واشنطن وباريس تصران على أولوية رحيل الأسد

ردا على تصريحات بوتين

TT

انتقدت الولايات المتحدة تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول مساندة بلاده للحكومة السورية واتهاماته للغرب بمساندة الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى خلع الرئيس السوري بشار الأسد. فيما أكدت فرنسا على موقفها الثابت، ملخصة إياه بأنه «يتعين على بشار الأسد أن يرحل، ولا حل سياسيا بوجوده».

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة تؤمن بشدة أن الحل الأفضل والأبسط لوضع حد للعنف هو أن يتم انتقال سياسي يحترم كرامة وتطلعات وحقوق الإنسان العالمية للشعب السوري. وقال المسؤول الأميركي: «نحن نعتقد أن الوضع في سوريا يشكل تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، وكلما طال أمد هذا الصراع، زادت خطورة انتقال الصراع عبر الحدود وزعزعة استقرار الدول المجاورة، وقد رأينا بالفعل اشتباكات خطيرة في لبنان وتزايد التوترات في تركيا والأردن».

ودون التطرق إلى اتهامات الرئيس بوتين بمساندة الدول الغربية لعناصر إرهابية في سوريا، تنتمي بعضها إلى تنظيم القاعدة وتهدف إلى خلع الرئيس الأسد من السلطة، قال المسؤول الأميركي: «إن الولايات المتحدة ستواصل جهودها مع مجموعة العمل من الدول التي تساند المعارضة السورية، وخطتها لليوم الذي يرحل فيه الأسد». وأضاف: «إننا تقف بحزم إلى جانب الشعب السوري لأنهم يسعون إلى إقامة سوريا ديمقراطية وحرة وخالية من استبداد الأسد، ونعتقد أن الانتقال السياسي هو أفضل وسيلة لنقل سوريا إلى الأمام وسوف نستمر في دعم كل الجهود في هذا الصدد، ونشيد بجهود المعارضة لتوحيد البلاد وراء خطة مشتركة ورؤية لمستقبل سوريا».

ويأتي ذلك قبل ساعات من استضافة مدينة فلاديفستوك الروسية لقمة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لمدة ثلاثة أيام (من الجمعة حتى الأحد)، ويشارك فيها رؤساء دول وحكومات دول منطقة آسيا والمحيط الهادي وتتضمن لقاء سريعا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يوم السبت على هامش القمة، حيث تمثل كلينتون الجانب الأميركي في اللقاء نيابة عن الرئيس باراك أوباما الذي أخبر الجانب الروسي بعدم استطاعته الحضور إلى فلاديفستوك نظرا لانشغاله بالحملة الانتخابية.

وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي في تصريحات للصحافيين، إن الجانب الأميركي طلب عقد هذا اللقاء، ورد عليه الجانب الروسي بالإيجاب. وأوضح أن اللقاء سيشهد التطرق إلى قضايا نشر الدرع الصاروخي في أوروبا وانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، إضافة إلى الوضع في سوريا.

ومن جهتها، قالت الخارجية الفرنسية أمس في المؤتمر الصحافي الإلكتروني ردا على بوتين إن «موقف فرنسا معروف.. والمبدأ الأول سهل الفهم: أنه يتعين على بشار الأسد أن يرحل، ولا حل سياسيا بوجوده. إنه يشكل تهديدا، وهو مستمر بقتل شعبه باللجوء إلى العنف الأعمى وتدمير المدن»، مشيرة إلى أن «تقرير لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بتاريخ 15 أغسطس يتيح تثبيت ارتكاب النظام جرائم ضد الإنسانية».

وحول تغيير الموقف الفرنسي، قالت الخارجية الفرنسية «إن موقف فرنسا هو موقف غالبية أعضاء الأمم المتحدة، والأكثرية الساحقة في مجلس الأمن الدولي؛ حيث روسيا والصين فقط تستخدمان حق النقض (الفيتو).. كما أنه موقف دول الجامعة العربية وبلدان منظمة المؤتمر الإسلامي»، وتابعت: «مع ذلك، نحن نتحاور مع الروس كما مع كل شركائنا (حول الموضوع السوري)».