليات محددة للتنسيق بين الجانبين بشكل يتيح تفعيل الأنشطة الإنسانية للجنة الدولية بما يلبي الاحتياجات الإنسانية للمواطنين السوريين بشكل فعال. وفي هذا الإطار، أكد المقداد التزام الحكومة السورية بتسهيل مهمة اللجنة الدولية وتوفير سبل اضطلاعها بأنشطتها بما يتوافق مع المبادئ الناظمة لعملها وأهمها مبادئ الحياد والاستقلالية وتوخي الأهداف الإنسانية لعملها.

ومن جانبه، أكد مورير التزام منظمته بتنفيذ أنشطتها بما يخدم مصالح المواطنين السوريين المتضررين من الأحداث الراهنة بحياد كامل بعيدا عن أي مؤثرات سياسية خارجية.

ووصف هشام حسن، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اللقاء الذي جمع مورير والأسد بأنه «كان إيجابيا»، وقد تركزت المحادثات بينهما على سبل توسيع نطاق العمليات الإنسانية في الدولة التي تعصف بها الحرب. وقال هشام حسن «خلال الاجتماع مع الرئيس الأسد هذا الصباح ناقش رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر قضايا متعلقة بحماية المدنيين خلال القتال، مثل أهمية الحصول على الرعاية الصحية والاحتياجات الأساسية، وأيضا القيام بزيارات للأشخاص المحتجزين في سوريا».

وأوضحت المتحدثة باسم اللجنة في دمشق، رباب الرفاعي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن اللجنة الدولية على تواصل دائم ومستمر مع مختلف أطراف المعارضة في الداخل والخارج، إلا أن رئيس اللجنة لا يعتزم الاجتماع مع أي طرف فيها «في هذه الزيارة على الأقل». وأكدت المتحدثة على أن «زيارة المحرومين من الحرية» لا تزال تشكل «أولوية» بالنسبة للجنة الدولية، مشيرة إلى أن مورير «قد يقوم بزيارة ميدانية» بالإضافة إلى لقائه المسؤولين السوريين.

من جهة أخرى، وفي حين أعلنت مفوضية اللاجئين أن 100 ألف سوري فروا من سوريا خلال الشهر الماضي، كشف مصدر إغاثي أردني أن «عائلات سورية لاجئة، تقطن في مخيم الزعتري بمدينة المفرق شمال شرقي البلاد، فرت من المخيم، فيما أعادت السلطات الأردنية 40 عائلة أخرى إلى بلادها بناء على رغبتها».

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«يونايتد برس إنترناشيونال»، أن «نحو 40 عائلة سورية عادت خلال اليومين الأخيرين إلى بلادها بناء على رغبتها الشخصية»، مشيرا إلى أن «عددا من العائلات السورية اللاجئة فرت من مخيم الزعتري».

وكان مصدر أمني رفيع المستوى كشف في وقت سابق أن «نحو 2000 لاجئ سوري أعيدوا إلى مركز نصيب الحدودي السوري بناء على رغبتهم الشخصية».