المؤتمر الديمقراطي يبدأ بشعار «بناء اقتصاد واحد».. وكاسترو يثير حماسة المندوبين

ميشيل أوباما: أعطوا زوجي فرصة أخرى للتغيير.. ورومني سيعيدكم للوراء

السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما تتحدث في مؤتمر الحزب الديمقراطي مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

افتتحت عضو الكونغرس ديبي واسرمان شولتز أعمال مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي للترشح للرئاسة، متعهدة بأن الأيام المقبلة ستظهر سبب احتياج البلاد لأن يظل الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض. وقالت واسرمان شولتز، رئيسة اللجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي: «هذا المؤتمر يهدف إلى لم شمل الأميركيين لبناء اقتصاد واحد، ليس من القاع إلى القمة؛ ولكن من الوسط».

من دون الإشارة إلى اسمه، انتقدت ميشيل أوباما السيدة الأميركية الأولى، ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية ومنافس زوجها، وقالت إنه، إذا فاز، سيعيد أميركا إلى الوراء، وسيخفض المساعدات التي تقدمها الحكومة إلى النساء، والأطفال، والعائلات، والنشاطات الاجتماعية.

وكانت ميشيل نجم الليلة الأولى لمؤتمر الحزب الديمقراطي في شارلوت (ولاية نورث كارولينا). وركزت الليلة على النساء.. وبالإضافة إلى ميشيل، تحدثت النساء الديمقراطيات أعضاء الكونغرس، ونساء نقابيات، ووزيرات في إدارة الرئيس أوباما.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن خطاب ميشيل، بسبب عدم توليها مسؤولية رسمية في إدارة أوباما، كان القصد منه التركيز على شخصية أوباما التي، حسب استفتاءات شعبية، تظل أكثر قبولا وسط الأميركيين من شخصية رومني التي ترتبط برجل أعمال ناجح لكنه جاد وجاف.. وأيضا، كان القصد منه الرد على خطاب زوجة رومني التي تحدثت في مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا (ولاية فلوريدا) الأسبوع الماضي.

وأعادت المصادر الأميركية إلى الأذهان أنه عام 2008 عندما ترشح أوباما لرئاسة الجمهورية أول مرة، تعرضت ميشيل لشكوك كثير من الناخبين بسبب انتقاداتها للبيض في رسالة أكاديمية كتبتها في الجامعة، وبسبب صورتها بصفتها امرأة سوداء غاضبة. لكن، مع ذلك انتخب زوجها. والآن، وبعد أربع سنوات، تنعكس الأدوار لأن الاستفتاءات أوضحت أن شعبية السيدة الأولى تتفوق على شعبية زوجها.

وقبيل خطابها أمام المؤتمر، شاهد الحاضرون فيديو عن سيرتها الذاتية، بداية بصور قديمة باللونين الأبيض والأسود، إلى صور ملونة من البيت الأبيض، وفيها القفز على الحبل، والرقص مع الأطفال، والاشتراك في سباق أكياس البطاطس. وقالت واحدة من الحاضرات: «ذكرنا الفيديو أن ميشيل هي أكثر سيدات أميركا الأوليات مرحا ومتعة».

وحسب خطة مسبقة لكسب النساء البيضاوات، أشادت ميشيل بجدة أوباما البيضاء، مادلين دانهام (التي ربت أوباما في هاواي). وربطت ميشيل الجدة بموضوع ارتياد النساء الأميركيات مجالات عمل جديدة، وبأنهن ملهمات لأزواجهن وأولادهن وأحفادهن.

غير أن مواقع في الإنترنت مؤيدة للحزب الجمهوري والمحافظين انتقدت خطاب ميشيل، وقالت إنها يجب أن لا تتدخل في السياسة. وقالت صفحة إن «سيدة أميركا الأولى يجب أن تكون أرقي وأرفع».

وكانت هناك انتقادات شخصية لا تخلو من عنصرية خفية؛ مثل صفحة فيها: «لا تشبه ميشيل سيدات أميركا الأوليات.. تشبه خادمات سيدات أميركا الأوليات»، وانتقدت صفحات عادة كشفها ذراعيها وارتداء فساتين غير مثيرة.

غير أن خطاب ميشيل ركز على قضايا مهمة؛ مثل المشكلة الاقتصادية، وقدمت ميشيل انتقادها في صورة تجربة شخصية لها ولزوجها، وأشارت إلى بدايات مالية متواضعة لهما. وقالت: «كانت فواتير القروض الطلابية أعلى من فواتير القروض العقارية لشراء أول شقة لنا»، وقالت: «كنا شبابا، وكنا غارقين في الحب، وكنا غارقين في الدين».

ووصفت قصة زوجها بأنها «تجسيد للحلم الأميركي». وبطريقة غير مباشرة، أبرزت تناقضا صارخا لوصف آن زوجة المرشح الجمهوري ميت رومني أسرتها بأنها أيضا كانت فقيرة.. وذلك عندما جسدت آن رومني قصة والد زوجها، لكنها أهملت قصة زوجها الذي ارتفع من الثروة إلى ثروة أكبر.

وأيضا بطريقة غير مباشرة، أشارت ميشيل إلى شعار «نحن بنيناها» الذي أطلقه الحزب الجمهوري إشارة إلى انتقادات لأوباما بأنه ضد رجال الأعمال والمستثمرين. وكان الشعار انطلق بعد أن قال أوباما، خلال اجتماع نقابي في بداية السنة، إن رجال الأعمال لم يحققوا إنجازاتهم من دون مساعدات حكومية، مباشرة، في صورة قروض، وغير مباشرة، في صورة بناء بنى تحتية، وتركيز على التعليم والعلاج. في ذلك الوقت، قال أوباما: «لم يبنوها وحدهم».

وفي خطابها، قالت ميشيل إن أي شخص ناجح، بمن في ذلك زوجها ونفسها، وجد مساعدة الآخرين. وقالت: «ساعد المدرسون والبوابون ومنظفو الحمامات على نجاحنا». وقالت إن الذي حقق «الحلم الأميركي»، مثلها ومثل زوجها، لا بد أنه تلقى مساعدات من الذين حققوا الحلم قبله.

إلى ذلك، أثار رئيس بلدية سان أنطونيو (تكساس) الشاب جوليان كاسترو، نجم الحزب الديمقراطي الصاعد، حماس المؤتمر العام، باتهامه الجمهوري ميت رومني بأنه «لا يفهم» معاناة الناس. وقال كاسترو أمام آلاف المندوبين الديمقراطيين في مؤتمرهم وأمام ملايين المشاهدين الأميركيين على التلفزيون إن «ميت رومني، بكل بساطة، لا يفهم».

وأضاف كاسترو، 37 عاما، المنحدر من أصول مكسيكية: «أعتقد أنه رجل ودود، لكنه لا يدرك كم كانت الأمور سهلة بالنسبة له»، في إشارة إلى طفولة المرشح الجمهوري الذي نشأ لدى عائلة ميسورة وكان والده حاكم ولاية.

وجوليان كاسترو هو أول أميركي منحدر من أميركا اللاتينية يمنح فرصة إلقاء إحدى الخطب الرئيسية لمؤتمر الديمقراطيين، التي يطلق عليها اسم «الكلمة الأساسية» وتخصص تقليديا للجيل الصاعد.

وهاجم جوليان كاسترو في خطابه مقترحات رومني الاقتصادية، معتبرا أنها «لن تكتفي بضرب الطبقة الوسطى؛ بل ستقضي عليها». وأضاف أن «نظرياتهم جربت وفشلت، والطبقة الوسطى هي التي دفعت الثمن.. دفعت عائلاتكم الثمن.. الأمر بسيط، فميت رومني لا يفهم»، بينما علا هتاف: «أربع سنوات أخرى». وتابع كاسترو: «في نهاية المطاف، الحلم الأميركي ليس سباقا؛ وإنما يأتي على مراحل».