وزير الداخلية الليبي لـ «الشرق الأوسط»: قادرون على تأمين محاكمة السنوسي

فوزي عبد العال يكشف النقاب عن بث وشيك لاعترافات المتهمين في تفجيرات طرابلس وبنغازي

فوزي عبد العال
TT

قال فوزي عبد العال، وزير الداخلية الليبي، إن لدى أجهزة الأمنية الليبية القدرة الكافية على تأمين محاكمة عبد الله السنوسي، صهر العقيد الراحل معمر القذافي الرئيس السابق لجهاز المخابرات الليبية، الذي تسلمته طرابلس رسميا أول من أمس من موريتانيا.

ووصف عبد العال، في حوار خاص أجرته معه «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من طرابلس، السنوسي بأنه «إنسان مجرم»، معتبرا أن وجوده في ليبيا هو انتصار لليبيين وللعرب والعالم. وأعلن أن إجراءات محاكمة السنوسي ستبدأ على الفور بعد انتهاء خضوعه للتحقيق أمام النيابة العامة، مشيرا إلى أنه سيحال إلى محكمة الجنايات بطرابلس.

وقال وزير الداخلية إن الوضع الأمني في ليبيا جيد وتحت السيطرة، مشيرا إلى أنه لا يقبل أي مزايدة على الثوار أو قيادتهم بشأن الوضع الأمني. وكشف عبد العال النقاب عن اعتقال مجموعات تعمل تحت إمرة من وصفهم بـ«أعوان وأزلام» نظام القذافي الهاربين في الخارج، لافتا إلى أن السلطات الليبية ستبدأ قريبا في بث اعترافات هؤلاء المسؤولين عن التفجيرات الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخرا.

وقال وزير الداخلية الليبي لـ«الشرق الأوسط» إن هناك سلسلة لها علاقة بمجموعات قيادية موجودين في مصر والجزائر ولديهم غرفة عمليات في تونس، لافتا إلى أنه في ليبيا هناك بعض «الخلايا المريضة التي يستعملونها». وأوضح أن محاكمة سيف الإسلام، النجل الثاني للقذافي، ستبدأ قريبا، لكنه رفض تحديد موعد رسمي، مكتفيا بالقول إن المحاكمة ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة. وهنا نص الحوار..

> باعتبارك أحد الثوار السابقين.. هل تقبل المزايدة عليهم وعلى قادتهم؟

- بكل تأكيد الأمر مرفوض رفضا مطلقا، هؤلاء الثوار عندما كان غيرهم يمسح أحذية القذافي وينادي ويطلب الرضا خرجوا بأصوات عالية وقالوا للقذافي وحكومته لا، وأعتقد أنهم نالوا كل الاحترام والتقدير من الشعب الليبي.

> هل لدى ليبيا القدرة على تأمين السنوسي وضمان عدم هروبه أو تعرضه للأذى قبل المحاكمة؟

- بكل تأكيد نحن لدينا مجموعة كبيرة جدا من أبناء النظام السابق استطعنا تأمينهم، وهم يحاكمون وآمنون على أنفسهم ومضمون أمنهم من الهروب أيضا.

> متى ستبدأ محاكمته وفقا لمعلوماتك؟

- هذه المسألة تحكمها إجراءات قانونية بأن يكتمل التحقيق أمام النيابة العامة، وتحال الملفات من النيابة العامة إلى محكمة الجنايات، فهي عبارة عن إجراءات روتينية فقط.

> ومتى ستبدأ محاكمة سيف الإسلام؟

- أعتقد أن المحاكمة ستكون قريبة لأن مكتب النائب العام قريب جدا من استكمال الملفات.

> هل نتكلم عن أيام أو أسابيع؟

- دعنا نقل إنها أسابيع.

> هل صحيح أن ثوار الزنتان يرفضون تسليم سيف الإسلام لأجهزة الأمن الحكومية؟

- لا أعتقد أنها مسألة رفض الثوار الآن، بل أعتقد أنه كانت هناك مجموعة مخاوف في الفترة الماضية، ولكني أعتقد أيضا أن هذه الفترة أفضل، ولا أعتقد أن المحاكمة فيها رفض من جانب الليبيين، وأتمنى أن تكون المحاكمة عادلة وفقا للمعايير الليبية والدولية، وينال هؤلاء المجرمون جزاء عادلا.

> هناك مخاوف من قتل سيف قبل بدء المحاكمة، أنت كرجل أمن كيف ترد عليها؟

- لا أعتقد ذلك، وإلا كيف ظل حيا حتى الآن؟! فقد كان من الممكن قتله في الصحراء، حيث جرى اعتقاله من قبل الثوار ولم يشهد عليهم أحد إلا الله.

> سلسلة التفجيرات الأخيرة التي شهدتها طرابلس وبنغازي من يقف وراءها؟

- يقف وراءها أبناء النظام السابق، ولدينا اعترافات. وبالمناسبة هذه التفجيرات تم اكتشاف فاعليها والقبض على أول متهم بعد 3 ساعات من وقوع هذه التفجيرات مباشرة، وسلسلة التحقيقات ما زالت ممتدة، ولدينا اعترافات وأدلة وسوف نقوم بنشرها في وسائل الإعلام بدءا من الأسبوع القادم.

> أزلام القذافي تعبير فضفاض، عمن تتحدث تحديدا.. هل عن أبناء القذافي الموجودين في الجزائر أم الموجودين في النيجر أم بعض أتباعه الموجودين في مصر؟

- هي سلسلة لها علاقة بمجموعات قيادية موجودة في مصر والجزائر ولديها غرفة عمليات في تونس، وفي ليبيا هناك بعض الخلايا المريضة التي يستعملونها.

> هل هناك تعاون وثيق بينكم وبين هذه الدول خاصة مصر مثلا؟

- الحقيقة يوجد تنسيق على مستوى عال بينا وبين تونس، وهناك تنسيق ضعيف بينا وبين مصر، وأتوقع أن هذا الأمر سوف يتحسن في الأيام القادمة.

> ولماذا التنسيق مع مصر ليس على المستوى المطلوب؟

- أعتقد أن هناك الكثير من التغييرات التي تحدث في مصر، فمصر الآن تشكلت حكومتها قريبا. فهذه مرحلة انتقالية، وهذه الأسباب هي التي أثرت في إدارة التنسيق، وأعتقد الآن أن الأوضاع في مصر ممتازة، والحكومة تسلمت مهامها، والأمور جيدة، وسوف يستمر الأمر بأفضل مما كان عليه.

> دائما نسمع عن عمليات تهريب سلاح من ليبيا إلى مصر.. كوزير داخلية ماذا تمتلك من معلومات في هذا الإطار، ومن يقوم بعمليات تهريب؟

- بالتأكيد أن هناك عمليات تهريب للأسلحة والمخدرات بين الدول المجاورة، وهذا أمر ليس غريبا، ومتوقع، ومن المعروف أن مخزون السلاح في ليبيا بدأ يخرج مع سقوط النظام ويتم توزيعه في الصحراء، والأماكن نائية وكثيرة، وكمية الأسلحة التي اشتراها النظام السابق طوال السنين الماضية من الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية رهيبة وهائلة جدا لا يمكن حصرها، فهي أرقام فلكية.. وهذا كله أعطى فرصة لتجار السلاح لتحقيق مكاسب وتهريب السلاح من ليبيا إلى دول أخرى.

> هل هناك إحصاءات لكم الأسلحة التي تم تهريبها وقيمتها؟

- للأسف نحن لا نملك إحصاءات لكم الأسلحة الموجودة في ليبيا أصلا، كلها كانت أمورا سرية وتتم بطريقة مختلفة، ويبدو حتى الآن أننا لم نصل لكل الوسائل لمعرفة كمية السلاح الموجودة على الأرض الليبية من الأساس حتى نستطيع معرفة الفائض منها ونتوقع ما تم تهريبه.

> لكن السلاح منتشر أيضا في ليبيا.. ما جهودكم لإخلاء المدن من الأسلحة أو إقناع الثوار بالتخلي عن أسلحتهم والاندماج في المؤسسة الأمنية؟

- هناك خطط متعددة، منها محاولة دمج الثوار المقاتلين ككتائب مقاتلة تملك الأسلحة وضمها في ما يعرف الآن باسم درع ليبيا، وهو قوة احتياط للجيش الليبي. أعتقد أن هذا جزء من الحل، والداخلية ضمت مجموعة من الثوار المقاتلين بأسلحتهم إلى الأجهزة الأمنية، وأيضا نحن بشكل أو بآخر نحاول أن نحيد أكبر عدد ممكن من قطع السلاح، ونحاول السيطرة على الأسلحة والذخائر والمخازن الموجودة في أماكن نائية وبعيدة، وأعتقد أننا نحتاج إلى خطة وطنية قومية تشترك فيها الدول التي لها علاقة أو تجربة سابقة، وأظن أن الأمم المتحدة لها دور في ذلك، ويجب أن يكون لدول الجوار دور في هذا العمل.

> قيل إن بعض العناصر الأمنية تورطت بشكل أو بآخر في عملية هدم الأضرحة، أو أنها اتخذت موقف المتفرج.. هل هناك إجراءات محددة لمعاقبة هؤلاء؟

- نحن كلفنا الإدارة العامة للبحث الجنائي للتحقيق بشأن هذه الوقائع، ومن يثبت عليه جرم أو إهمال أو تقصير سيقدم للمحاكمة.

> أنت قلت في مؤتمر صحافي إنك لست بصدد الدخول في معركة مع هؤلاء.. السؤال هنا: إذا لم تكن أجهزة الأمن هي التي تشتبك مع هؤلاء إذن من يشتبك؟

- المسألة ليست في سفك الدماء أو الحرب، وقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) إن هدم الكعبة أهون من سفك دم مسلم. فالمسألة في هذا الأمر مسألة فكرية فلا بد من محاورة هؤلاء الناس والتعامل معهم، ونوع القرار يجب أن يكون على مستوى الدولة لمواجهة هذه الأمور بقوة، وقد حصل في السابق وقد حاول البعض هدم هذه الأضرحة وتم منعهم والحوار معهم، وهناك ترتيبات بينهم، وقد تراجعوا عن هذا الاتفاق وقاموا بهذا العمل. وأنا أقول لك بصراحة إنه ليس المهم هدم الأضرحة أو التبرك بها، لكن الأهم كيفية التعامل مع هذا الموقف.