حلب «تحترق».. وتضارب حول انفجارات غامضة في دمشق

العقيد الحمود لـ«الشرق الأوسط»: أسقطنا «الميغ» برشاش.. وعملياتنا لن تطال المطارات المدنية

TT

أفاد ناشطون سوريون بأن مدينة حلب شهدت أمس ومنذ ساعات الصباح الأولى أعنف حملة عسكرية يشنها النظام السوري عليها منذ 6 أشهر، واختصر أحدهم الوضع هناك قائلا: «حلب تحترق»، فيما قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام أعدمت ميدانيا في حي الأكرمية في حلب 45 معتقلا عن طريق رميهم بالرشاشات الثقيلة بعد تعذيبهم.. بينما أعلن الجيش السوري الحر إسقاطه طائرة «ميغ» تابعة للنظام خلال اشتباكات بين الطرفين بالقرب من مطار أبو الظهور العسكري في حلب.

وكشف نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، عن أن «تجمع كتائب شهداء سوريا أسقطوا طائرة حربية من نوع (ميغ 21) قرب مطار أبو الظهور العسكري» أول من أمس. وأوضح الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن «المعلومات التي أبلغت بها قيادة الجيش الحر هي إسقاط طائرة واحدة وليس طائرتين».. ووصلت خسائر سلاح الجو السوري حتى الآن إلى 14 طائرة «ميغ»، و12 مروحية، على يد قوات المعارضة السورية.

وردا على سؤال عما إذا كانت الصواريخ التي غنمها الجيش الحر من القوات النظامية، أو تلك التي تأتيه من الخارج بدأت تفعل فعلها، أكد أن «الصواريخ التي حصلنا عليها هي مجرد غنائم لا تغطي كل الأراضي السورية، وبالنسبة لكتائب شهداء سوريا (التي أسقطت الطائرة) فلديها قوة نارية كبيرة من الرشاشات وعربات الـ(شيلكا)، وهي استفادت من ضباط منشقين من أصحاب الاختصاص في مجال الدفاع الجوي»، مشددا على أن «الجيش الحر لم يتسلم حتى الآن صواريخ من الخارج، أما الصواريخ التي غنمها فهي لا تغطي كل سوريا، وربما تكون موجودة في مناطق لا يحلق فوقها الطيران الحربي».

وأكد نائب رئيس أركان الجيش الحر أن «مقاتلي الجيش الحر سيطروا على مطار عسكري في منطقة دير الزور، وهذا المطار يعد صغيرا مقارنة بالمطارات الأخرى، والسيطرة عليه هنا ليست بمعنى احتلاله؛ لأن طيران النظام قادر على قصفه وتدميره، إنما جرى تنظيفه من عناصر النظام والحصول على ما فيه من أسلحة وعتاد عسكري وذخائر».

وردا على سؤال عن تهديد الجيش الحر للمطارات المدنية، وما إذا كان هذا التهديد لا يزال قائما، أجاب الحمود: «عندما أصدرنا (الجيش الحر) هذا البيان لم نكن نقصد استهداف المطارات المدنية، وإنما مطار حلب فقط، لأن النظام نقل قسما من الطائرات الحربية من مطار منغ العسكري القريب جدا من حلب، وحول جزءا من مطار حلب المدني إلى قاعدة عسكرية جوية.. ولذلك اعتبرنا هذا المطار أشبه بالمطار العسكري».

وأوضح أن «التهديد لم يكن لاستهداف الطيران المدني، وإنما لتحذير شركات الطيران المدني العربية والدولية من دخول المجال الجوي القريب من مطار حلب كي لا تصاب الطائرات المدنية بأي أذى».

ويأتي ذلك بالتزامن مع أعنف حملة عسكرية من نوعها على حلب، وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة محمد الحلبي هناك «قصف مدو تشهده المدينة منذ ساعات صباح يوم أمس بالدبابات والطائرات الحربية، ما أدى لسقوط ما يزيد على 175 قتيلا في حلب وحدها». وأوضح الحلبي أن «20 قتيلا سقطوا في حي بستان الباشا الذي دكه النظام بالطيران الحربي المقاتل والبراميل النفطية المتفجرة»، لافتا إلى أنه «بحي الأكرمية تم جمع 45 شخصا أعدموا ميدانيا على مرأى من سكان البلدة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في حي صلاح الدين تم العثور على 7 جثث مشوهة لم نتمكن من التعرف على أصحابها، فيما استمر القصف العنيف على أحياء العرقوب، بستان الباشا، صلاح الدين، الإذاعة، المرجة، مساكن هنانو، وغيرها». وأشار الحلبي إلى أن «الجيش الحر حاول، ولا يزال يحاول، التخفيف من وطأة الحملة العسكرية على حلب، وهو لذلك استهدف ثكنة هنانو العسكرية كما الحاجز العسكري في الشيخ سعيد».

وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن مبنى من 5 طوابق في حي النيرب انهار بفعل القصف من المروحيات على ساكنيه، وأن البحث ما زال مستمرا عن ناجين تحت الركام.

وقال الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها عبد الله الحلبي إن جميع أحياء المدينة تعرضت لقصف عنيف من قبل قوات النظام بشتى أنواع الأسلحة، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال الناشط بسام الحلبي لوكالة الأنباء الألمانية: «حلب تحترق»، مضيفا أن القصف الحكومي للمناطق التي يسيطر عليها الثوار يجري منذ الساعات الأولى من اليوم.

وفي العاصمة دمشق، تواترت أنباء متضاربة عن أكثر من انفجار حدث بها أمس، إذ قال ناشطون إن انفجارات عنيفة دوت في منطقة القزاز، وأضافوا أن شخصين قتلا وأصيب آخرون في قصف لقوات النظام على أحياء ببيلا والتضامن ويلدا في دمشق.

وفي الوقت الذي قالت فيه شبكة «شام» الإخبارية إن انفجارا وقع في حي الحريقة بالعاصمة السورية دمشق جراء سيارة مفخخة، نفت «الإخبارية السورية» الموضوع متحدثة عن «احتراق سيارة بفعل ماس كهربائي في المنطقة».

وفي ساعات ما بعد الظهر، أفيد بوقوع انفجار ضخم في منطقة البرامكة على الطريق الرئيسي، أعقبه انتشار أمني كثيف وتناثر لزجاج السيارات وتوافد سيارات الإطفاء إلى المنطقة.

وتواصل القصف على ببيلا بريف دمشق، حسبما ذكر ناشطون، وتحدثوا أيضا عن إلقاء منشورات تدعو الأهالي لمغادرتها فورا. إلى ذلك، أفيد بأن قوات النظام أعدمت ميدانيا تسعة أشخاص في حي جوبر بدمشق.

وفي البوكمال على الحدود مع العراق، أفاد ناشطون بمقتل أربعة من أفراد الجيش الحر في اشتباكات مع قوات النظام.

في هذا الوقت، أفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن القوات التركية أجرت تدريبات عسكرية في إقليم شانلورفا جنوب شرقي تركيا على الحدود مع سوريا، بمشاركة آليات عسكرية، أغلبها من الدبابات.

وتعد هذه التدريبات التي نفذت في سروج الأكثر شمولية في الفترة الأخيرة. وكانت حشود عسكرية كبيرة قد توجهت أول من أمس إلى الحدود التركية - السورية عند نقطة «مرشد بينار»، التابعة لمركز «سروتش» بمحافظة شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا، استكمالا للتحركات العسكرية التي لوحظت زيادتها في الآونة الأخيرة في الوحدات التابعة للكتيبة الحدودية الثانية الموجودة في قرية «مرشد بينار».

تصويبات

* ورد خطأ في الخبر أعلاه إذ جاء في الفقرة السابعة «..وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة محمد الحلبي هناك (قصف مدو تشهده المدينة منذ ساعات صباح يوم أمس بالدبابات والطائرات الحربية، مما أدى لسقوط ما يزيد على 175 قتيلا في حلب وحدها)». والصحيح هو «...مما أدى لسقوط ما يزيد على 120 قتيلا في حلب وحدها»، من بين أكثر من 175 قتيلا في مختلف الأنحاء؛ وقت إعداد التقرير. لذا لزم التنويه.