كاميرون يجري أول تعديل وزاري لتحسين أداء حكومته

أبقى على وزير المالية أوزبورن الذي لا يحظى بشعبية

وزير الصحة المعين حديثا جيريمي هانت يصل إلى داوننغ ستريت في لندن أمس (رويترز)
TT

أجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تعديلا وزاريا محدودا مبقيا على وزير المالية جورج أوزبورن، الذي لا يحظى بشعبية، في تعديل أمس، ويأمل من خلاله أن يحسن من أداء الحكومة التي يقودها حزب المحافظين في فترة يهيمن عليها الركود. ووصف مكتب كاميرون أول تعديل وزاري يقوم به بأنه خطوة ستحدث تحولا سياسيا لحكومة أصبحت تجد صعوبة متزايدة في تحسين الاقتصاد، لكن شخصيات لها ثقلها مثل وزير الخارجية ويليام هيغ ما زال كما هو وليس من المتوقع إحداث تغييرات كبيرة في السياسة.

وليس هناك مجال كبير متسع لرئيس الوزراء ليجري تعديلا وزاريا شاملا بسبب قيود يفرضها الائتلاف مع حزب الديمقراطيين الأحرار ذي الميول اليسارية، وخطورة تكوين عداءات داخل حزب المحافظين ذاته في وقت حرج.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الكثير من البريطانيين يرون ضرورة إقالة أوزبورن، لكن إقالة عدد كبير من الوزراء في الحقائب الأساسية ربما يفسر على أنه اعتراف بفشل السياسة، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد.

ويقول مسؤولون في الحكومة إن إقالة أوزبورن ستثير تساؤلات حول مدى عزيمة كاميرون التعامل مع عجز الميزانية الكبير في بريطانيا. ويتهم أوزبورن بأنه السبب الأول في انخفاض شعبية حزب المحافظين وشريكه في الائتلاف حزب الديمقراطيين الأحرار، لصالح ارتفاع شعبية حزب العمال المعارض.

وتمسك كاميرون الذي شهد تدني شعبية حزبه مع سوء الوضع الاقتصادي بالتقشف على أمل عودة النمو قبل الانتخابات المقبلة التي تجرى في 2015.

وجاءت أعلى ترقية لوزير الثقافة السابق جيريمي هانت الذي تولى ما سماه «مهمة هائلة» تكمن في الترويج لإصلاحات حكومية مثيرة للجدل في وزارة الصحة لدى المواطنين المتشككين والقطاع الطبي.

كما أن كاميرون جعل جاستين جرينينغ التي كانت وزيرة النقل وزيرة للتنمية الدولية ليعفيها من جدل حول ما إذا كان يتعين على الحكومة بناء مدرج ثالث في مطار هيثرو وهو ما يعارضه السكان بشدة في المنطقة.

وتجاهلت الأسواق المالية التي ترقب الأوضاع عن كثب تحسبا لأي مؤشر على إعادة التفكير في خطة التقشف البريطانية هذا التعديل الوزاري. وقال جون ريث، الخبير في بنك «ميريل لينش» الأميركي: «المسألة برمتها سياسية أكثر منها اقتصادية». وتخشى رئاسة الوزراء من أن يحول التعديل الوزاري الانتباه عن التوجه العام للسياسات الحكومية، ويتركز على الأشخاص بدلا من ذلك، لهذا تعتزم الإعلان عن مجموعة من الخطط لتأكيد استمرارها على الخط الذي اختارته، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن أوزبورن سيبدأ الإعلان عن هذه الخطط في مقابلة أجرها يوم الأحد معه «أندرو مار»، أحد أشهر مقدمي البرامج في التلفزيون البريطاني، وحينها سيعلن عن خطط جديدة لتحفيز النمو الاقتصادي الذي شهد تراجعا كبيرا خلال الفترة الماضية.

لكن الصحيفة استبعدت أن يكون التعديل واسع النطاق، خصوصا أن كاميرون على ما يبدو لن يكرر سياسة توني بلير، رئيس الوزراء الأسبق، في ما يتعلق بإجراء تعديلات وزارية متكررة بهدف تجديد دماء الحكومة، وهو ما ثبت فشله.

وقال كاميرون إنه يرغب في أن يمضي الوزراء فترة كافية في مناصبهم لكي يكتسبوا الخبرة الكافية ويحققوا النجاح المطلوب.

وشدد كاميرون، في مقال نشرته صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية، على الروح القتالية التي ستتسم بها قراراته خلال الفترة المقبلة بهدف إنهاء ما سماه ارتباكا يعطل تقدم البلاد.

كان كاميرون قد تعرض لانتقادات كثيرة من أقطاب في حزب المحافظين، الذي يتزعمه، بعد اتهامه بعدم الجرأة في اتخاذ القرارات الضرورية لدعم الاقتصاد، خصوصا في ما يتعلق بتوسيع مطار هيثرو لاستيعاب حركة السفر من وإلى بريطانيا.

وأشار كاميرون في مقاله إلى صدور قوانين جديدة قريبا تدعم إنشاء المصانع والشركات وتشجع أصحاب الأعمال على تعيين المزيد من الموظفين، مؤكدا أنه سيتخذ خطوات حاسمة للقضاء على الروتين الحكومي والمعوقات الأخرى التي تعرقل نمو بريطانيا الحديثة. ويأتي مقال كاميرون قبيل الإعلان عن تعديل وزاري في الحكومة البريطانية ينتظر أن يشمل عددا من الوزراء على مختلف المستويات.