الجيش الحر: غارات حربية على ريف إدلب بعد رفض السكان التظاهر تأييدا للأسد

طائرات النظام فجرت منازل تلمنس ومعرة النعمان

TT

كثف الطيران الحربي السوري التابع لنظام الرئيس بشار الأسد غاراته الحربية على ريف إدلب بعد رفض السكان الخروج في مظاهرات تأييدا للأسد، وذلك بعد انتهاء مهلة مدتها 48 ساعة منحها الجيش للسكان. وقالت مصادر من الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن رفض سكان قرى في ريف إدلب إعلان التأييد (للرئيس السوري بشار) الأسد أصاب القوات النظامية «بالجنون»، مشيرة إلى قيام طائرات النظام بتفجير منازل في تلمنس ومعرة النعمان من الجو، حتى وقت متأخر من يوم أمس، ما أدى لسقوط أعداد من القتلى والجرحى.

وأضافت المصادر أن طائرات الميغ وطوافات من نوع حديث - لم يعهده أهالي المنطقة من قبل - شنت غارات وحشية على عدد من قرى ريف إدلب وقامت بقصف عدد من المنازل، وأسقطت الكثير من القتلى والجرحى الذين لم يتم الانتهاء من إحصاء عددهم بعد.

وقال مصدر مطلع على الأحداث الميدانية هناك، يدعى «أبو الزبير» في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس عبر الإنترنت، إن طائرات الميغ قامت منذ عصر يوم أول من أمس، وطوال الليلة قبل الماضية وحتى وقت متأخر من مساء أمس بقصف قرى في محيط معر شوريب، وأوقعت عددا من القتلى والجرحى و«لا نعرف ما هي الحصيلة بعد»، مشيرا إلى أن معسكرا تابعا للجيش النظامي التابع للأسد، ويقع في منطقة وادي الضيف التي تبعد نحو كيلومتر واحد من «معر شوريب»، «يقوم بقصف كل إنسان يتحرك في تلك المنطقة بمدافع الهاون والفوزليكا ورشاشات الشيلكا».

وقال أبو الزبير وعناصر أخرى من الجيش الحر، تحدثت معهم «الشرق الأوسط» في إدلب وتلمنس في ريف إدلب، إن قصف الطيران الحربي يتصاعد بشكل جنوني وغير مسبوق، خاصة في المناطق الريفية والقروية التي تعتقد السلطات أنها تؤوي مناوئين لها، أو تؤوي عناصر من الجيش الحر.

وتقع بلدة تلمنس إلى الشرق من مدينة معرة النعمان بنحو 5 كيلومترات، ويبلغ عدد السكان نحو 19 ألف نسمة. كما تنتشر مئات القرى التي يقول شهود العيان إنها تتعرض منذ يوم أول من أمس لقصف مكثف تزامن معه صدور تعليمات من الجيش للسكان بالخروج في مظاهرات مؤيدة للرئيس بشار الأسد.

وأوضح أبو الزبير أن «الجيش السوري (النظامي) كان قد أعطى مهلة مدتها 48 ساعة يوم الجمعة الماضي لكي يخرج الأهالي بمسيرة مؤيدة لبشار الأسد لكن الأهالي رفضوا فقامت قوات الجيش باستهدافهم بالطيران الحربي والمروحي وإلى الآن (مساء أمس) يتم قصف الريف الشرقي»، مشيرا إلى أن «الجيش النظامي لم يعد يستهدف عناصر ومواقع الجيش الحر فقد، بل أصبح يستهدف المدنيين». وشهدت قرى ريف إدلب هجوما عنيفا من طائرات الميغ منذ أذان عصر يوم أول من أمس بقليل. وقال مسؤول في الجيش الحر في معرة النعمان: «جاءت طائرة مروحية حديثة وقامت بغارات على قرية معر شمارين ومعرة النعمان وكانت الحصيلة عدد من الشهداء الذين لم يتم الانتهاء من إحصائهم بعد، ما بين خمسة إلى سبعة، لأن القصف كان على عدة قرى أخرى مجاورة»، وأضاف أن «الثوار قاموا باستخدام ما لديهم من أسلحة لطرد الطائرات خاصة الطائرات المروحية، باستخدام رشاشات 14.5، لكن طائرات الميغ كانت مرتفعة جدا ولا يمكن أن يصيبها هذا النوع من المدافع».

وتابع شهود من بلدة تلمنس: «حلقت فوق القرية عدة مروحيات وأسقطت عليها متفجرات في هيئة براميل ولا نعرف كم عدد القتلى والجرحى. وقام الثوار بضربها برشاشات 14.5 لكنها لم تجدِ نفعا. نعيش حالة مأساوية. ومنذ قليل (مساء أمس) قامت طائرات بالتحليق فوقنا مرة أخرى».

وقال عنصر من الجيش الحر في اتصال عبر موقع «سكايب» على الإنترنت من قرية جرجناز: «قبل أذان العصر جاءت مروحية من طراز حديث لا أعلم ما اسمها، وبدأت المروحية بالتحليق فوق جرجناز، القريبة من معر شمارين، وأنزلت برميل متفجرات. وفي نحو الساعة الثامنة مساء أول من أمس (بتوقيت دمشق) بدأ تحليق الطيران الحربي الميغ فوق بلدات معرشمارين ومعرة النعمان لأول مرة منذ بداية الثورة». وتابع قائلا إن «معسكر وادي الضيف التابع لقوات الأسد يقوم بقصف القرى القريبة منه بمدافع الهاون ما أدى أمس إلى إصابة 7 أشخاص منهم شاب اسمه عبد الحميد الأمين وقد قطعت يده اليمنى من كتفه جراء القصف المدفعي العنيف».