اليمن: الطائرات من دون طيار تواصل حصد مشتبه في انتمائهم لـ«القاعدة»

بن عمر يعود إلى صنعاء لمتابعة التحضيرات لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل

TT

واصلت الطائرات الأميركية من دون طيار استهداف عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة في عدة ومدن وبلدات يمنية، في حين أكد جمال بن عمر المبعوث الدولي إلى اليمن أن زيارته المقبلة ستكرس للوقوف على طبيعة التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني.

وقالت مصادر محلية في محافظة حضرموت جنوب شرقي البلاد، إن 5 أشخاص، على الأقل، لقوا مصرعهم، أمس، في انفجار صاروخين أطلقا من طائرة من دون طيار واستهدفا منزلا في منطقة وادي العين بمحافظة حضرموت، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المنزل سوي بالأرض وإن محلا (معصرة) لزيت السمسم تضرر جراء القصف وإن أشلاء الأشخاص الذين كانوا داخل المنزل تناثرت وبات من الصعب التعرف على هوياتهم، في وقت أعربت فيه مصادر محلية عن اعتقادها، نقلا عن السكان، أنه ما زالت هناك جثث تحت أنقاض المنزل المستهدف. وفي تفاصيل حول الحادث، قال شاهد لـ«رويترز» إن الطائرة أطلقت عدة صواريخ على منزل كان يعتقد أن المقاتلين يختبئون به في منطقة وادي العين بمحافظة حضرموت، وأضاف أن ثمانية أشخاص تمكنوا من الهرب.

وسيطر إسلاميون متشددون على عدة بلدات في الجنوب خلال الانتفاضة التي أجبرت الرئيس علي عبد الله صالح على التنحي في فبراير (شباط) الماضي.

وكثفت الطائرات الأميركية من دون طيار، في الآونة الأخيرة، من طلعاتها واستهدافها أشخاصا مفترضين من «القاعدة»، خاصة في محافظة حضرموت ذات المساحة الواسعة، وقتل أكثر من 30 شخصا الأسابيع الماضية في مثل هذه الغارات في حضرموت ومأرب وشبوة والبيضاء.

وما زالت القوى السياسية في الساحة اليمنية تندد بالغارة الجوية التي شنت يوم الجمعة الماضي على سيارة في مدينة رداع والتي راح ضحيتها 13 شخصا، جلهم من المدنيين، في حين كانت الغارة تستهدف عبد الرؤوف الذهب، القيادي في «القاعدة»، غير أنها أخطأت هدفها، ربما لخطأ في المعلومات الاستخباراتية. وقال مصدر قبلي لـ«رويترز» إن مسؤولين حكوميين التقوا بشيوخ قبائل بمدينة رداع بوسط اليمن التي شهدت الهجوم واتفقوا على دفع تعويضات لأسر الضحايا. وذكر زعيم قبلي أن مهاجمين يشتبه في أنهم متشددون من «القاعدة» فتحوا النار على سيارته في محافظة أبين بجنوب اليمن أمس. وقال محمد سكين الذي يتزعم مجلسا قبليا أنشئ في وقت سابق هذا العام للتصدي للتشدد في أبين، إن مركبته تعرضت للهجوم في أعقاب اجتماع مع شيوخ القبائل بشأن كيفية السيطرة على التشدد. وحتى اللحظة، لم تعترف السلطات اليمنية صراحة بأن الطائرات الأميركية هي التي تنفذ هذه الغارات التي قتلت أواخر عام 2010 أكثر من 50 شخصا في منطقة المعجلة بمحافظة أبين عن طريق الخطأ؛ أغلبهم من النساء والأطفال.

على صعيد آخر، عبر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوث المنظمة الدولية جمال بن عمر، عن ارتياح الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لسير تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في اليمن، وأكد بن عمر، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن إنجاح مؤتمر الحوار الوطني في اليمن يمثل إحدى أبرز الأولويات الدولية خلال المرحلة المقبلة، وقال بن عمر إن زيارته المرتقبة (اليوم) إلى اليمن «ستكرس للوقوف على طبيعة التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني»، وإن «انعقاد هذا المؤتمر يحظي باهتمام كبير من قبل المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق المبادرة الخليجية»، إضافة إلى أنه يهدف إلى «تقييم مستوى هذا التقيد بالتنفيذ لتضمينه تقريرا سيعرض على مجلس الأمن الدولي في جلسته المقبلة الخاصة باليمن»، ودعا المبعوث الأممي «كل الأطراف اليمنية إلى الاستمرار في دعم مساعي الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني».