تركيا تعتبر نظام الأسد «دولة إرهابية» والصين تدعم «انتقالا سياسيا» في دمشق

المجلس الوطني يسعى لحث واشنطن على اتباع خطوات خارج مجلس الأمن

TT

في موقف تصعيدي لافت يصب في سلسلة المواقف التركية المناهضة للنظام السوري، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه أصبح «دولة إرهابية» بسبب ما قال إنها «مجازر جماعية» يرتكبها في حق شعبه.. وذلك بالتزامن مع إعلان الصين بالأمس أنها تدعم «انتقالا سياسيا» في سوريا، وأنها «ليست منحازة لأي فرد أو طرف».

وقال أردوغان في اجتماع عام لحزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه إن «المذابح في سوريا التي تكتسب قوة من اللامبالاة التي يظهرها المجتمع الدولي ما زالت في ازدياد»، مشيرا إلى أن «النظام السوري أصبح دولة إرهابية».. ومؤكدا أن «تركيا لا يمكنها أن تسمح لنفسها بعدم الاكتراث بالنزاع الذي يمزق جارتها».

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن أردوغان قوله «إن أحزاب المعارضة التركية التي ناصرت النظام السوري ستخجل في القريب العاجل من زيارة دمشق»، فيما سيذهب وأعضاء حزبه إليها ليلتقوا بإخوتهم ويتلوا «الفاتحة فوق قبر صلاح الدين الأيوبي»، ثم يصلون في باحات جامع بني أمية الكبير، ويزورون قبر الصحابي بلال بن رباح والإمام ابن عربي، والكلية السليمانية ومحطة الحجاز. وتابع أردوغان: «سنشكر الله جنبا إلى جنب مع إخوتنا السوريين».

إلى ذلك، ندد أردوغان بالأعمال التي وصفها بـ«الإرهابية» التي تقوم بها منظمة حزب العمال الكردستاني، مؤكدا أن لا أحد فوق القانون. وأضاف أردوغان أن هذه المنظمة التي «تتخذ من الأطفال والنسوة دروعا بشرية، وتندس داخل الجموع لتفجر وتقتل المدنيين العزَّل ثم تلوذ بالفرار، لا تمتلك حتى الكرامة التي يمتلكها الأعداء». وشدد أردوغان على أن «لا أحد فوق سقف القانون، وكل من يتعاون مع الإرهاب والإرهابيين سيحال إلى القضاء».

وبالتزامن، أعلنت الصين بالأمس أنها تدعم «انتقالا سياسيا» في سوريا وأنها «ليست منحازة لأي فرد أو طرف». ودعا وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي كل أطراف النزاع في سوريا إلى وقف القتال، وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي أعربت خلال لقائها أبرز القيادات الصينية في بكين عن خيبة أملها من استخدام الصين وروسيا حق النقض لمنع صدور قرارات عن مجلس الأمن الدولي تدين النظام السوري، قال: «أنا أشدد على أن الصين ليست منحازة لأي فرد أو طرف»، وأضاف أنه يدعو كل الدول إلى ممارسة «نفوذ إيجابي» لإقناع الأطراف في سوريا باعتماد موقف واقعي وهادئ وبناء لكي يمكن البدء مبكرا بحوار سياسي وعملية انتقالية».

وحذر يانغ من استخدام قوة خارجية لوقف النزاع الذي يقول ناشطون إنه أدى إلى مقتل أكثر من 26 ألف شخص. وأضاف: «أعتقد أن التاريخ سيحكم بأن موقف الصين في المسألة السورية هو التشجيع على معالجة وحل المسألة السورية بشكل مناسب».

من جهتها، حثت كلينتون على بذل المزيد من الجهود حول سوريا، وقالت: «كلما طال أمد النزاع، زادت المخاطر من توسعه خارج الحدود وزعزعة استقرار دول مجاورة». وأكدت أن «أفضل مسار للتحرك يبقى الاتحاد في مجلس الأمن لإقرار عواقب واقعية، إذا ما واصل الرئيس بشار الأسد عنفه الوحشي ضد شعبه وتهديده أمن المنطقة».

في هذا الوقت، كشف مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة عن «اجتماعات يعقدها أعضاء في المجلس الوطني السوري مع قيادات في الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية لخلق رأي عام أميركي يدعو لضرورة التحرك بشكل سريع لحسم الأمور لصالح الثورة في سوريا»، لافتا إلى أن «كل المحاولات تصب حاليا في خانة تغيير موقف واشنطن من خلال التأثير على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ليتم التحرك من خارج مجلس الأمن وفرض منطقة حظر جوي وإقامة مناطق آمنة».

وقال زيادة لـ«الشرق الأوسط»: «كلنا يعلم أن الموقف الصيني أخف وطأة في دعم النظام السوري من الموقف الروسي، لذلك يتم بذل جهود عربية وأميركية لحث الصين على تغيير موقفها، لكننا نعتبر أن تركيز الجهود مجددا على روسيا والصين لتغيير موقفهما لن تفلح»، داعيا لعدم إضاعة المزيد من الوقت والجهود على هذه المحاولات بينما تسيل على الأراضي السورية دماء عشرات آلاف السوريين. ورأى زيادة أنه وبعد أن أثبت العمل العسكري في سوريا جدواه، بات يتوجب مواكبته بخطوات دولية سريعة وفعالة تبدأ بإقامة المنطقة العازلة وفرض الحظر الجوي من خارج مجلس الأمن، وقال: «المطلوب قرار أميركي تاريخي في هذا الإطار، بعدما أثبتت الأزمة السورية أنها قد تتفشى في دول الجوار، وأنها تزيد من التطرف في المنطقة»، لافتا إلى أنه وبغياب قرار مماثل سيتضاعف عدد الضحايا وقد تدخل سوريا في دوامة من الفوضى لن تنتهي قريبا.

وعلق زيادة على وصف أردوغان للنظام بأنه بات دولة إرهابية، فقال: «نسمع يوميا مواقف هجومية تصف الأسد ونظامه بأبشع النعوت، لكن ما نطلبه خطوات فاعلة على الأرض.. لا شك أن تركيا تأخذ مواقف متقدمة وتدفع باتجاه إنشاء مناطق آمنة، على أمل أن تلاقي أميركا هذه الدعوات بأسرع وقت ممكن».